صورة موضوعية
صورة موضوعية


أبواق الإرهاب.. إعلام التحريض ضد مصر

لمياء متولي- ياسمين سامي

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020 - 04:23 ص

- كتائب إلكترونية وحسابات وهمية أهم أذرع الإخوان لنشر البلبلة.. ووعي المصريين يهزم ألاعيبهم

- فيديوهات مفبركة لهدم المساكن والمساجد.. وإصابة المسجونين بكورونا ووقف الملاحة بالقناة.. أبرز الأكاذيب

- أساتذة الإعلام: الشعب يدرك أغراض نشر الشائعات وتأسيس قنوات مصرية ذات نطاق واسع لمواجهتها


اعتادوا على الكذب والخداع، وتزييف الحقائق والمتاجرة بالمصائب والأحزان، باعوا الوطن بمقابل زهيد، وباعوا المبادئ وكذلك الدين، لا يهمهم سوى السلطة لذا عملوا على خلق أجواء من التشكك والإحباط واليأس فى النفوس، فهى استراتيجيتهم المعتادة التى أثبت وعى الشعب المصرى أنها لا تجدى معه، وأنه يثق فى القيادة السياسية وقراراتها، واستطاع الشعب المصرى فهمها جيدًا والانتصار عليهم وإعادتهم من جديد إلى جحورهم، انها جماعة الاخوان، التى تستغل اذرعها الارهابية المختلفة كمواقع التواصل الاجتماعى وكذلك القنوات الممولة من بعض الدول المتربصة بمصر، وتحاول استغلال الأحداث لنشر الفوضى وتزييف الحقائق من خلال ابواقهم الاعلامية المدربة على احياء الفتن من أجل ضرب اعمدة الدولة وايقاف خطاها عن تحقيق أهدافها، والايقاع بها من أجل تحقيق أوهامهم فى العودة للسلطة من جديد، وظهر ذلك بالفعل واضحًا جليا من خلال أحداث متعددة.


حرصت «الأخبار» على رصد أبرز الشائعات والأحداث التى حاولت قنوات وأذرع الفتنة نشرها بين المصريين الذين كالعادة ادحضوها، والتعرف على آليات محاولة اقناع الجمهور بالأكاذيب واللعب على عاطفة الملايين.


سلسلة من الأكاذيب لا تنتهى وهذا اصبح المعتاد من قناة مثل قناة الجزيرة، حيث نشرت الصفحة الرسمية لقناة الجزيرة الإخبارية، فيديو يزعم قيام الدولة بحملة ازالات فى الدويقة، دون توفير أو إيجاد سكن آمن لأهالى المنطقة، فى حين أن الحقيقة عكس ذلك، حيث حققت محافظة القاهرة المعادلة الصعبة، فى تطوير المناطق العشوائية بحى منشأة ناصر ومناطق الدويقة والرزاز وشمال الحرفيين، من خلال توفير وحدات مجهزة للسكان بالأثاث والأجهزة الكهربائية، بمدينة الأسمرات، وإنقاذ الأهالى من خطر الموت أسفل الأنقاض، وخطر انهيار الجبل على العقارات.


وهذا بالفعل ما أكده أهالى المنطقتين، حيث قاموا بفضح ادعاءات وأكاذيب "قناة الجزيرة" وقنوات الإخوان الإرهابية، بعدما أكدوا حصولهم على وحدات مؤثثة بالكامل، وبدون مقابل، مع دفع إيجار رمزى والتملك من الوحدة بعد فترة، حيث نقلت محافظة القاهرة مؤخرا سكان منطقة شمال الحرفيين الجارى إزالتها حاليا ضمن مخطط تطوير المناطق العشوائية، ولازالت الأعمال جارية فى تطوير عشوائيات منشأة ناصر مشيرا إلى أن كافة معظم المبانى بمنشأة ناصر مقامة على أراضى دولة، وهناك مناطق مهددة للحياة وخطرة، ويتم نقل سكانها إلى مدينة الأسمرات فى وحدات مجهزة.


هدم المساجد
الأمر لم يقف عند ذلك الحد، حيث روجت جماعة الإخوان على مدار الأسابيع الماضية عبر منصاتها الإلكترونية وقنواتها فى الدوحة واسطنبول، شائعات وأخبارا مغلوطة تفيد بهدم الحكومة المصرية للمساجد، واستخدمت الجماعة فيديوهات وصورا مفبركة وأخرى من أنقاض الحرب فى سوريا والعراق للترويج لفكرتهم المشبوهة، ما دفع وزير الأوقاف المصرى محمد مختار جمعة للرد على مزاعم الجماعة فى أكثر من مناسبة، فى حين جاء رد وزارة الأوقاف فى بيان رسمى لها، يفيد بأن ما تم إنجازه فى عمارة المساجد فى 6 سنوات بناءً جديدًا أو إحلالًا وتجديدًا أو فرشًا أوصيانةً غير مسبوق فى تاريخ مصر، وأن ما تقوم به جماعة الإخوان بأنها «تعمل على قلب الحقائق إفكًا وزورًا وبهتانًا».


وأكد وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، أن ما أنشئ إنشاء جديدًا فى 6 سنوات تجاوز 1200 مسجد، وأن ما تم إحلاله وتجديده وصيانته تجاوز 3600 مسجد.


اصابة المسجونين
وفى محاولة لخلق حالة من الذعر للضغط على أجهزة الدولة من أجل الإفراج عن أعضائهم المحبوسين على ذمة أحكام نهائية، أطلقت منصات الإخوان شائعة إصابة عدد من نزلاء السجون فى مصر بفيروس "كوفيد-19"، كما ادعت بعض المنظمات الموالية للتنظيم وجود إضراب داخل السجون وهو ما كذبته المصادر الأمنية، كما أشاعوا من خلال أحد مقدمى البرامج الذى تبثه إحدى القنوات الفضائية الموالية لجماعة الإخوان الإرهابية إصابة عدد من طلبة الشرطة بفيروس "كورونا المستجد"، وهو ما نفته الأجهزة المعنية جملة وتفصيلاً، واصفة تلك الشائعات بالمزاعم التى تأتى فى إطار ما دأبت عليه أذرع الجماعة الإرهابية من ترديده بهدف محاولة التشكيك فى قدرة أجهزة الدولة على مكافحة تداعيات فيروس "كورونا.. كوفيد-19" المستجد.


الصحة والاقتصاد
منذ اعلان ظهور أول حالة كورونا فى مصر، توالت الشائعات التى يروجها الاخوان من خلال منصاتهم سواء الاعلامية او الالكترونية، ومن بين أغرب الشائعات التى روجتها كتائب الإخوان الإرهابية، كان الحديث عن "إنهاء منظمة الصحة العالمية عملها فى البلاد، وامتلاء مستشفيات العزل الصحى وعدم قدرتها على استقبال مرضى فيروس كورونا، بالإضافة إلى تغيب الأطقم الطبية بالحجر الصحى بينما تتواجد جميع الفرق الطبية بكامل قوتها بمستشفيات العزل"، بالإضافة إلى الشائعة الأبرز التى رافقت أزمة كورونا منذ بداية الإعلان عن أول إصابة بها وهى "غياب الشفافية والمصارحة خاصة فيما يتعلق بعدد الإصابات والوفيات"، وهو ما يتنافى مع بيانات الصحة الرسمية ومنظمة الصحة العالمية.


مهاجمة المعارضين
كتائب منظمة وحسابات وهمية مجندة على مواقع التواصل الاجتماعى من قبل تنظيم الإخوان الإرهابى وممولة من الدول المعادية تستهدف زعزعة استقرار مصر وجعلها بيئة خصبة لنشر الفتنة والكراهية والتشكيك فى مسار الدولة والقيادة السياسية، بالإضافة إلى الحشد ضد الدولة وتدشين الـ"هاشتاجات" للتضامن مع دعواتهم للتظاهر إلا أنها جميعها باءت بالفشل الذريع.


استعرض اسلام الكتاتني، المنشق عن الجماعة، تاريخ تأسيس الكتائب الاخوانية، حيث أكد أن اصل تلك الميليشيات الالكترونية بدأ على يد خيرت الشاطر، القيادى الاخواني، حيث أنه أرجع تاريخ الكتائب الالكترونية إلى عام 1990 لامتلاكه شركة "سلسبيل" وهى شركة تعمل فى مجال الالكترونيات، وأضاف الكتاتنى ان الشاطر استغل المهارة تلك فى الكمبيوتر من اجل اعداد خطة للوصول للحكم من حينها، وقد تم تحرير قضية كبرى عرفتها مصر عام 1992 وسميت بهذا الاسم نسبة لشركة السلسبيل للمشروعات التى أسسها المهندس محمد خيرت الشاطر والسيد حسن مالك للعمل فى مجال الحاسبات ونظم المعلومات وقد داهمتها قوات الأمن واستولت على كافة الأجهزة والأقراص بها وقد نسبت إليها أجهزة الأمن إعداد خطة جماعة الإخوان المسلمين التى عرفت وقتها بخطة "التمكين" للوصول للحكم وخدمة اغراض الجماعة وسطيرتها على قطاعات عديدة مهمة فى الدولة المصرية.


وأضاف الكتاتنى أن تلك الكتائب تم استغلالها فى مهاجمة المعارضين لهم والدفاع عن افكارهم وكذلك السيطرة على مقاليد الحكم بأى وسيلة وبالتالى سيطروا على مجلس الشعب.


دور الإعلام
وتعليقاً على ذلك من خبراء الإعلام قال د. حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، أن الشعب المصرى أصبح يعى الفارق بين الحقيقة والشائعة، وتدارك الأخطاء التى وقع فيها من قبل وارتفعت نسبة الوعى واصبح يعرف جيدًا أغراض البعض من المساهمة والترويج للأخبار الكاذبة.


وأضاف مكاوى أن مواقع التواصل الاجتماعى يعتبرها عدد ضخم من القراء والمتصفحين المصدر الأساسى لمعرفة الأخبار ولكن بحسب الدراسات التى اجراها الباحثون فى هذا الشأن فقد أثبتت أن معظم المعلومات على هذه الوسائل إما مغلوطة أو مغرضة أو ناقصة وأن السبب وراء اعتماد عدد كبير من الجمهور عليها سرعة انتشارها وكذلك تدفق الأخبار عليها بشكل ضخم وسريع ولأكثر من مصدر لكنهم مع ارتفاع الوعى لا يصدقون كل ما ينشر ويتحققون من صحته.


وأوضح عميد اعلام الأسبق، أن بعض المواطنين يتحرون الدقة فى نقل الأخبار عن طريق النزول إلى موقع الحادث أو الوقائع للتصوير كمواطن صحفى ونشر صحة الأخبار وتكذيب الشائعات التى تروج لها الجماعات التكفيرية عن طريق كتائبهم الالكترونية.


أما د. محمود علم الدين، الخبير الإعلامى وأستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، فأكد أن المصرى على مر التاريخ انتصر على الطغيان والإرهاب ولم يرض بالذل والهوان لذلك ثار على الإخوان المسلمين وكذلك أصبح يتصدى حاليا لكل محاولاتهم الفاشلة فى زعزعة استقرار الدولة وتشويه صورة المؤسسات وصحافة المواطن وأصبح فى إمكان الجميع ومن خلال الضغط على زر واحد فقط، نشر ما يحدث فى أى مكان واصبح الشعب المصرى هو الذى يتصدى لمثل تلك الأخبار الكاذبة والمغرضه بنفس السلاح الذى يحاول الإخوان استخدامه.


وأشار علم الدين إلى أن الإعلام لابد أن يكون دوره استباقيا ويهيئ الناس لكل قرار جديد يؤثر على حياتهم وأبرز تلك المجالات الاقتصاد والصحة ولا يكون رد فعل ومتابع فقط لقرارات، وأن هذا ظهر فى الإعلام بشكل كبير خلال القرارات الأخيرة.


وقالت د. ليلى عبدالمجيد، عميدة كلية اعلام جامعة القاهرة الأسبق، إنه لابد من التصدى للشائعات والمغرضين الذين يروجون لها من خلال تأسيس اعلام قوى له تأثير على نطاق واسع وذلك من خلال انشاء قنوات فضائية على الأقمار الصناعية مثل عرب سات ونايل سات.


قانون رادع
وتواصل الدولة جهودها فى القبض على الخلايا الاخوانية التى تتعمد نشر الأكاذيب والشائعات خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدت النيابة العامة أنها ستتصدى لنشر الشائعات والبيانات والأخبار الكاذبة حول فيروس "كورونا المستجد"؛ التزامًا بأداء دورها وإعمالاً لنصوص مواد قانون العقوبات 80 (د)، و102 مكرر، و188 من قانون العقوبات والتى تعاقب مُخالِفَها بالحبس وبغرامة تصل إلى عشرين ألف جنيه، إذ لن تتوانى النيابة العامة فى تطبيق القانون؛ ردعًا لكل مخالف، وحفاظًا على المجتمع من مَغَبَّةِ ذلك الُجرم وما يتبعه من آثار سلبية تطال جموع الشعب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة