الأحد، 13 سبتمبر 2020 - 06:44 م

بسبب السد العالى ازدادت ملوحة التربة..وازداد النحر فى مجرى نهر النيل.. وانخفضت نسبة الطمى التى تخصب الأرض..وهجر السردين شواطئ دمياط ورشيد وبورسعيد.. وحذر آخرون من خطورة انهياره فى اى وقت واغراقه للدلتا.. واكتشف احد الباحثين أن هناك علاقة وطيدة بين السد العالى وارتفاع اسعار الكلور المستخدم لتنقية المياه..كما لعن آخرون ما حدث لجمال نهر النيل الذى انخفضت سرعة جريانه فاختفت رومانسيته وجماله.... وهكذا أصبح مشروع السد العالى واحدا من أكثر المشروعات القومية التى تعرضت للهجوم فى تاريخ مصر الحديث حتى وصل الأمر إلى المطالبة بهدمه !!.. كل ذلك الهجوم واكثر موثق فى العديد من الكتب من أهمها كتاب «هل نهدم السد العالى؟» للكاتب المصرى الراحل فليب جلاب.
فلولا وجود السد العالى لهلك الحرث والنسل ولتكبدت الدولة نفقات طائلة فى مقاومة هذه الفيضانات وإزالة آثارها المدمرة.. كما يرجع له الفضل فى استصلاح أكثر من مليون فدان والتوسع فى زراعة الأرز وتوليد طاقة كهربائية كبرى نعتمد عليها حتى يومنا هذا فى إدارة المصانع وإنارة المدن والقرى وزيادة الثروة السمكية..تخيلوا لو تم الاستماع إلى هؤلاء وتم هدم السد العالىة!!.. وها هو التاريخ يعيد نفسه ورأينا من يروج لعدم أهمية قناة السويس الجديدة ويهاجم بناء العاصمة الادارية الجديدة ومدينة الجلالة ويطالب بهدمهما وحرقهما بينما نحن نعيش فى فيضان بشرى يتجاوز المائة مليون نسمة وتكاد محافظتا القاهرة والجيزة تنفجران من التكدس السكانى بخلاف شوارعها التى كثيرا ما تصاب بالسكتة الدماغية جراء ملايين السيارات المتدفقة فى شرايينها المتجلطة.. لا تستمعوا إلى أصحاب دعوات الهدم واتركوا «الهاشتاجات» المسيئة لبلادنا ترتد إليهم لتحرق حقدهم وغلهم..60٪ من تلك «الهاشتاجات» و«الترندات» تأتى من خارج مصر.. الدفاع عن إنجازات الدولة ليس من باب «التطبيل» كما يروجون لكن من باب اننا نريد لبلادنا التقدم والازدهار وفى نفس الوقت من حقك أن تنتقد وتشكو من ارتفاع الأسعار وزيادة فواتير الكهرباء والمياه وان تنتقد سياسات التعليم والصحة وزيادة مصروفات الجامعات والمدارس الخاصة والخدمات غير الآدمية فى بعض المستشفيات والمصالح الحكومية أو أن تسلط الضوء على فساد ما..كل ما أطلبه هو ان نرى النصفين من الكوب الملآن حتى لا نتحول إلى معاول هدم.. أخيرا فليقدم الجميع التحية للبطل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر صاحب ملحمة السد العالى وهرم مصر الرابع.