الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي
الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي


من هم ضحايا «الإبتزاز العاطفي» وطريقة العلاج؟ أستاذ طب نفسي يجيب

إيمان طعيمه

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2020 - 06:55 م

أكد دكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي، أنه الرغم من إعلان الضحايا غضبهم واستيائهم ممن يبتزونهم عاطفيا إلا أنهم يستمرون في التعلق بهم لممارسة مزيد من الابتزاز والاستنزاف.

وأوضح أن ضحايا الابتزاز العاطفي يلعبون دورا في ذلك، إذ يبدون تعاطفا مبالغا فيه تجاه من يبتزهم ويستجيبون لابتزازه، ولديهم قابلية للشعور بالذنب، ويلعبون دور المنقذ ودور البطل ودور الراعي بشكل مبالغ فيه، فيغرون المبتز بمواصلة سلوكه الابتزازي.

وذكر أنه قد يكون الضحية أب أو أم أو ابن أو صديق أو حبيب، وهو يميل إلى حب العطاء والرفق بالآخرين وإعطائهم العذر دائما والشفقة بالضعفاء، والمروءة والنجدة، والشعور المبالغ فيه بالمسئولية عن الآخرين، والشعور بالفخر عند تقديم المساعدة، والشعور بالقيمة حين يكون في موضع المنقذ أو البطل، ويتمتع بضمير قاس يحاسبه على أي خطأ أو تقصير، ولديه مشاعر مرهفة وحساسة، ولا يتحمل رؤية ضعيف أو محتاج دون أن يهب لمساعدته، ومع هذا لديه هشاشة في صورة الذات، لذلك يحتاج إلى تدعيم صورة ذاته بتقديم العون والمساعدة للآخرين.

وأضاف أنه قد يكون الضحية في حاجة إلى الحب والتقدير من جانب من يبتزه، لذلك يرضخ لابتزازه كي يضمن استمرار العلاقة، وهذا يضع الاثنين تحت وصف الاعتمادية المتواطئة، فالمبتز يمارس الاعتمادية المباشرة، والضحية يمارس الاعتمادية غير المباشرة .

الجذور الأسرية للابتزاز العاطفي

وأشار دكتور محمد المهدي، أن حالات الابتزاز العاطفي ارتبطت بالشعور بعدم الأمان الذي ينتج عن علاقات تنافسية بين الإخوة والأخوات، أو أن الطفل كان عرضة لشكل من أشكال الابتزاز العاطفي وكان حب الأم مشروطا بسلوكيات تحقق أهداف الوالدين وتوقعاتهم من الطفل.

وأشار إلى أنه على نطاق أوسع، في العلاقات الأسرية يتوقع من كل شخص أن يتم التحكم به، وأن يتحكم في الآخرين، عن طريق التأثير المتبادل الذي يمتلكه كل واحد على الآخر ثم اللجوء إلى إجبار الآخرين بالتعاطف، والابتزاز، الامتنان، الشعور بالذنب، والعرفان أو العنف المجرد.

العلاج

وأكد أنه دائما في نهاية عرض أي مشكلة نتحدث عن العلاج، فهل العلاج هنا يكون لمن يمارس الإبتزاز ؟ .. أم لضحية الإبتزاز ؟ .. الحقيقة يحتاج الاثنان للعلاج.

وتابع أنه من يمارس الابتزاز تعلم منذ طفولته أنه يحصل على ما يريده بهذه الطرق الملتوية غير الناضجة، وتعود إلى أن المحيطين به لا يحبونه إلا بشروط ومن خلال استراتيجيات معقدة، وبثمن أو مقابل، وقد تعزز لديه هذا السلوك في كل مرة كان يمارس فيها الابتزاز ويحصل على فائدة، ولذلك يحتاج لتبصيره بما يحدث ووقف تعزيز سلوك الابتزاز بعد الاستجابة له، وهذا لا يعني إهمال الشخص أو نبذه، ولكن إعطاء المشاعر بشكل راشد وناضج وليس تحت تأثير الابتزاز، ومراعاة احتياجه للأمان والحب غير المشروط.

وأكد أنه ينبغي على الأشخاص أن يميزوا بين من يستغلهم عاطفيا وبين من يتعامل معهم بتوازن ليتجنبوا بذلك التعرض لخيبات أمل عاطفية لأن المبتزين في الغالب لا تعنيهم إلا المصالح.

وأضاف أن الابتزاز العاطفي يعبر عن حالة نفسية غير سوية لأن المبتزين يتكئون على الاحتيال لتحقيق أغراضهم وهو تصرف يتم عن وعي لذا ينبغي أن يواجه بالحزم لكي يكف هؤلاء الأشخاص عن سلوكهم الانتهازي غير السوي.

ولفت إلى أنه على الجانب الآخر يحتاج الضحية للتدريب على اكتشاف ورصد وسائل الابتزاز العاطفي واستراتيجياته وأشكاله، وأن يفهم التركيبة النفسية للمبتز عاطفيا، وأن يتحكم في مشاعره فلا تستنزف أو تستدرج تحت تأثير مشاعر الذنب أو الخوف التي يزرعها فيه المبتز.

وذكر أنه قد يحتاج الاثنان لمعالج نفسي متمرس يساعدهما على وقف الابتزاز ووقف الاستجابة له ومساعدة الطرفين على النضوج النفسي الطبيعي.

 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة