يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

أشقاؤنا فى السودان

يوسف القعيد

الخميس، 10 سبتمبر 2020 - 06:17 م

هل تعرفون معنى كلمتى: جسر جوى؟ فى اللغة معناهما أن الطائرات فى الجو كانت تشكل جسراً. بين الطائرة والطائرة طائرة ثالثة. هذا ما جرى من مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ أن حدث للسودان - شماله وجنوبه - ما وقع من سيول قتلت وشردت الآلاف وهدمت من البيوت ما لا يحصى ولا يعد.
كنت أتصور أن ترسل طائرة إغاثة للشمال وطائرة إغاثة للجنوب. فقد سبق لمصر أن أرسلت لغير السودان من الدول الصديقة والشقيقة التى تعرضت لصعوبات طائرات. لكن ما جرى هذه المرة أكد لى طبيعة العلاقة بين الشقيق والشقيق. تختلف تماماً عن العلاقة بين الحليف والحليف.
لن أتوقف أمام ما قاله مسئول كبير فى الخرطوم عن حلايب وشلاتين قبل السيول بأيام. وأثبتت مصر أنها كبيرة بعدم الرد أو التعليق. لكن ما إن وصلنا إلى السيول حتى أصبحنا فى مواجهة واقع جديد يتطلب مواقف مغايرة تعود للأصل ولا تتوقف أمام الفروع.
أرسلت مصر الكثير وثمة هيئات مصرية مثل الصليب الأحمر ساهم. وقامت قواتنا المسلحة بطائراتها بالجهد الأكبر فى نقل الإغاثات لأشقائنا بالجنوب. وكالعادة تمت الأمور على أكمل وجه. فمصر تعرف ما يجب عليها القيام به. وبأوامر رئاسية سافرت الدكتورة هالة زايد. وزيرة الصحة والسكان للخرطوم ومعها فريق طبي لعلاج ما يمكن أن ينتج عن هذه السيول مما يتطلب تدخلا طبيا.
جنوب السودان كان له مكانة. طائرات من الجسر الجوى ذهبت إليه والدكتور مهندس محمد عبد العاطى. وزير الرى. ذهب إلى جوبا عاصمة جنوب السودان. ومثلما فعلت مصر مع السودان فعلت مع جنوبه. فالعلاقة التى تربطنا هى الأخوَّة والمصير الواحد المشترك.
إن مآل مصر والسودان واحد. ولا بد أن نفرق بين الثوابت والمتغيرات. الثوابت ثوابت. والمتغيرات تبقى حالات طارئة تطرأ بين حين وآخر. وحتى لو امتدت سنوات فإن الثوابت تبقى هى الجوهر.
فى السنوات الخمس الماضية حيث بدأت مصر رحلة العودة لعروبتها ونمت علاقات حقيقية بينها وبين الأشقاء العرب فى كل مكان. وأصبحت القاهرة مرة أخرى بر أمان لكل عربى مثلما كانت عبر التاريخ. ولهذا كنت أتوقع أن تقوم مصر بدور مهم فى مواجهة سيول السودان شماله وجنوبه. ولكن حتى الخيال لم يصل إلى ما جرى فى أرض الواقع.
لقد تناسى المصريون أزماتهم وقرروا أن يقفوا مع أشقائهم ومن تدهمه السيول فهو أحق وأولى بكل ما لدينا. ومصر عندما تقوم بدورها العربى يسعد كل مصرى بما يتم. ويشعر أنه يؤدى واجبا عليه لأشقائه. فالبعد القومى العربى أهم ما يمكن أن يبقى من ثوابت علاقاتنا بأشقائنا العرب. قد تحدث خلافات واختلافات فى وجهات النظر. ولكنها تبقى سحابات عابرة تزول كما تأتى ولا يصح فى النهاية إلا الصحيح.
لقد أثرت فيضانات السودان حتى على المناطق الأثرية فى البلاد. وكما قال أهل السودان أنفسهم فإن ما جرى هذا العام لم يحدث منذ مائة سنة مضت. لذلك فالوضع يتطلب الوقوف مع الأشقاء السودانيين سواء فى الشمال أو الجنوب بكل ما نملك. وهو ما فعلناه.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة