د. حسام محمود فهمى
د. حسام محمود فهمى


شجون جامعية

‏"الاختيار"

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 20 سبتمبر 2020 - 06:23 م

 

‏بقلم/ د.حسام محمود فهمى

اختيارُ أى مسؤولٍ ‏من أصعبِ الأمورِ وتزدادُ الصعوبةُ مع ضخامةِ المسؤوليةِ التى تُسندُ إليه. ‏كم من ‏مسؤولين ‏شابَ أداءهم ضحالةُ أفكارِهم أو شخصياتِهم، دونما تلميحٍ فى هذه المحنة على مسؤولين حاليين؛ لطالما تَعجَبَ زملاءُ العملِ من اختيارِهم،فهم فى أحيانٍ أدرى من آليةِ الاختيارِ ‏بهم وبسلوكياتِهم فى العمل.
‏مواقعُ التواصلِ الاجتماعى وسيلةُ الكثيرين من عشاقِ الكراسى والمصابين بحبِ الظهورِ، ‏يشغلونها بأرقامٍ مُفبركةٍ وإحصاءاتٍ زائفةٍ وإنجازاتٍ وهميةٍ وكلامٍ مُضَخَمٍ مُفَخَمٍ؛ يهيصون ويزيطون مُدَّعين الحكمةَ والأخلاقَ الرفيعةَ والعِلمَ. ‏هذه المواقعُ تَفرشُ جوًا زائفًا؛ لايكات خادعة، وتعليقاتٌ مُجامِلةٌ. فى ‏أجواءٍ كتلك، من الواردِ أن تُخدَعَ آليةُ الاختيارِ. ‏أيضًا هناك من يُختارون لدخولِهم فى دائرةٍ مُغلقةٍ من المعارفِ ‏أو لسيرِهم فى ركابِ مسؤولين سابقين أو أكبرِ منهم، بلا رأى ولا شخصيةٍ، نعم ونعمين وأي خدمات سعادتك، بالضبط كما يقولُ الكتابُ إياه، الفرعنة لما بعد الوصولِ للكرسي.
‏ملفاتُ ترقياتِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ بالجامعاتِ التى تتمُ من خلال اللجانِ العلميةِ المختصةِ تكشفُ ما إذا كان ‏المتقدمون أمناءً أم مُتعدين على مجهودِ غيرِهم. ‏قبل خمسة عشر عامًا كان من الممكنِ لمتقدمٍ للترقيةِ أن يسرقَ علميًا بأن ينسبَ لنفسِه ما لغيرِه، لكن مع الإنترنت أصبحَ من المستحيلِ الإفلاتُ؛ الإنترنت فاضحٌ، لا يُخفى سرًا. فى أحيانٍ تتفادى لجانُ الترقياتِ إحالةِ من تثبُتُ عليهم السرقةُ العلميةُ لمجالسِ تأديبٍ مُكتفيةً برسوبِهم عامًا أو عامين؛ لكن الملفاتَ موجودةٌ شاهدةٌ، رغمًا عن تَلبُسِهم الأمانةِ.
من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ من يتخيلون أن الكرسى هو التطورُ الطبيعى للوظيفةِ الجامعيةِ، متلهفين فى انتظارِ مكالمةٍ لعل وعسى. تراهم يقفزون من هنا لهناك، حلق حوش، جامعةٌ حكوميةٌ وأخرى خاصة، تسجيلاتُ رسائلٍ فى كلِ مكانٍ، لجانٌ ومؤتمراتٌ، فى أى ضجة وهيصة، يُصوِرون أنفسَهم خلطةً من أينشتاين وطه حسين وعباس العقاد.
الكثيرُ من الاخفاقِ يعودُ لاختيارِ هؤلاء.. وكان اللهُ سندَ العاملين فى صمتٍ.
 أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة