خالد جبر
خالد جبر


أضواء وظلال

مصر بين المخلصين والمشككين

خالد جبر

الخميس، 17 سبتمبر 2020 - 06:13 م

فيس بوك سحب البساط من تحت أقدام كل وسائل الإعلام بكل أشكالها.. وهو يهتم بما تفعله السيدات أكثر سواء كان ايجابيا أو سلبيا.. سيدة قطار المنصورة وقصتها مع المجند الذى تعرض لإهانة شديدة من رئيس القطار والمحصل.. سيدة محكمة مصر الجديدة وحكايتها مع ضابط الشرطة.. سيدة حى التجمع مع بائع التين الشوكى المخالف الذى أهانته وأوقعت عربته.. السيدة بائعة الجرجير التى قبل الضابط يدها بدلا من القبض عليها..يبدو أن فيسبوك يلاحق السيدات، توقعات منه أن وراء كل سيدة قصة تصلح كانفراد صحفى تاريخى.
فى كل واقعة من تلك الوقائع.. كان هناك متطوع مهتم أخرج تليفونه وصور الواقعة ثم أطلقها على فيسبوك لتنتشر كالنار فى الهشيم وتحقق مشاهدات عالية وتحدث تأثيرا كبيرا فى المجتمع.. وتصل إلى أصحاب القرار أصدروا قراراتهم فيها..و لم يكن المذنبون أو المظلومون فى تلك الوقائع يعرفون أن هناك من يصورهم.. ولم يكن يتوقع المتطوعون بالتصوير والنشر أنهم يحققون ما نسميه سبقا صحفيا كامل الأركان.
وبصفتى عضوا بلجنة تحكيم فرع السبق الصحفى فى مسابقة التفوق الصحفى فى جائزة نقابة الصحفيين وجائزة على ومصطفى أمين وهما أكبر جائزتين فى مصر . أجد نفسى منبهرا بما قدمه هؤلاء المتطوعون الذين حقق كل منهم سبقا صحفيا متميزا فات على كل وسائل الإعلام.. وبالتالى هم يستحقون منا جائزة خاصة.
فيسبوك لم يعد ينافس وسائل الإعلام التقليدية.. بل هى التى تجرى وراءه تحاول اللحاق به.. وهو أخرج لنا آلاف الإعلاميين دون أن يدرسوا فى كليات الإعلام.. وعلى الرغم من أننى خريج الدفعة الأولى لأعرق كليات الإعلام فى أعرق جامعات مصر.. إلا أننى أتوقف بقدر كبير من التقدير لهؤلاء المتطوعين المبادرين لاصطياد تلك الوقائع وغيرها واحساسهم الصحفى العالى بأن ما التقطوه هو عمل صحفى بامتياز سبقوا به كل وسائل الإعلام.
طبعا ليس كل ما ينشر على فيسبوك ايجابى.. أو يحقق نتيجة إيجابية.. فهناك الكثير من المنشورات السلبية أو المحبطة أو المثيرة للاشمئزاز للدرجة التى تجعلك تشعر برغبة فى الخلاص من أصحابها بأى طريق و.. ويكون الإغلاق أو البلوك هو أقرب وأسهل وسيلة.. وبعد ذلك تعود لأنك لا تستطيع الاستغناء عنه.
فيسبوك أيضا أصبح ساحة المشككين يطلقون منه سمومهم.
وهذا ما نبه إليه الرئيس السيسى منذ يومين عندما قال : كل إجراء هتاخده الدولة هيكون ليه مشككين، وبعد عبور التحدى تختفى تلك الأصوات.
بالتأكيد سيستمر الصراع إلى الأبد بين الخير والشر.. لكننا لابد لنا أن نفرق بين مواطن يحب وطنه والشعب الذى ينتمى إليه.. وبين آخر يمسك معولا ليهدم به كل إنجاز.. وستبقى مصر رغم أنف الحاقدين.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة