مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل


رأى

زينب و«الفرخة»!!

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 20 سبتمبر 2020 - 06:45 م

 

بقلم/ مايسة عبدالجليل

بصرف النظر عن حكاية الطبيب البيطرى المصرى الذى  ادعى قيامه باجراء جراحة لفرخة وإحالته للتحقيق فى نقابته بعد أن اتضح أن طبيبا فى البرازيل هو من قام بها حيث تمكن من تركيب شريحتين و6 مسامير بعد خضوعها للتعقيم واجراء التحاليل الطبية اللازمة.. والفرخة الآن رهن العناية الطبية تخضع خلالها لجلسات علاج طبيعى كى تستعيد لياقتها!!
طبعا نحن لا نحقد على الفرخة المحظوظة التى لو كانت قد سقطت من سطوح بيتنا كنا جرينا أيضا كى نلحقها ولكن بالسكين ننحر رقبتها وبالماء المغلى ننتف ريشها ونشق بطنها ونستخرج أحشاءها ونسلقها ونحمر جلدها ولكن من يحقد على الفرخة بالتأكيد هى «أم زينب»، التى عاشت عمرها فى خدمة البيوت تخرج مع أول ضوء للفجر وفى يدها طفلتها زينب.. تتركها تلهو على سلالم العماير أو على أبواب شقق مخدوميها حتى تنتهى من عملها وتخرج قابضة على بضع جنيهات تجرى بها على زوجها المقعد وابنها المعوق.. هكذا دواليك من بيت إلى بيت ومن هم إلى هم وضحكة زينب هى سلوتها الوحيدة.
مرت الأيام.. مات الزوج والابن وكبرت زينب شابة جميلة لا هم لها إلا خدمة الأم التى أكل الروماتويد عظامها وتركها كومة من بقايا انسان تنتظر النزر اليسير مما يجود به أهل الخير.. إلى هنا والحكاية لم تنته، فقد أصيبت زينب بمرض الفتاق الذى شق بطنها ورفض المستشفى العام استقبالها بعد أن أغلق أبوابه على ضحايا الكورونا ولم تجد فى يدها ما يكفى لعيادة طبيب خاص.. تمكنت منها الآلام وتحالف عليها الفقر والمرض حتى نالت منها «الغرغرينا»، وسرى السم فى أوصالها.. وفى رابع أيام عيد الأضحى ماتت زينب وعاشت الفرخة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة