مع أن جامعتها هى الوحيدة التى تمنح شهادتين إحداهما مصرية والأخرى إنجليزية يعنى خريجو جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب MSA لن ينضموا إلى طوابير البطالة ومع ذلك نزلت إلى السوق المصرى ودرست احتياجات سوق العمل من الفنيين وربطت التعليم فى إحدى كلياتها بسوق العمل لتسد النقص فى الفنيين من ناحية وترتقى بمستوى المنتج المصرى من ناحية أخرى.. فقصرت المناهج فى كلية الفنون على الأعمال الحرفية واشترطت فى الالتحاق بهذه الكلية أن يكون مقصورا على أصحاب المواهب الفنية.. الدكتورة نوال الدجوى ترى أن من بين أولادنا من يجيد « الفاشون ديزاين « ولذلك تتوقع أن يحدث خريجو هذا القسم ثورة فى الأزياء، فبعد أن كنا نستورد الذوق الأوروبى.. الذى رأته عينى من أيام فى هذه الجامعة أحسسنى أننى أزور معرضنا فى أوروبا الفرق أنه يضم مصممين مصريين وشبان فى عمر الزهور من طلبة وطالبات.. النبت الطيب من أولادنا يكشفون عن مواهبهم فى كلية الفنون.. ولذلك لم يكن غريبا فى أن يقيموا معرضا لإنتاجهم ويتم افتتاحه على شرف صاحبة هذا الإنجاز دكتورة نوال الدجوى التى بكت من فرحتها بنجاح فكرة إنشائها لكلية الفنون..
- وهنا لابد أن أعترف أننى إنسان صعب جدا، ليس من عادتى أن أستجيب بسهولة لأى دعوة، لكن حوار دكتورة نوال معى على التليفون شجعنى على رؤية هذه التجربة من خلال زيارتى لهذا المعرض.. مع أن الدعوة كانت تشمل زميلى وصديقى الكاتب الصحفى عبد الله حسن الذى أعطى أحلى سنين عمره كرئيس لوكالة أنباء الشرق الأوسط والآن يرأس تحرير « بانوراما الصحافة « التى يبثها المركز الإعلامى العربى لأبنائنا فى الخارج بغرض التواصل مع الوطن الأم، وكانت الدكتورة نوال قد دعت أيضا زميلتى الكاتبة الصحفية وفاء الغزالى مدير تحرير أخبار اليوم.. ويرافقنا من داخل الجامعة المخرج التليفزيونى المعروف الفنان شكرى أبو عميرة صاحب الإنجازات على الشاشة الصغيرة وظل سنوات رئيسا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون ويقوم حاليا بتدريب طلاب الإعلام فى بث قناة فضائية لجامعة MSA.. الذى أسعدنا أن تصحبنا الدكتورة مها الطرابيشى وكيل كلية الإعلام لشئون الطلاب لتطوف بِنَا داخل المعرض.. صدقونى مهما وصفت فلن أعطى طلاب كلية الفنون حقهم كاملا فيما أبدعوا فيه من تقنيات فنية وكأنهم قد تخرجوا ونزلوا للحياة العملية.. وأسمع من الأستاذ الدكتور طارق صالح عميد الكلية عن الورش الحرفية التى تضم كميات من الخامات المحلية وماكينات الخياطة والتطريز، فمثلا فستان الفرح الذى تدفع فيه ابنتك العروس أجرة مصمم الأزياء فقط ما لا يقل عن خمسين ألف جنيه تشترى الفستان بالتصميم والخامات بخمسة آلاف جنيه.. مؤكد أن نزول هؤلاء الخريجين إلى السوق المصرى سوف يحدث انقلابا فى الذوق والأسعار والخامات.. قسم خاص بالجرافيك وكأنك فى إحدى المؤسسات الصحفية الامريكية وليس فى الجامعة.. قسم الإنتريور الداخلى يضم مشاريع عملاقة لعدد من الفنادق العالمية.. مخططات كاملة متكاملة..
- وأسمع من الدكتورة نوال الدجوى أنها شعرت بارتياح نفسى وهى تخوض هذه التجربة فى ربط التعليم باحتياجات السوق من الفنيين، هى تعترف أن الفنى قد اختفى لذلك تسعى فى إعداد جيل من الفنيين المؤهلين بدرجة بكالوريوس ويتحدث الإنجليزية بطلاقة ويحمل شهادة بريطانية بجانب شهادته المصرية.. وبمناسبة هذه الشهادة فمن يسافر إلى الخارج ليتعلم الفاشون ديزاين يدفع مبالغ طائلة من العملة الصعبة فما بالك لو درسها فى الـMSA أنا شخصيا فكرت فى أن اقترح على الدكتورة نوال باعتبارها رئيسة هيئة الأمناء للجامعة أن تفتح الباب أمام التعليم الحر فى دورات مسائية أو فى يومى الجمعة والسبت للمرأة المصرية.. مصر فى حاجة إلى أن تعيد ترتيب حساباتها مع أولادها الذين يمارسون أعمالا كثيرة بالفهلوة لا علم ولا خبرة.. وكون أن تكون عندنا كلية فنون للذوق المصرى شيء يفرح والذى يفرحك أيضا أن أشرف زكى نقيب الممثلين قد زار هذا المعرض وأعجب بالتقنيات الفنية التى أبدع الطلاب فى إخراجها من مناظر خلفية للديكور حتى الأزياء أبدع الشباب فى تناولها وهم يستعرضون أزياء كل العصور فكانت طبق الأصل.. ويعلق نقيب الممثلين على استعداد الطلاب قائلا إنهم سوف يضيفون إلى صناعة السينما فكرا آخر فى الخلفيات والمشاهد والأزياء..
- بقى على هذه الجامعة الأم التى هى أولى الجامعات الخاصة أن تخصص عددا محدودا من المنح الدراسية لأوائل الدبلومات الصناعية فى أقسام النسيج أو التفصيل أو التصوير على الأقل هذه المنح ترفع من قيمة التعليم الصناعى ومساهمة من الجامعة فى التكافل الاجتماعى برعاية الموهوبين.. يكفى أن تأتى هذه المساهمة من الدكتورة نوال الدجوى التى لها مقولة تقول» إن هذا العمل هو الطريق إلى باب الجنة».. يعنى تقصد به أن أى عطاء فى العلم والاهتمام بالعملية التعليمية.. لقد صدقت الدكتورة نوال الدجوى التى تحتضن فى جامعتها تسع كليات تضم ١٢ ألف طالب وطالبة داخل صرح كبير اسمه جامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب.. وهذا الصرح كان البداية لتعمير طريق الواحات الذى كان مهجورا لعصور ومن يذهب إليه يرى العمار يطل من جميع الاتجاهات، أبراج سكنية وعمارات والفضل لأول حجر أساس تم وضعه فى هذه المنطقة المهجورة وسوف يحتفل به بعد أيام بمناسبة مرور ٢٠ عاما على بناء جامعة MSA..