ترعة المحمودية
ترعة المحمودية


فيديو وصور| كيف تحولت ترعة المحمودية إلى «شريان الأمل» في 900 يوم ؟ 

سرحان سنارة- أحمد سليم

الثلاثاء، 15 سبتمبر 2020 - 11:46 ص

وزير الري السابق: المشروع يقضى على مشكلة التعديات وتراكم أكوام القمامة 

 

المواطنون: متنفس جديد ويختصر الوقت ونقلة حضارية لا توصف 

 

على مدار الـ 6 أعوام الماضية، لم تتوقف مسيرة التنمية والبناء في العاصمة الثانية، من أجل إعادة الإسكندرية إلى سابق عهدها كعروس لدول البحر المتوسط، إلا أن مشروع محور المحمودية سيظل شريان الأمل ومشروع المستقبل.  

 

"المحمودية مشروع المستقبل.. الإسكندرية كانت مشلولة مروريا" هكذا قال المهندس محمد فرج عامر، رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، متابعا:" لم يكن لدينا أمل في حل أزمة المرور.. وترعة المحمودية كانت مصدر للإهمال والبلطجية والقمامة".  

 

وأضاف "عامر" لـ "بوابة أخبار اليوم" أن المشروع أصبح امتداد حضاري بديل لطريق الكورنيش ما يسهم في حل أزمة المرور، قائلا: "كنا بنقعد في الطريق قبل تطويره ساعتين.. الآن مجرد دقائق.. وجمال المحور لا يمكن وصفه.. ومن يقول غير ذلك حاقد".  

 

وأوضح رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن المشروع وفر مساحات كبيرة على جانبيه للاستثمار ما يعطي قيمة مضافة للإسكندرية التي تجاوز عدد سكانها الـ 5.5 مليون نسمة، قائلا: "الأراضي دي كانت عبارة عن خرابات".  

 

ما هو شريان الأمل؟ 

 

مشروع تنمية محور المحمودية أو "شريان الأمل" والذي استغرق إنجازه عامين ونصف.. محور مروري وتنموي متكامل يقوم على ردم وتغطية المجرى المائي لترعة المحمودية واستبدالها بخطوط مواسير مدفونة ذات قطر كبير. 

 

ويسع المحور من ٦ إلى ٨ حارات مرورية في كل اتجاه بطول 22.1 كيلو متر، بدءا من الحدود الإدارية للإسكندرية بالكيلو 55 "تقاطع كوبري الطريق الدولي" شرقا وحتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو ٧٧.١ غربًا. 

 

ينقسم المشروع إلى قطاعين، "القطاع المكشوف" من تقاطع كوبري الدولي حتى منطقة الهدار بطول 7.750 كيلو متر، و"القطاع المغطى" من منطقة الهدار الكيلو 62 حتى المصب بطول 14.350 كيلو متر. 

 

34 كوبري  

 

وفي القطاع المغطي شيدت 7 كباري سيارات علوية بإجمالي أطوال 8.7 كيلو متر، بينهم 3 كباري على المحور هي " بشاير الخير أ، وأنطونيادس، وأبو سليمان". 

 

أما الكباري الأربعة الأخرى فهي "بشاير الخير ب، المطار، 14 مايو، الدولي الساحلي" وهي لربط المحور بالطرق السريعة كالطريق الساحلي والإسكندرية الزراعي. 

 

وأنشئ أسفل الكباري العلوية بمحور تنمية المحمودية مراكز ومحال تجارية وأماكن لانتظار السيارات وخدمات حكومية، في تجربة تنفذ لأول مرة في الإسكندرية. 

 

ويشمل المحور 22 كوبري مشاة، و3 أنفاق مكشوفة هي "نفق كوبري الناموس، نفق القطار القبلي، نفق القطار البحري"، بالإضافة إلى 5 كباري سطحية للسيارات بالقطاع المكشوف. 

 

ويرتبط محور المحمودية بشوارع الإسكندرية من خلال 12 محور عرضي، بينهم 6 محاور تربط المحور بالطرق السريعة.  

 

كباري الشهداء 

 

وتخليدا لذكراهم العطرة وتضحياتهم بأرواحهم من أجل مصر، تزينت كباري المشاة بمحور تنمية المحمودية، والبالغ عددها 22 كوبري، بأسماء شهداء الوطن من ضباط وجنود الجيش والشرطة. 

 

وكُتبت لوحات بأسماء الشهداء على الكباري من بينهم الشهداء " أسامة محمد عبدالجواد، ومحمد صبحي عيد، وعبدالرحمن ياسر عبد الله، ومحمود زين الدين إبراهيم". 

 

وأثلج القرار صدور أسر الشهداء، مؤكدين أن إطلاق أسماء الشهداء على المشروعات القومية يؤكد أن مصر أبدا لا تنسى أولادها، وتضحياتهم بدمائهم من أجل أمن وطنهم. 

 

3300 عامود إنارة 

 

وتضمن المشروع رصف نحو 22.1 كيلو متر طولي و839 ألف و225 متر مربع مسطح، إلى جانب أعمال "النيوجرسي" و"البلدورات" والأرصفة وتركيب 3300 عامود إنارة. 

 

وفي القطاع المكشوف، جرى تدبيش جانبي المجرى المائي بطول 14 ألف و350 متر طولي، فضلا عن إنشاء نصب تذكاري بمنطقة السيوف وهدار مياه لتغذية البحيرات الصناعية. 

 

وتضمن المشروع تنفيذ خطين أسفل القطاع المغطي، الأول لمياه الأمطار منفصل عن شبكة الصرف الصحي، والثاني لرشح المياه الجوفية، عبارة عن مواسير مثقبة قطر 500 مم بطول 14.350 متر طولي. 

 

1.5 مليون متر  

 

ونتج عن تغطية ترعة المحمودية أراضي فضاء تقدر مساحتها بـ 320 ألف متر مربع، جرى استخدام 72 ألف متر منها في تنفيذ المناطق التنموية والمساجد والملاعب. 

 

ويتيح مشروع "شريان الأمل" الاستفادة من 1.5 مليون متر مربع عبارة عن منشآت صناعية لا تعمل بكامل طاقتها سواء قطاع خاص أو عام على جانبي المحور. 

 

50 ألف فرصة عمل 

 

ووفقا للشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية يوفر المشروع 50 ألف فرصة عمل مباشرة من خلال المناطق الاستثمارية والتجارية، بالإضافة إلى 150 ألف فرصة عمل غير مباشرة. 

 

3 بحيرات صناعية 

 

ويزين محور تنمية المحمودية 3 بحيرات صناعية تحاكي في تصميمها البيئة الطبيعية، ما جعلها منطقة جذب ومتنفس جديد لأهالي المناطق المطلة على مشروع "شريان الأمل". 

 

ويبلغ إجمالي المسطح المائي للبحيرات الثلاث 17 ألف و346 متر مربع، ومسطحات تجارية تقدر مساحتها بـ 4435 متر مربع بعدد 100 محلًا تجاريًا مجهز لكافة الأنشطة الخدمية. 

 

ووفقا لـ "إسلام عطية" و"هاشم الزوكا"، مهندسو منطقة البحيرات، تقع البحيرة الأولى على مساحة 14 ألف متر مسطح، وتشمل مقاعد لتنزه المواطنين بالمجان. 

 

أما البحيرة الثانية والثالثة فتضمان محال تجارية بمساحات متنوعة، وجميع البحيرات التي يصل عمقها إلى مترين و40سم، جرى تزويدها بذريعة أسماك، لهواة صيد الأسماك. 

 

وصممت البحيرات التي يتراوح أطوالها بين 145 إلى 188 مترا وعرض نحو 45 متر، لتستوعب منسوب مياه أزيد بـ 75 سم خلال فصل الشتاء وهطول الأمطار. 

 

وتضاء البحيرات ليلا بنظام إضاءة متنوع ومتناسق الألوان ما يعطيها شكلًا جماليًا، باستخدام نحو 98 عامود إنارة بارتفاع 3 أمتار و9 أعمدة إنارة بارتفاع 30 مترا. 

 

ومن جانبه، قال المهندس أحمد جابر، رئيس شركة مياه الشرب بالإسكندرية، إنه جرى إنشاء هدار مياه، يشمل خطين مياه "ري وطوارئ" بقطر 1400 مم، لتغذية البحيرات الثلاث التي جرى إنشائها بمنطقة سموحة. 

 

32 محطة أتوبيس 

 

وتتوزع 32 محطة أتوبيس بطول محور المحمودية، بواقع 4 محطات "بداية ونهاية" و8 رئيسية و20 متكررة، وذلك لخدمة سكان 4 أحياء "غرب، وسط، المنتزه أول، شرق". 

 

وتحوي المحطات مظلات ومقاعد لانتظار الركاب، كل منها بطراز مختلف حسب مسار الأتوبيس "الخطوط"، ما يعطي لمسة جمالية وحضارية للمحور الجديد. 

 

وقال المهندس محمد زكريا، رئيس الهيئة العامة لنقل الركاب بالإسكندرية، إنه جرى تشغيل الأتوبيسات الكهربائية عبر 3 خطوط رئيسية بمحور تنمية المحمودية بأسعار تذاكر تتراوح بين 5 و7 و10 جنيهات. 

 

إشادات واسعة  

 

ولاقى مشروع محور تنمية المحمودية أو شريان الأمل إشادات واسعة صاحبت المشروع منذ ضربة البداية وحتى إنجازه بالكامل بنسبة 100% وافتتاحه. 

 

الدكتور حسام مغازي، وزير الري الأسبق رئيس قسم الري بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية، قال إن المشروع يقضى على مشكلة التعديات وتراكم أكوام القمامة بترعة المحمودية والتي أثرت على نوعية المياه الموجودة في الترعة وجعلتها غير صالحة للاستهلاك الآدمي. 

 

بينما وصف اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، المحور بأنه يعد أحد أبرز وأضخم المشروعات الكبرى بالإسكندرية خلال الـ٥٠ عاما الماضية، ويساهم في عودة الإسكندرية إلى سابق عهدها عروسا للبحر المتوسط. 

 

وأوضح اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، أن المحور الجديد يتضمن إقامة مشروعات للصرف الصحي لخدمة الأهالي على جانبي الترعة حتى عام 2037، ويجمع مياه الأمطار لإعادة استخدامها في الري والزراعة لمواجهة الفقر المائي. 

 

فرحة المواطنون 

 

"عمرنا ما تخيلنا إننا نشوف منطقتنا بالجمال والتنظيم ده "بهذه الكلمات عبر الحاج محمد عبد الرحمن، أحد سكان منطقة غيط العنب المطلة على محور المحمودية، مضيفا:" عشنا سنوات والترعة كانت مصدر للفئران والزبالة والحياة كانت صعبة".

 

وأوضح "عبد الرحمن" والذي يعيش في المنطقة منذ أكثر من خمسين سنة، أن الترعة كانت تحولت خلال السنوات الماضية إلى مقلب قمامة وأصبحت عبء كبير على كل من يراها، لافتا إلى أن الطريق أيضا كان غير ممهد ولا يصلح لأي شئ.  

 

ورأى أن محور المحمودية من أهم المشروعات التي أنشئت في مدينة الإسكندرية، قائلا:" بصراحة الواحد شاف الوضع اتغير خالص والحياة هنا بقت أفضل".   

 

متنفس جديد  

 

"أصبح لدينا متنزه ينافس بحر الإسكندرية" هكذا رأى إبراهيم على  المدرس الأزهري ليقرر اصطحاب أسرته لقضاء يوم ترفيهي هناك بعد أن وجد فيه بديلا عن الشواطئ المغلقة بسبب فيروس كورونا.  

 

وتشير زوجته نجلاء محمد "في البداية لم أشجع فكرة التنزه على كوبري أو طريق.. ولكن لما وصلنا محور المحمودية وجدت متنزهًا حقيقيا يشكل نوادي حمامات سباحة خضرة مساحات واسعة".  

 

ووصف زوجها المشروع بأنه إنجاز حقيقي ونقلة حضارية فالمكان الذي كان معروفًا بالأوبئة ولا يقبل السكن حوله إلا الفقراء وأصبح مكانًا فاخرًا أتمنى تكراره في كل مكان في مصر.  

 

اختصار الوقت 

 

بينما أبدى محمد عبد الرحمن، سائق تاكسي، سعادته بالمحور المروري الجديد الذي أصبح يختصر المسافات بين كافة أحياء الإسكندرية، قائلا أنه قبل إنشاء المحور كان يجد صعوبة كبيرة للوصول إلى الطريق الساحلي الدولي، والآن يستطيع الوصول إلى وجهته خلال 3 دقائق من خلال المحاور المرورية العرضية.  

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة