صورة موضوعية
صورة موضوعية


«عصفور الإرهاب».. كيف يروج «تويتر» للعنف وتخريب المنشآت العامة؟

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 21 سبتمبر 2020 - 07:20 م

 

- موقع التغريدات الشهير يدعم دعوات التخريب 

- هاشتاج الموقع يروج لاقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي.. واتهامات بتواطؤ المنصة مع الإرهابيين


رغم إعلانات موقع التواصل الاجتماعي الشهير «تويتر» بين الحين والأخر حذف ما يصفه بـ«الحسابات الوهمية» التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في تمرير رسائل العنف والخراب لأتباعها.. إلا أن الواقع يؤكد أن الموقع الشهير يمتلئ بالبيانات والمواد المصورة التي تدعم العنف تحرض على الكراهية والدمار وتخالف بشكل صريح سياسة النشر على الموقع.

 
أحدث الاختراقات التي تشهدها منصة «تويتر» في هذا الشأن، رواج «هاشتاج» مدفوع يدعو إلى العنف بشكل مباشر، واستمراره على لائحة الأكثر تداولا رغم انتهاكه لسياسات الموقع المعلنة، بل ومحاولات آلاف المستخدمين لفت نظر المسئولين عن المحتوى العربي في موقع التغريدات القصيرة إلى الأمر من خلال الرسائل والبلاغات المباشرة، وهو ما دفع كثيرين منهم إلى تسجيل شهاداتهم على الأمر واتهام إدارة المنصة بالانحياز للإرهاب وترويجه، ودعم دعوات التطرف والعنف، بالمخالفة لميثاقه المعلن، ولكل الأعراف والقوانين الدولية والمحلية، سواء في بلد منشأه الولايات المتحدة، أو في النطاقات الإقليمية والأسواق الفرعية حول العالم، بحسب ما تردد في تغريدات عديدة منتقدة لموقف تويتر خلال الساعات الأخيرة.
 
«دعم الإرهاب»

بعيدا من حقيقة أن «تويتر» أحد المنصات التي تشهد نشاطا للخطابات المُتطرفة، فإن إدارة الموقع كانت حريصة طوال الوقت على نفي صلتها بالأمر، بل والتشديد على اتخاذها إجراءات جادة وعاجلة تجاه أية وقائع تُرصد في هذا الشأن، لكن هذا التأكيد لا يتجاوز حيز الاستهلاك الإعلامي وغسل الأيدي، إذ تظل الممارسات المتطرفة والدعوات الإرهابية وخطابات العنف والدم، والحسابات المجهولة، والوسوم المدفوعة، رائجة ومتصدرة حتى مع ثبوت انتهاكها لمعايير الموقع نفسه.
 
التطور الجديد كان صادما عن كل ما سبق، فبينما اعتادت إدارة تويتر أن تغض الطرف عن ممارسات بعض الحسابات والأفراد الشخصية، فإنه ربما تكون تلك المرة الأولى التي تسمح فيها برواج هاشتاج يدعو بشكل مباشر إلى العنف والتخريب وتعريض حياة الآمنين للخطر، بل يتعاظم ذنب المسئولين عن المحتوى العربي وقسم الشرق الأوسط بالمنصة مع حقيقة أن تلك الدعوة يجرى ترويجها من خلالهم، باعتبارها هاشتاجا مدفوعا، بحسب ما أكد متخصصون في قطاع التكنولوجيا ومواقع التواصل.
 
الحملة المشبوهة التي تبناها موقع تويتر رسميا وساهم في ترويجها، تمثلت في هاشتاج أطلقته عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وشاركت فيه حسابات عديدة من عدة دول، أبرزها قطر وتركيا والجزائر والمغرب، تحت عنوان «اقتحموا مدينة الإنتاج الإعلامي»، واشتمل على تغريدات تدعو لاقتحام المدينة والقنوات، ومنعها من العمل، وحرق الاستوديوهات، والإضرار المباشر بالإعلاميين والفنيين ومقدمي البرامج المُستهدفين من الجماعة، وبينما تتواصل الدعوة الإرهابية المفتوحة منذ عدة ساعات، تساهم إدارة المنصة في ترويجها، ولا تستجيب لأية رسائل أو بلاغات من المستخدمين الذين عبر كثيرون منهم عن امتعاضهم من موقف تويتر.
 
«انقلاب على سياسة الموقع»

في مدونة سياسات النشر، تقول إدارة تويتر إنها لا تشجع ممارسات مثل العنف ومضايقة الأشخاص، وتشدد على أولوية السلامة الشخصية، لذا فإنه لا يجوز التهديد بارتكاب أعمال عنف ضد فرد أو مجموعة أفراد، كما يُحظر أيضا تمجيد العنف، كما تؤكد في موضع آخر أنه لا يجوز التهديد أو الترويج لأعمال إرهابية أو أعمال مُتطرفة عنيفة، وتعتبر إدارة تويتر أن ما يُعد انتهاكا لسياساتها المعلنة يشمل الإعراب عن قصد ارتكاب العنف ضد شخص بعينه أو مجموعة أشخاص، وتُعرف القصد بالأفعال اللغوية التي تتضمن الإقدام على الفعل، وهو ما يشمل "اقتحموا" مثلا الذي يتصدر الهاشتاج المدعوم من المنصة.
 
وتوضح قوانين الموقع أن الأعمال المشمولة بالحظر تتضمن التهديد بقتل أحد الأشخاص أو إلحاق ضرر جسيم به، أو التهديد بارتكاب أي عمل عنيف آخر قد ينطوي على قتل فرد أو إحداث إصابات جسدية به، وتشدد بوضوح على أن المحادثة السليمة هى التي يشعر المستخدمون خلالها بأنهم فى مأمن من الأفعال المسيئة، بعيدا عن استخدام لغة عنيفة مع التأكيد على انتهاج سياسات جادة تجاه التهديدات العنيفة التى تشمل "عبارات تتضمن قتل شخص أو مجموعة أشخاص أو إلحاق أضرار جسدية بهم، وتمتد تلك الإجراءات النظرية إلى كل من يُمجد العنف أو يُعبر عن سعادته به أو يمتدح واقعة عنف أو إضرار بالآخرين.
 
أمام كل بنود القانون وسياسات النشر السابقة، يبدو ترويج دعوة مثل «اقتحموا مدينة الإنتاج الإعلامي» انتهاكا مباشرا لكل ما تدّعيه إدارة تويتر من اتخاذها إجراءات جادة وصارمة تجاه العنف والخطابات المتطرفة، بل يتطور الأمر إلى التواطؤ والمشاركة المباشرة في العنف، ليس فقط عبر السماح بنشر تلك الرسائل المنتهكة للقانون ورواجها ووصولها إلى ملايين المستخدمين، وإنما بالتربح وتحقيق منفعة مباشرة من وراء تلك الدعوات، وترويج الهاشتاج المتجاوز بآلية مدفوعة المقابل، تجعل المنصة شريكا مباشرا في الأمر، باعتبارها ناشرا متضامنا مع المحتوى ومنتفعا منه انتفاعا مباشرا.
  
دعوة اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامي، تثير حزمة من التساؤلات وعلامات التعجب بشأن مواقف تويتر بشكل عام، لا سيما وأن وقائع سابقة خلال الشهور الماضية أكدت اختراق المنصة من خلال شركات علاقات عامة وكتائب إلكترونية تُدير حسابات موجهة سياسيا، واعترفت إدارة تويتر نفسها بحذف مئات آلاف الحسابات وملايين التغريدات، وقبل سنة حذفت أكثر من 900 ألف تغريدة من هاشتاج واحد كان يستهدف الدولة المصرية، لذا فإن استمرار تلك الأمور والممارسات على حالها، رغم سبق حدوثها واتضاح الشبهة وراء التحركات المخططة والمدفوعة عبر موقع التغريدات القصيرة، تؤكد جميعا أن تويتر مسئول عن الأمر بشكل مباشر.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة