هشام مبارك
هشام مبارك


احم احم !

«الأهلوية» والعين الحمراء !

هشام مبارك

الأربعاء، 16 سبتمبر 2020 - 07:34 م

 

مين يقول للغولة عينك حمرا؟ مثل شعب من قديم الزمان أراه يعبر عن الخوف من مواجهة شخص مفترى على خلق الله وطايح فيهم لأنه يرى فى نفسه دائما أنه أفضل منهم حتى لو كانت كل الشواهد تؤكد عكس ذلك.هذا المثل ينطبق بحذافيره على حالة النادى الأهلى الذى يعتقد لاعبوه وإداريوه وجماهيره طبعا قبلهم أنهم الأحق بالفوز مهما كانت حالة فريقهم. لم لا ووراء الأهلى فى جميع الصحف والقنوات إعلام مساند يسير على نفس النهج ويشيد ويمتدح عمال على بطال ويفتك بخصوم الأهلى الوحشين الذين يتجرأون أحيانا على العصلجة أمام فريقهم حيث ينبرى الإعلام الرياضى متحدثا بمنطق جماهير الدرجة الثالثة متهما التحكيم والفار وأشياء أخرى.
أقول هذا الكلام عقب مشاهدتى لمباراة الأهلى والاتحاد السكندرى يوم الاثنين الماضى. الأهلى بإدارته ولاعبيه وجماهيره كانوا يعدون العدة للاحتفال بالتتويج بالدرع فى حال فوزهم على الاتحاد، لا بأس طبعا فى ذلك فالأهلى بطل الدورى بجدارة ولا يحتاج سوى ثلاث نقاط ليتوج رسميا بالدرع، لكن المشكلة بالنسبة للأهلى أن الاتحاد عصلج وكان أفضل من كل الوجوه بل إن الأهلى أفلت من الهزيمة بسبب براعة حارسه محمد الشناوى الكابتن الخلوق الذى ساءنى أن أراه مثل غيره من اللاعبين يعترض على ضربة جزاء صحيحة بعد أن حطم أحمد فتحى بركبته فك لاعب الاتحاد النجم محمود رزق خضع بسببها لجراحة دقيقة، لكن يبدو أن فى عرف سيد عبد الحفيظ ولاعبى الأهلى أن ركبة احمد فتحى قضاء وقدر يجب التسليم به ولا يجوز الاعتراض عليه. حتى الشيخ طه اسماعيل انهارت موضوعيته أمام أهلويته وراح يهاجم الحكم إبراهيم نور الدين بشراسة بحجة أن ضربة الجزاء غير صحيحة وطرد أحمد فتحى غير مستحق والأدهى أن الشيخ طه مثله مثل كل الأهلوية كانوا يطالبون بضربة جزاء غير مستحقة للأهلى فى اللحظات الأخيرة بحجة أن مدافع الاتحاد شد مهاجم الأهلى رغم أن الاحتكاك حدث على بعد كيلومترات من مكان الكرة التى خرجت إلى ضربة ركنية للأهلى لكن إزاى وليه نور الدين لم يحتسبها؟ فإذا قلت لهم أن الرجل رجع للفار حتى يتأكد قالوا أن الفار فكرة فاشلة رغم أنهم سبق أن أشادوا به فى مباراة الأهلى والإسماعيلى عند احتساب ضربة جزاء للأهلى مشكوك فى صحتها.
أما المصيبة الكبرى فقد كانت فى المعلق بلال علام فالرجل مثله مثل كل أهلاوى مخلص جاء هو الآخر ليحتفل بتتويج الأهلى بالدرع، وظل صوته فرحا مبتهجا كلما حدثت هجمة للأهلى رغم ندرتها ولم يشر لخطورة هجمات الاتحاد التى كانت أخطر وأكثر، وعن فرحته بصد الشناوى لضربة الجزاء فحدث ولا حرج. الطريف أن بلال كان مطمئنا للفوز أكثر من عبد الحفيظ وفايلر وجميع لاعبى الأهلى فقد كان يبشر الجماهير بأن الحل يكمن فى دكة بدلاء الأهلى التى ستغير مجرى المباراة مثلما حدث فى مباراة الإسماعيلى قبلها.وعندما أجرى الأهلى ثلاثة تغييرات ظل يلمح بأن هذا التغيير سيمطر شبكة الاتحاد السكندرى بوابل من الأهداف. حتى عندما ضاعت ضربة الجزاء من الاتحاد راح المعلق المتعصب يؤكد بكل ثقة أن ضياع هذه الضربة سيغير مجرى المباراة.وطبعا مجرى المباراة لم يتغير وإنما الذى تغير هو مزاج المعلق ومعه الاستديو التحليلى الذى لم يقر بأن الأهلى أفلت من هزيمة محققة بسبب الشناوى العملاق، بل راح الجميع يتعللون بقرارات الحكم نور الدين متهمين إياه بأنه تعمد تأجيل حسم الأهلى للدورى.
كنت أتوقع أن يتعامل الأهلوية بموضوعية مع سير ونتيجة اللقاء وإذا كان الحسم تأجل للقاء قادم فهذه ليست نهاية الدنيا لكن كما قلت فى بداية كلامى أن مشكلة الأهلوية أنهم يرغبون فى الفوز بأى طريقة خاصة أنهم أعدوا أنفسهم للاحتفال بالتتويج.وإذا كنت أبادر بتقديم التهنئة للأهلوية ببطولة الدورى فهذا لن يجعلنى أنساق وراء ركب المهللين للأهلى متغاضين عن عيوبه الواضحة فى الأداء الذى كشفه هذا الكم الهائل من التمريرات المقطوعة. ليت الأهلوية المخلصين يواجهون الأهلى بعيوبه فهو الرهان الحقيقى للكرة المصرية وأمامه مواجهات دولية لا تجعلنا مطمئنين عليه لو استمر على هذا المستوى،لذا ومن باب المصلحة العامة أقول للأهلى وبكل اطمئنان: يا«أهلى» عينك حمرا !

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة