مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

المال السايب

مؤمن خليفة

السبت، 19 سبتمبر 2020 - 07:28 م

هل يتساوى من يسرق التيار الكهربائى من عمود الإنارة فى الشارع مع من يدفع فاتورة شهرية للدولة؟
سؤال لابد منه لكى نعالج مشكلة مال الحكومة السايب والخسائر التى تتكبدها يوميا ما دامت تبحث عن حلول لاسترداد حق الدولة من المغتصبين الذين كل همهم التربح والكسب غير المشروع بالفهلوة وتفتيح المخ.
هناك آلاف من الباعة فى شوارع مصر.. فى العتبة والموسكى وفى كل أسواق المحافظات يفترشون الأرض ويغتصبون حق الطريق وحق المواطن فى رصيف يمشى عليه وأيضا يسرقون الكهرباء نهارا جهارا فى غيبة أجهزة المحليات والأحياء وتقاعسها عن أداء مهامها وتهاونها فى استرداد حق الدولة وترك الفساد يرتع فى أوساط الموظفين القائمين على تنفيذ القانون لأنهم يستحلون ما ليس من حقهم ليدخل جيوبهم ويعتبرونه حقا شرعيا لهم ولأولادهم.. نظرة واحدة على محيط محطات مترو الأنفاق فى أى محطة لنعرف حجم الخسائر التى تتكبدها الدولة.. مثل هؤلاء الباعة الذين يحتلون الأرصفة ويجبرون المواطن على السير فى نهر الطريق يناطح السيارات بكل أنواعها من أتوبيسات وميكروباصات وتكاتك وملاكى ويقيمون أكشاكا بالمخالفة للقانون تجد فيها أسطوانات الغاز مستعدة للانفجار فى أى لحظة.. وربما تتعجب أن هناك أفرانا لصناعة الخبز والبيتزا ومحال قصب وعصائر على أبواب بعض محطات المترو وتتساءل من أين جاءوا بالماء الذى يستخدمونه فى صناعاتهم؟! مع العلم أن هناك من يحميهم مقابل إتاوات يومية أو شهرية ويخبرهم أيضا بحملات المرافق قبل أن تتحرك.. مافيا كاملة فى محيط المحطات تتولاها عائلات معروفة ولها تاريخ فى الإجرام ويتصرفون وكأنهم أصحاب الشارع.. وفى معظم الأحيان تأتى الحملات وتذهب وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!
استنفرت الدولة كل أجهزتها لمواجهة مخالفات البناء وبدأت إجراءات التصالح فى هذه المخالفات وإزالة المبانى المخالفة ولكنها تناست أن هناك من يخالفها ليلا ونهارا ويتسبب فى تعطيل حركة المرور فى الشوارع بدون وجه حق.. أين السادة المحافظون الذين لا يفعلون سوى عقد الاجتماعات وصرف بدلات للحضور والنتيجة لا شىء؟! على سبيل المثال أتحدى أن يقوم مسئول باختراق شوارع العتبة ليصل إلى أى مكان فيها بدون تكبد المشقة والمعاناة بعد أن أغلقها الباعة الجائلون تماما.. وكيف لسيارة إسعاف أو مطافئ أن تصل إلى أى مكان فى حالة حدوث حريق لا قدر الله فى هذه الشوارع الضيقة؟! قبل أيام تداول البعض فيديو لأصحاب محل فاكهة اسمه «ابن الباشا» لا نعلم بأى منطقة.. الكارثة أن أصحاب المحل المخالف قاموا بالاعتداء على الحملة التى جاءت لرفع الإشغالات وضربوا أفرادها وقاموا بتكسير زجاج السيارة التى كانت تحمل على ظهرها أشياء مصادرة وأنزلوها بالقوة وطردوا أفراد الحملة وسط دهشة المواطنين الذين تجمعوا لرؤية هذه المهزلة!
المناطق فى محيط محطات المترو بلا صاحب.. لا هى تتبع شرطة المترو أو أقسام الشرطة فى المناطق الخاضعة لها ويديرها حفنة من البلطجية يتحكمون فيها وكل بائع يدفع لهم الإتاوة ومن يمتنع يقومون بطرده من المكان.. فينك يا حكومة؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة