جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

ترامب واللقاح.. والثقة الغائبة!!

جلال عارف

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2020 - 06:05 م

بالطبع.. لا يريد الرئيس الأمريكى «ترامب» أن يدخل معركته الحاسمة من أجل دورة رئاسية جديدة، وفى  رقبته مسئولية الإدارة السيئة لأزمة «كورونا» التى خلفت حتى الآن 190 ألف ضحية أمريكية و6.5 مليون مصاب يمثلون حوالى ربع المصابين فى العالم. ومن أجل هذا فهو يريد المستحيل الذى ينقذ الموقف.. بإنتاج اللقاح الموعود قبل الانتخابات!!
من الناحية العلمية الوضع صعب. ومع كل الضغوط التى يمارسها «ترامب» لتسهيل الاجراءات الصارمة التى تلتزم بها الهيئات الطبية الأمريكية  قبل إصدار الترخيصات اللازمة، فإن العلماء يحذرون من التسرع، ويقدرون أنه حتى فى حالة التوصل للقاح فإن الأمر يحتاج أولاً إلى تجربته على ما لا يقل عن عشرة آلاف شخص ومتابعة حالتهم  لفترة لا تقل عن ستة شهور.
وكالعادة يأخذ «ترامب» الخلاف الى المنطقة التى يريدها، بتصوير الأمر على أنه صراع بينه وبين الديموقراطيين الذين يعرقلون التوصل إلى اللقاح (!!) وليس مع الأطباء والعلماء الذين يسابقون الزمن للوصول للقاح لكنهم - فى نفس الوقت - لا يستطيعون تجاهل الاحتياطات المطلوبة حتى لا يؤدى الأمر الى كارثة.
ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة لترامب، مع خبرة سابقة من جانب المواطن الأمريكى مع «الاجتهادات العلمية!!» لترامب فى هذا الصدد وعلى رأسها نصيحته بشرب الكلور وباقى المطهرات لتخلص البشر من فيروس «كورونا»!! أو خلافاته العلنية مع كبار علماء الطب ومقاومة الفيروسات أعضاء فريق البيت الأبيض نفسه لمكافحة كورونا حول جدوى استخدام الأدوية أو لبس الكمامة أو إجراءات المقاومة!!
الأمر الايجابى فيما يحدث فى أمريكا وغيرها هو أن المختبرات العلمية العريقة وجدت التمويل اللازم بسهولة، وأن ما تم إنجازه فى مجال البحث العلمى عن لقاح «كورونا» خلال الشهور الستة الماضية اختصر سنوات طويلة فى الطريق الى اللقاح الموعود. لكن الشتاء على الأبواب، والموجة الثانية لهجمة الفيروس قد تكون أشد، والانتخابات فى أمريكا بعد سبعة أسابيع، وترامب - بدون اللقاح - فى موقف صعب. ومهما كانت ضغوط السياسة ونفوذ «البيزنس» فإن العلم لايستطيع المغامرة بأرواح الناس، واللقاح لابد أن تثبت فعاليته وسلامته أولاً بعيداً عن صراعات السياسة ومواعيد الانتخابات!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة