محمد بركات
محمد بركات


بدون تردد

ومازال للإنسانية مكان!!

محمد بركات

السبت، 12 سبتمبر 2020 - 07:38 م

لا خير فينا إن لم نحافظ على إنسانيتنا، بمعنى أن نحب بعضنا بعضا، وأن نحترم بعضنا بعضا، وأن نساعد كل من يحتاج للمساعدة طالما أننا نقدر على ذلك، وطالما أنه كان فى حاجة لهذه المساعدة.
أن تكون إنسانا معناها أن تتعاطف مع الضعيف وتقف بجواره وتسانده وتتضامن معه دون أن تشعره بضعفه، وأن تفعل هذا منطلقا من اقتناع كامل ويقين حقيقى بأن هذا حق عليك، وأن هذا هو واجبك الذى يجب أن تؤديه وتقوم به بكل الرضا، وبكل الامتنان له وليس المن عليه.
امتنان لأنه أتاح لك الفرصة كى تقوم بما يجب أن تقوم به، وفتح أمامك طريقا للشعور بالسعادة الداخلية والسلام الروحى والتوازن النفسى، نظراً لكونك استطعت العطاء لمن يحتاج ويستحق العطاء،...، وهذا إحساس بالامتلاء والغنى والثراء لا يدانيه إحساس آخر.
القدرة على التعاطف.. هى أرقى وأسمى المشاعر الإنسانية، وأكثرها ثراء وأعلاها قيمة وأعمقها أثرا فى قلوب ونفوس البشر جميعا،..، وهى التعبير الواضح والإشارة الصحيحة والدالة، عن وجود مخزون وافر من القيم الإنسانية والدينية والحضارية الراقية، لدى هؤلاء الذين يملكون تلك القدرة على التعاطف مع الآخرين. هؤلاء هم من يستطيعون بما حباهم الله من قدرة نورانية، على نشر قيم الخير والتسامح والحب والتعاطف بين البشر،..، وهؤلاء هم من يستطيعون التخفيف من قسوة الحياة، والتقليل من غلظة وفظاظة بعض البشر، وتبديد مساحات الظلمة التى تسللت إلى حياتنا نتيجة قسوة البعض منا، وتنمرهم واستعدادهم الدائم لافتراس الضعفاء، أو من يتصورونهم ضعفاء.وهذا هو ما فعلته بكل بساطة وتلقائية ولكن بإصرار، السيدة صفية أبوالعزم الشهيرة بسيدة القطار، فى تعاطفها الطبيعى والتلقائى مع ابنها وابننا جميعا المجند فى قطار المنصورة،...، لقد قالت لنا بكل بساطة.. إنه مازال للإنسانية والتعاطف مكان بيننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة