الخميس، 10 سبتمبر 2020 - 06:14 م

منذ تسعة عشر عاما وفى مثل هذا اليوم من عام ٢٠٠١، اجتاحت العالم موجة من الذهول وعدم التصديق، مما يجرى فى الدولة الأقوى بالعالم وهى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت تشهد احداثا مروعة يصعب تصديقها أو حتى تخيل امكانية وقوعها.
كان الحدث صادما ومروعا وخارجا عن نطاق العقل ومتجاوزا لحدود الخيال،...، ولشدة الذهول والألم والصدمة، اطلق الامريكيون على اليوم الذى وقع فيه الحدث وكان يوم الثلاثاء الحادى عشر من سبتمبر لقب «الثلاثاء الأسود».
فى هذا اليوم شاهد الأمريكيون ومعهم العالم، عددا من الطائرات المدنية المخصصة للركاب والسفر، تصطدم عامدة ببرجى مبنى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، وتقتحم المبنى بصورة مباشرة وتفجره، ليصبح كتلة من النار والدخان الأسود، ويتحول إلى اثر بعد عين فى لحظات.
كان عدم التصديق هو الانعكاس المباشر والتلقائي، الذى أصاب الكل فى بادئ الأمر، ثم اعقب ذلك موجة عاتية من الذهول وعدم الفهم أو الاستيعاب لما جري، ولغرابة ما يجرى تصور البعض أنهم أمام لقطات من فيلم سينمائى وليس حدثا واقعيا.
والمؤكد أن أحدا فى العالم لم يدرك وقتها قدر ومدى التغيير الجسيم، الذى سيطرأ على  العالم كله نتيجة هذا الزلزال الهائل، الذى هز الدولة العظمى وأصاب الدنيا كلها بالذهول،...، وقد كان التغيير شديدا وجسيما جدا بالنسبة للعالم بصفة عامة، ولكنه كان أكثر شدة وجسامة بالنسبة للعالم العربى والإسلامى على وجه الخصوص.
والحقيقة المؤكدة أن العالم كان فى هذا اليوم، وفى لحظة انهيار وتفجير برجى مبنى مركز التجارة العالمى فى نيويورك، يقف بالفعل على أعتاب لحظة فارقة تفصل ما بين تاريخين مختلفين، هما ما قبل وما بعد الحادى عشر من سبتمبر ٢٠٠١.