هالة العيسوى
هالة العيسوى


من وراء النافذة

نوبل لترامب ونتانياهو!.. وأم سيد؟؟

هالة العيسوي

الخميس، 17 سبتمبر 2020 - 06:12 م

 

أرغب فى ترشيح الحاجة أم سيد بائعة الفجل على باب حارتنا لنيل جائزة نوبل للسلام. لماذا لا؟ وقد تمكنت من عقد مصالحة تاريخية بين عائلتين من الجيران بعد عداء طويل. الحاجة أم سيد نجحت فى عقد المصالحة واستطاعت ابتزاز العائلتين بصنعة لطافة تحصل من هنا على عمارة ومن هناك على قطعة أرض وهلم جرا حتى أصبحت ذائعة الصيت فى جهود إحلال السلام فى المنطقة وأصبحنا ننعم بالهدوء والأمن بفضلها، أو بفضل سطوتها الإنسانية.
هى ليست أقل من ترامب ونتانياهو اللذين وجدا من يرشحهما لنيل هذه الجائزة كمكافأة لهما بعد نجاحهما فى عقد اتفاق السلام التاريخى بين دول الخليج وإسرائيل. نجاحًا شبهه ترامب بسقوط حائط برلين. والعابدة لله، من ناحيتها، ليست بأقل من البرلمانى الإيطالى باولو جريمولدى عدو المهاجرين الذى رشح نتانياهو، ولا من السياسى النرويجى المتطرف كريستيان تيبرينج- جيدى الذى رشح ترامب. صحيح قد لا أتمتع بالمواصفات القياسية للمرشحين (بكسر الشين) الذين يحق لهم ترشيح الأسماء للجنة جائزة نوبل للسلام، لكن لا يهم، فقد انتهك المرشحان ( بكسر الشين أيضًا) شرط سرية أسماء أصحاب الترشيحات أو المرشحين (بفتح الشين هذه المرة) وعدم الإفصاح عنها لمدة خمسين عامًا، وسارع الاثنان بالتغريد على حسابيهما فى مواقع التواصل الاجتماعى فكشفا عن ترشيحهما لكل من نتانياهو وترامب، ربما رغبة منهما فى التقرب إليهما والتزلف لهما. وأنا من موقعى هذا أعلن ترشيحى للحاجة أم سيد لجائزة نوبل للسلام رغبة فى التقرب إليها والانطواء تحت جناحيها.
نتانياهو الذى استولى على القدس وأعلنها عاصمة لإسرائيل، ثم فكر، بل شرع فى ضم أجزاء من أراضى الضفة الغربية، يترشح لجائزة السلام! وترامب الذى دعم كل خطط الاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارة بلاده إلى القدس، ودفع الدول الأخرى إلى محاكاته، الذى أطاح بحل الدولتين يترشح لنيل نوبل للسلام، لأنه رعى اتفاق السلام مع الإمارات، وبين كوسوفو وصربيا وكانت ثالثتهما إسرائيل.
لو فاز ترامب ونتانياهو بهذه الجائزة، ستكون هى الجائزة الرابعة من لجنة نوبل لاتفاق إسرائيل مع جيرانها العرب. من قبل ذهبت الجائزة لكل من الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل السابق مناحيم بيجين، ثم تقاسمها الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات مع كل من رئيسى الوزراء الإسرائيليين إسحق رابين وشمعون بيريس، ثم حصل عليها الرئيس الأمريكى جيمى كارتر، وسيكون نتانياهو رابع رئيس وزراء إسرائيلى يحصل عليها!
كلا المرشحين يتحرقان شوقًا لنيل الجائزة؛ ترامب أعلنها صريحة من قبل وعبّر عن رغبته فى الفوز بها قبل ختام فترته الرئاسية وهو يأمل فى إعادة انتخابه، وصديقه نتانياهو غارق لأذنيه فى مشاكله القضائية، ومنافساته الائتلافية ويتمنى أن ينجو بفعل هذه الجائزة ويقتنص ألقاب أطول رئيس وزراء، وحصل على الجائزة كثلاثة من سابقيه. وأم سيد المسكينة لا تقل شوقًا عن الحظوة بتقدير دولى مماثل، فهى على الأقل لم تغتصب أرضا أو تطرد شعبًا أو تقتل مدنيين،وكل ما جنته فى مسيرة إشاعتها للسلام كان برضا كل الأطراف دفعوه لها طوعًا. ألا تستحق أم سيد نوبل هى الأخرى؟

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة