القوات المسلحة المصرية
القوات المسلحة المصرية


فى العيد الـ 52 لسلاح المدفعية.. قصة 38 كتيبة مصرية حولت المواقع الإسرائيلية لكتلة من النيران

محمد محمود فايد

الثلاثاء، 08 سبتمبر 2020 - 08:20 م

 

تحتفل مصر والقوات المسلحة، اليوم، بالعيد الثاني والخمسين لسلاح المدفعية، والذي يعد درعًا من دروع قواتنا المسلحة التى تحمى تراب الوطن وتصون مقدساته، حيث تم اتخاذ يوم الثامن من سبتمبر عيدا للمدفعية لما حققه رجال السلاح من بطولات في ذلك اليوم.

 

وكان قرار اللواء عبد التواب أحمد هديب، مدير سلاح المدفعية،  الذى اتخذه يوم 8 سبتمبر عام 1968 بتنفيذ قصفة نيران مركزة ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس وبعمق حتى 10 كيلومترات، وذلك بغرض تدمير الخط الدفاعي الأول الذي بدأ العدو الإسرائيلي بناءه على الجانب الشرقي للقناة وتكبيده خسائر فادحة ، وردًا على قيام العدو الإسرائيلي بقصف مدينة "الزيتية" بالسويس.

وقدرت الخسائر بإسكات 17 بطارية مدفعية، وتدمير 6 بطاريات أخرى ، و19 دبابة، و27 دشمة مدفع ماكينة، و8 مواقع صواريخ أرض أرض، و4 مخازن وقود ومنطقة إدارية.

 

وكان لقصفة النيران التي نفذت لمدة 3 ساعات متتالية بتجميع نيران 38 كتيبة مدفعية يوم يوم 8 سبتمبر عام 1968، الأثر الأكبر في رفع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة، وإثبات أن جيش مصر هب من كبوته ليقول كلمته فى الصراع الدائر بين العرب وإسرائيل، وأيقن العدو فى هذا اليوم أن السيطرة النيرانية آلت للقوات المسلحة المصرية.

 

واستمرت السيطرة النيرانية للمدفعية المصرية حتى بداية مرحلة الاستنزاف عام 1969، وتمكنت المدفعية المصرية يوم 8 مارس 1969 من تدمير الجزء الأكبر من الخط الدفاعي للعدو على الضفة الشرقية للقناة فى قصفة نيران استمرت لمدة 5 ساعات.

 

تمهيد نيرانى

وتنفرد المدفعية المصرية عن باقى مدفعيات دول العالم بقدرتها على تجميع النيران وحشد أكبر عدد من الكتائب للضرب فى وقت واحد، وذلك ما ظهر فى جميع معارك المدفعية المصرية، حتى الوصول إلى أكبر حشد نيرانى فى حرب أكتوبر 1973 وهو أعظم تمهيد نيرانى تم تنفيذه حتى الآن ويدرس فى الكليات والأكاديميات العسكرية العالمية وكان نقطة انطلاق لحرب السادس من أكتوبر المجيدة.

 

كما يمثل يوم المدفعية 8 سبتمبر عام 1968 علامة فارقة فى تاريخ المدفعية المصرية لأنها كانت نقطة التحول الرئيسية على الجبهة المصرية، وعلم العدو أنه هو الطرف الخاسر فى حرب الاستنزاف واعتبرت القوات المسلحة هذا التاريخ هو يوم المدفعية.

 

قصف المواقع الإسرائيلية

فى الثامن من سبتمبر 1968 اتخذ اللواء عبد التواب هديب، مدير سلاح المدفعية، في ذلك الوقت، أحد أعظم قرارات حرب الاستنزاف بتوجيهات من الرئيس جمال عبد الناصر، بتنفيذ قصفة نيران مركزة قوية ضد جميع الأهداف المعادية على طول مواجهة قناة السويس، كانت ملحمة كتب سطورها اللواء هديب ورجال المدفعية بالتخطيط والتحضير الجيد والسرية في التنفيذ.

 

وخلال دفع بعض الكمائن المصرية لاصطياد الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية فى السادس والعشرين من أكتوبر 1968، ساهمت المدفعية بقصف شديد لستر أعمال القتال والتى نتج عنها سقوط 49 فردًا من العدو ما بين قتيل وجريح، وفى الثامن من مارس 1969 خطط اللواء هديب لتدمير الجزء الأكبر من خط بارليف وأذاق الإسرائيليين الأمرين بعد قصف شديد استمر لمدة خمس ساعات متواصلة أرهق العدو وشتت قوتهم.

 

بعدها بيوم واحد وبخطواته الواثقة الهادئة كان الفريق عبد المنعم رياض على الجبهة برفقه اللواء عبد التواب هديب للاطمئنان على الجنود وسير أعمال القتال مع العدو، قصف العدو الموقع فاستشهد الفريق، وأصاب اللواء عبد التواب هديب بإصابات طفيفة.

 

اللواء هديب فى سطور

جمع اللواء هديب فى قصفه للعدو جميع الخبرات التي جناها منذ تخرجه من الكلية الحربية برتبة الملازم ثانى فى الأول من فبراير عام 1939 وانضمامه إلى سلاح المدفعية، كان دفعة وصديق الرئيس عبد الناصر ورفيق دربه في حركة الضباط الأحرار، وأحد من كان له دور بارز فى ثورة 23 يوليو، حيث أوكل إليه منع تدخل القوات البريطانية المتمركزة فى منطقة قناة السويس فى الأحداث.

 

ملامح وجهه تعكس صبرا وجلدا وحبا لوطنه، ولا عجب فقد ولد لعائلة مرموقة بمحافظة بنى سويف، وظهرت تلك السمات جليا فى حرب فلسطين، حيث كان رئيس عمليات كتيبة مدفعية، فصمد مع رجاله أكثر من عام فى حصار اليهود للقوات المصرية بقرية الفلوجا.

 

تم إيفاده لبعثة إلى الاتحاد السوفيتي والتحق بكلية أركان حرب عام 1953، كما سافر إلى بعثة تدريبية بدولة اليونان عام 1954، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا.

 

كان ممن كتب عليهم القدر أن يكونوا رجالا يوجهون دفة التاريخ، ويصدون عن وطنهم الغزاة والطامعين، حيث اندلع العدوان الثلاثي وهو في قلب الأحداث وكان له مواقف بطولية في التصدي للقوات المعتدية، حيث شغل منصب قائد مدفعية الفرقة الرابعة المدرعة فى تلك الفترة العصيبة، ثم قائدًا لمدفعية المنطقة الشرقية، فملحقًا عسكريًا فى بريطانيا والعراق ثم عاد إلى مصر فى نهاية 1966 وتم تعيينه رئيس أركان المنطقة الشرقية.

 

ولكفاءته وخبراته شاءت الأقدار أن يتم اختياره مديرا لسلاح المدفعية عام 1968 فى فترة حالكة من تاريخ مصر، وألقى على عاتقة مسئولية إعادة البناء لسلاح المدفعية، وأيضًا مسئولية إعادة التسليح بالقوات المسلحة، حيث كانت هيئة التسليح للقوات المسلحة تتبع إدارة المدفعية.

 

تكريمه

عُين محافظًا لبورسعيد فى الفترة من 1971 حتى 1974 وكان يرتدى الزي العسكري حتى انتهاء معركة أكتوبر المجيدة وكان أهل بورسعيد يطلقون عليه "الفارس المصري الأصيل" ثم عين محافظًا للإسكندرية فى الفترة من 1974 حتى 1978.

 

اليوبيل الذهبي

احتفلت القوات المسلحة منذ عامان باليوبيل الذهبي لعيد المدفعية وقامت بتكريم القادة والضباط المتميزين من رجال سلاح المدفعية، تقديرًا لتفوقهم وتفانيهم في أداء مهامهم، كذلك تكريم رموز المدفعية وأسرهم الذين ساهموا في أن يظل سلاح المدفعية عريقًا مدافعًا عن أمن واستقرار الوطن بحضور عدد من قادة القوات المسلحة وقدامي مديري سلاح المدفعية‏.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة