أولى رحلات الطيران المنخفض التكاليف من أرمينيا
 أولى رحلات الطيران المنخفض التكاليف من أرمينيا


خبير آثار: الأرمن لهم تاريخ عريق فى الحج إلى سانت كاترين تشهد به النقوش الصخرية

شيرين الكردي

الجمعة، 18 سبتمبر 2020 - 03:59 م

استقبلت مدينة شرم الشيخ أمس الخميس 17 سبتمبر أولى رحلات الطيران المنخفض التكاليف من أرمينيا على متنها 70 سائحًا من بينهم 10 من ممثلي وسائل الإعلام السياحي بأرمينيا في إطار استئناف رحلات الطيران من أرمينيا إلى مصر بدءًا من اليوم، بواقع رحلتين أسبوعيا .


وفى هذا الإطار يشير خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار أن العلاقات التاريخية الحضارية بين مصر وأرمينيا ارتبطت برحلات حج الأرمن إلى سانت كاترين والتى تشهد بها النقوش الصخرية على جبال سيناء الذى يعود تاريخها من القرن السابع إلى الثالث عشر الميلادى.


ويوضح الدكتور ريحان أن الحجاج المسيحيون الأرمن كان من رواد طريق الحج الشرقى بسيناء وهو للحجاج القادمون من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حاليًا) إلى النقب ثم وادى الحسى إلى وادى وتير الذى تتوفر فيه المياه من بئر الحسى وبئر صويرا ويجاور وادى وتير أيضًا عين فرتاقة وبها جدول صغير يفيض بالماء طوال العام ، ثم يسير الطريق فى وادى غزالة إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية ثم يسير إلى سفح جبل جونة إلى وادى مارة ثم يدخل إلى سفح جبل سيناء وطول هذا الطريق حوالى 200كم من أيلة إلى الجبل المقدس.
وينوه الدكتور ريحان أن العالم المتخصص فى النقوش الصخرية ميخائيل ستون قام بأعمال مسح أثرى ودراسة لنقوش وادى حجاج بطريق الحج الشرقى حين زيارته لسيناء عام 1979 وقد وجد بهذا الوادى نقوش أرمينية عددها 55 نقش أرّخها ما بين القرن السابع إلى العاشر الميلادى منها نقش لأحد الحجاج يقول (أنا ذاهب حول موسى) يعنى جبل موسى، وآخر يقول (أنا رأيت القدس) ووجود مثل هذا العدد من النقوش الأرمينية فى طريق الحج الشرقى بسيناء وعدم وجودها فى الطريق الغربى يدل على كم الحجاج الأرمن القادمون إلى جبل سيناء من القدس.
ويتابع الدكتور ريحان أن وادى حجاج هو وادى عريض مسطح محاط بتلال من أحجار رملية وبه عدة نقوش منها النبطية التى أرّخها أفينير نجف للقرن الثانى والثالث الميلادى ونقوش يونانية أرّخها لبداية القرن الرابع الميلادى ونقوش يونانية مسيحية أرّخها للقرن الخامس الميلادى وكان أول من قام بنشر للنقوش الأرمينية بسيناء Euting  عام 1891 وهى نقوش تذكارية للحجاج الذين مروا بهذه الطرق  وقد كان الأرمن من مؤسسى الرهبنة بفلسطين وسيناء ومنهم الراهب الأرمنى إفثميوس مؤسسى الرهبنة بفلسطين منذ بداية القرن الخامس الميلادى، أما صلتهم بدير سانت كاترين فبدأت مع لجوء منقطع أرمينى يدعى سرجيوس إلى سيناء عام 564م ويوجد مخطوطات أرمينية بالدير من أعمال حجاج أرمن ومن خلال تأريخ النقوش الأرمينية بوادى حجاج دل على أن الأرمن قد استعملوا وادى حجاج من القرن السابع إلى الثالث عشر الميلادى .
ويؤكد الدكتور ريحان أن الحجاج المسيحيون توافدوا من كل بقاع العالم لزيارة الأماكن المقدسة بسيناء وهم آمنين مطمئنين فى ظل التسامح الإسلامى التى سارت عليه الحكومات الإسلامية فى المنطقة حيال الحجاج المسيحيون وزار سيناء عددًا من الحجاج لا يمكن حصرهم وكثير منهم كانوا من شخصيات ورتب عالية ومن بين هذه الرحلات رحلة أنطونيوس الذى جاء من القاهرة لسيناء ومعه سبعة أوروبيون عام 1331م وتوجه إلى القدس عن طريق غزة ، ورحلة بالدنسل عام 1336م من القاهرة إلى دير سانت كاترين ومنه توجه إلى القدس  كما زار دير سانت كاترين عددًا من الرّحالة الأوروبيون أمثال بورخارت الذى جاء من سويسرا مرتين عام 1816م وعام 1822م وشاهد ثمانمائة من الحجاج الأرمن جاءوا من القدس وحجاج روس وخمسمائة حاج من أقباط مصر وكان كثير من العظماء والملوك والأمراء على اتصال دائم بدير سانت كاترين ويمدونه بالهدايا ومنهم من ملوك فرنسا شارل السادس ولويس الحادى عشر والرابع عشر وإيزابيل ملكة أسبانيا والإمبراطور مكسيمليان الألمانى وقياصرة روسيا ولا تزال هداياهم بالدير حتى الآن .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة