كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

« يوم تسود الوحوش» !

كرم جبر

الأربعاء، 09 سبتمبر 2020 - 06:36 م

 

البداية الحقيقية للجحيم المسمى بـ «الربيع العربي»، كانت يوم 11 سبتمبر 2001، أو ما يطلق عليه الأمريكيون «يوم تسود الوحوش»، وما زال العرب والمسلمون يدفعون الثمن حتى الآن.
وكان بوش الابن هو الأشد تطرفاً فى الانتقام من العرب والمسلمين، وأصبح الأمريكيون ينظرون لجيرانهم المسلمين كغرباء، من خارج حدود الحياة جاءوا لتدمير دولتهم ونشطت مؤلفات العداء التاريخية، مثل كتاب دينيس سبيليرج «الإسلام والآباء المؤسسون لأمريكا» الذى يرجع كراهية الغرب للمسلمين لثلاثة أسباب: وحشية غزو الأندلس، والحروب الصليبية، وميراث الإمبراطورية العثمانية البغيض ضد شعوب الغرب، وتقرر أن يدفع العالم العربى والإسلامى الذى هو ضحية الإرهاب، فاتورة 11 سبتمبر.
وتم استدعاء مخزون الكراهية والتفتيش فى النوايا، واجتر بوش الابن آلام دولته الأعظم التى كادت أن تسقط، وهو يصرخ غاضباً: «لم أكن أتخيل أبداً أن يستخدموا طائرة كصاروخ»، واستعاد عداء الرؤساء السابقين، ابتداء من جورج واشنطن أول رئيس، الذى كان كارهاً للإسلام والمسلمين، وله عبارة شهيرة كاذبة: «ولا يمكن أن يكون هناك سلام على الأرض بسبب أفكارهم المتطرفة، ويجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم البعض».
قالها جورج واشنطن ونفذها بوش الابن: «يجب أن يحملوا السلاح ضد بعضهم» وكأنها شفرة سرية للحرب العالمية الجديدة بقيادة أمريكا، واستثمر الحادث الإرهابى الإجرامى، لزراعة الشر فى المنطقة بزعم أن دولها هى التى جاء منها أهل الشر.
وبعد تدمير العراق وإنهاء حكم صدام قال بوش الابن: «حتى لو كنت أعلم أنه لا يمتلك نوويا أو كيماويا، كنت سأضربه، وأثبتت تقارير المخابرات الأمريكية ولجان الكونجرس، أكذوبة امتلاك صدام حسين للنووى والكيماوى، وهى التى أدت إلى غزو العراق وتدميره والإطاحة برئيسه.. لكن كانت النية مبيتة لإشعال الحروب الدينية فى المنطقة.
كل الجراح تندمل بمرور الوقت، إلا هذا الجرح «11 سبتمبر» الذى يزداد نزفاً واتساعاً بمرور الوقت، فقد كانت أكبر دولة فى العالم على وشك الانهيار، وعُلقت الاتهامات فى رقبة أشرار الشرق الأوسط وعلى رأسهم صدام حسين، ثم اتسعت دوائر الانتقام.
زعمت تقارير أمريكية كاذبة أن صدام التقى بمحمد عطا، فى جنوب العراق وخططا معاً لضرب برجى التجارة، وثبت بعد ذلك أن العميل الأمريكى المسمى الجبلي، هو الذى قدم هذه المعلومات الكاذبة.
وساعدهم صدام بنفسه، عندما ضخم أكاذيب امتلاكه للنووى والكيماوى، وكان يحرك سيارات ضخمة كلما جاءت لجان التفتيش إلى العراق، ليوحى لهم أنه يمتلك ترسانة كبيرة، فيخافون منه.
وربط صدام نفسه بـ 11 سبتمبر، للإيحاء بالقوة والتمكن، غير أنه وضع رأسه بين أنياب الأسد الجريح، وأخرجت أمريكا من أدراجها الخطط المعدة سلفاً لتدمير الأشرار، ولم يدفع صدام وحده الثمن، بل تدفعه دول وشعوب كثيرة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة