د. محمود عطية
د. محمود عطية


من باب العتب

لماذا يصدقها الأغبياء..؟

د.محمود عطية

الخميس، 17 سبتمبر 2020 - 06:08 م

 

أبواق الفضائيات التى تُلسن على الحكومة لمحاولاتها إصلاح "الحال المايل" فى البناء على الأراضى الزراعية والبناء السداح مداح.. ترى فى كل ذلك غشما فى حق الشعب من الحكومة وأنه من الواجب على الحكومة أن تترك "السايب فى السايب" وتعفو عن الجرائم التى نشاهدها يوميا ترتفع بالمبانى المخالفة فوق الأراضى الزراعية وعلى أطراف المدن وطوال الطريق الدائرى واغتصاب أراض تحت دعاوى بناء بيوت يذكر فيها اسم الله..!
ومنطق الفضائيات الملتوى أن الحكومات السابقة صهينت عن كل ذلك بل وشاركت فيه ولو بالسكوت عن جرائم المحليات..ومادامت الحكومات السابقة قد أخطأت وصهينت فعلى الحكومة الحالية أن تصهين هى الأخرى..ولا يعنى فضائيات "الكلام ليس عليه جمرك" أن ذلك يمكن أن يؤسس لقانونية جديدة يتمتع بها كل المخالفين وأشباههم المستعدين فى قائمة الانتظار لفعل تلك الجريمة..!
وكأن ترك المخالفين يتمتعون بجرائمهم واجب وطنى على الحكومة أن تشجعه وتترك المخالفات شاهدا على سعة صدر الحكومة..اى نعم هناك حالات إنسانية لابد للحكومة من مراعاتها وسط تلال المخالفات لكن هذا لا يعنى التماس الأعذار للجميع وتركهم يتمتعون بمخالفاتهم دون مجازاتهم..ولو تركوا أظن ذلك أيضا يمكن أن يؤسس لسابقة قانونية ممكن الاحتكام بها لمن يخالف مستقبلا بأى حيلة من الحيل..!
واغرب ما تنعق به أبواق الكذب أن الحكومة تهدم المساجد وكأنها من قبيلة قريش قبل نشر الإسلام..أو كأن هناك "تار بايت" بين الحكومة والمساجد.. وتغفل أن بالحكومة وزارة ترعى المساجد التى تبنى بشكل قانونى وتمد ولاياتها على العديد من المساجد لتقديم الخدمات لها.
وتتجاهل الفضائيات عمدا ولا تذكر أن من بنى المسجد مغتصب للأرض التى تم البناء عليها..ولا تتعجب كيف لإنسان متدين أن يسرق أرضا ليبنى عليها مسجدا ولا يروعه أن يقيم الناس شعائرهم فوق أرض مغتصبة ولا كيف يذكر اسم الله داخل مسجد مسروقة أرضه من الشعب..!
ولا يلفت نظر المدلسين بناء جامع فوق عمارة سكنية تتعدى العشرة طوابق وهى عمارة مخالفة فى عدد طوابقها..فهل المسجد ذو طابع خاص بالعمارة..أم المخالف يريد إظهار مدى ورعه ويحرج الحكومة حين تريد هدم البناء المخالف بالمسجد..ألست معى إنها عبقرية الفساد المتمسح بالتدين.
أبواق الفضائيات هذه تتصور أن فعلها هذا وتنمرها بالحكومة والتهجم عليها بالحق وبالباطل إيقاظ للوعى بين المواطنين..وكأن ليس إيقاظا للوعى أن تفيق الحكومة وتوقف البناء العشوائى للمساجد المغتصبة على الأرض.. وليس ايقاظا للوعى تقنين المخالفات لإدخال الهدوء النفسى فى قلب من شيد والتنبيه بأنه لن يسمح مرة أخرى بالبناء العشوائى ولا سرقة ارض لبناء جامع..!
ولو فكر أى فرد قليلا فيما تلسن به الفضائيات سيكتشف أنها تعمل وفق أجندات هدامة وتحاول محو كل تفكير منطقى وتركز على السلبيات التى يمكن أن تقع فيها اى حكومة.. ألا تستحى تلك الفضائيات من نشر فكر الكذب والخرافة تحت العديد من المسميات..أظن أنها لن تستحى.. ولا أعلم كيف يصدقها حتى الأغبياء..!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة