حالة الجدل التخميني الدائرة بين مواقع التواصل الإلكتروني المزعجة للدولة هي انعكاس لحالة الغموض وعدم الشفافية للتعامل الحكومي مع العديد من الملفات، ففي قضية ((تيران وصنافير)) وهي قمة الأداء الحكومي غير الموفق لا في التوقيت ولا في طريقة العرض ولا في توقيع رئيس الوزراء علي تسليمهما ولا حتي في الحملة الإعلامية الركيكة الحكومية المتأخرة كأنها تحاول إعطاء الدواء المر للجماهير، في الوقت الذي كان يمكن للحكومة أن تكسب مصداقية بإظهارها بموقف بطولي بإرجاع وديعة ضحت فوق أرضها بدماء أبنائها حافظا علي أرض عربية لبلد شقيق استودع أرضه بين يدي بلد عريق ارتبط اسمه بأنه قائد للأمة العربية، بلد لم يضح بدماء أبنائه فوق هاتين الجزيرتين فقط بل في فلسطين وفي اليمن وسلبت أرضه دفاعا عن سوريا واستطاع إرجاعها في 73، لكن الحكومة المتأخرة دوما ارتضت عدم الشفافية وحجب المعلومات واختارت توقيتا هو الأسوأ بما يفتح المجال علي مصراعيه لتفسيرات تخمينية علي مواقع التواصل الاجتماعي وعلي معظم المقاهي والنواصي...!
ونفس التعامل الحكومي المتأخر عشناه في التصريحات المتخبطة حول مقتل الشاب الإيطالي ومحاولة إبعاد التهمة وإلصاقها مرة لحادث سير وأخري لحادث سرقة ثم العدول عن كل ذلك، وكأن الحكومة متهمة أو تحاول التعمية علي شخص ما، ثم التعامل غير النشط مع ما يصدر عن الجهات الإيطالية التي تصدر أحيانا تصريحات تسيء للجهاز الأمني.. أليست حالة التخبط تلك تدعو المواقع الإلكترونية للدخول علي الخط وتقديم تفسيرات من عندياتها وأغلبها غير مسئولة ولا تستند علي أية حقائق يمكن الاطمئنان إليها، لكنها تزعجنا، ومصدر الإزعاج لا يعبر سوي عن حالة تكاسل حكومي وعدم شفافية ونقص معلوماتي واضح كأنه متعمد في التعامل مع القضايا التي تبدو ملحة وتحتاج إلي خطوات سريعة تسد الباب علي خطوات الآخرين اللاهية الفرحة أحيانا بتقمص دور العالم ببواطن الأمور.. بالتأكيد اللوم علي مواقع التواصل ليس الحل وننصح أولا فتش عن الحكومة..!