السفير أسامة نقلى خلال حواره مع «الأخبار»
السفير أسامة نقلى خلال حواره مع «الأخبار»


حوار| سفير السعودية: العلاقات بين القاهرة والرياض تعكس حقائق التاريخ وعوامل الجغرافيا

أسامة عجاج

الإثنين، 21 سبتمبر 2020 - 10:02 م

السفير أسامة نقلى:

التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية مرفوضة مهما كان مصدرها وشكلها
نجحنا فى موسم حج هذا العام بدون تسجيل إصابة واحدة بفيروس كورونا
السعودية أول من دعمت خيارات الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وثورته ضد الجماعة الإرهابية
الحوثى بدعم إيرانى وراء إطلاق ٣٠٠ صاروخ استهدفت مدن المملكة


جمع السفير أسامة نقلى «الحسنيين» الدبلوماسية والإعلام فنجح فى المجالين عندما كان لسنوات طويلة صوت الخارجية السعودية والمعبر عنها كمسئول عن الشئون الإعلامية كما أتاح عمله الطويل بالقرب من الأمير سعود الفيصل ان يشارك فى كل النشاطات الدبلوماسية لواحد من أبرز وزراء الخارجية العرب فكان فى مطبخ صنع القرار الدبلوماسى وصياغة علاقات السعودية بما تمثله من ثقل مع دول العالم ،شاهد أحداثا مفصلية، مخزن اسرار ولكنه يعرف متى ولمن يكشف حيث يختار الوسيلة والشخص. 

نجاحاته أهلته ليكون الخيار الأفضل للقيادة السعودية والتى أصدرت قرارا بتعيينه فى أبريل ٢٠١٨ سفيرا لبلاده فى مصر ومندوبا دائما لبلاده فى الجامعة العربية الذى اعتبره تكليفا وتشريفًا. القرار مثل محطة مفصلية فى حياته الدبلوماسية الطويلة الممتدة منذ عقود بكل ماتمثله مصر من ثقل سياسى ودبلوماسى فى المنطقة العربية والعالم.


التقته «الأخبار» فى الحوار الصحفى الأول مع الصحافة المصرية وامتد الحوار ليشمل كل قضايا المنطقة والعالم من العلاقات المصرية السعودية التى وصلت فى السنوات الأخيرة إلى مستوى غير مسبوق بعد الزيارات المهمة التى قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة فى ٢٠١٦ وزيارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان فى ٢٠١٨ تحدث طويلًا عن العلاقات التى تجمعهما مع الرئيس عبدالفتاح السيسى توقف عند الموقف السعودى التاريخى فى الانحياز إلى خيارات الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ عندمًا خرجت الملايين رافضة لحكم الإخوان الارهابية. 

الحوار أيضا تناول النتائج الكارثية للتدخلات الإقليمية فى الشئون الداخلية للدول العربية سواء التدخل الإيرانى فى الملف اليمنى عبر جماعة الحوثى وفى لبنان عبر تكريس هيمنة حزب الله على القرار السياسى وكذلك التدخلات التركية فى العديد من الساحات العربية. تحدث عن تمسك بلاده بمرجعية عملية السلام وحق الشعب الفلسطينى ومبادرة السلام العربية.

 

> فى البداية كسفير لخادم الحرمين الشريفين فى القاهرة خلال السنوات الثلاثة الماضية كيف تقيمون العلاقات المصرية السعودية فى كافة المجالات والتى تحظى برعاية خاصة من الرئيس السيسى وخادم الحرمين الشريفين وولى العهد محمد بن سلمان؟
العلاقات السعودية المصرية تعكسها حقائق التاريخ، وعوامل الجغرافيا، وأواصر الدين والعروبة وروابط الدم.. فى ضوء هذه الحقائق، ومنذ الزيارة التاريخية للملك المؤسس، عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- لمصر، كأول زيارة خارجية لجلالته عقب توحيد المملكة، والعلاقات بين البلدين تشهد تناميًا مستمرًا عبر العقود والعهود، وصولًا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والرئيس عبدالفتاح السيسي، خاصة بعد الزيارة التاريخية التى قام بها خادم الحرمين الشريفين لمصر عام 2016، وهى الزيارة التى تمخض عنها تطوير آليات التعاون وتكريسها وتأطيرها فى اتفاقيات جديدة بين البلدين، ليرتفع عدد الاتفاقيات المبرمة لأكثر من 60 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبروتوكول، شملت جميع أوجه التعاون المشترك بين البلدين فى كافة المجالات، إضافة إلى تعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين فى خدمة قضايا الأمتين العربية والاسلامية، وخدمة الأمن والسلم الدوليين.


انحياز لخيارات الشعب المصري
> بحكم قربك وعملك الطويل مع الراحل الأمير سعود الفيصل قد تكون الأقدر فى الحديث عن الموقف التاريخى للمملكة وقادتها ووزير الخارجية سعود الفيصل فى السعى لدى الدول الغربية لدعم خيارات الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣؟

الموقف السعودى فى تلك الفترة، يتمثل فى تصريحين أساسيين: الأول تصريح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- فى كلمته التاريخية فى العام 2013، والتى أكد فيها على دعم المملكة لخيارات الشعب المصري، ووقوفها شعبًا وحكومة مع أشقائها فى مصر ضد الإرهاب والضلال والفتنة، وتجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية. أما التصريح الثاني، فكان لوزير الخارجية الراحل الأمير سعود الفيصل -رحمه الله- والذى أكد فيه على أن مصر من الدول الكبرى فى المنطقة، وعلى أن أمنها واستقرارها من أمن واستقرار المنطقة، معبرًا عن استغراب المملكة من بعض المواقف الدولية التى تم الإعلان عنها آنذاك. هذان التصريحان شكلا محددات تحرك المملكة على الساحات الدولية فى تلك الفترة، من قبل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل -رحمه الله-ومحور لقاءاته وزيارته لفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لتصحيح الارتباك فى المفاهيم الذى ساد العالم نتيجة ما كان يسمى بـ «الربيع العربي» وخصوصا فى جمهورية مصر العربية التى شهدت فى تلك الفترة ثورة عارمة على نظام الإخوان الإرهابى واتسمت تلك التحركات بالتنسيق والتشاور مع القيادة المصرية.


مرحلة تاريخية
> الاستثمار هو العنوان البارز للتعاون الثنائى بين البلدين،فهل لنا أن نتوقف عند حجم الاستثمارات السعودية فى مصروتطورها بالإضافة إلى التعاون الاقتصادى والتجارى والمجالات الأخرى؟

من بين أهم نتائج الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لمصر فى العام 2016 تعزيز أطر التعاون فى المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والاستثمارية. وكان من أبرز نتائجها أيضا قيام مجلس التنسيق السعودى المصرى الذى أسسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، بإبرام 17 اتفاقية شكلت خارطة طريق للتعاون الاقتصادى بين المملكة ومصر، فى مجالات الإسكان والبترول والتعليم والزراعة والصحة، شملت اتفاقية لتطوير مستشفى قصر العينى بقيمة 120 مليون دولار، واتفاقية أخرى لتمويل إنشاء محطة كهرباء غرب القاهرة 100 مليون دولار، إلى جانب توقيع 10 اتفاقيات تفاهم لتمويل مشروعات جديدة ضمن برنامج الملك سلمان لتنمية شبه جزيرة سيناء، من بينها تأسيس جامعة الملك سلمان الدولية، التى ستبدأ نشاطها خلال العام الدراسى 2020/2021،وإنشاء 13 تجمعًا زراعيًا فى شبه جزيرة سيناء بقيمة 106 ملايين دولار،وغيرهما من المشروعات التنموية.


وبالمثل، فقد شهدت زيارة ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان لمصر فى مارس من العام 2018م، التوقيع على برنامج تنفيذى للتعاون المشترك لتشجيع الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة فى جمهورية مصر العربية، والهيئة العامة للاستثمار فى المملكة العربية السعودية، بهدف تبادل فرص الأعمال والاستثمار، وتسهيل التعاون فى هذا المجال الحيوي، وتبادل القوانين والتشريعات واللوائح وكافة التطورات المتعلقة بمناخ الاستثمار فى كلا البلدين. وعلى مدى سنوات طويلة، استمرت اللجنة السعودية المصرية المشتركة -التى يترأسها وزيرا التجارة فى كلا البلدين- فى العمل الدؤوب لتعزيز الروابط الاقتصادية بين البلدين على المستوى الحكومي، وتمكنت من إحداث طفرة كبيرة فى ملفات التجارة البينية، والتعاون الصناعي.


وعلى مستوى التنسيق بين القطاع الخاص فى البلدين، فقد اضطلع مجلس الأعمال السعودى المصرى بتلك المهمة، وخلال العام الماضي، حينما استضافت القاهرة اجتماع رؤساء وأعضاء المجلس من كلا الجانبين، تم إطلاق شراكة استراتيجية بين البلدين لاستهداف السوق الإفريقية الواعدة، وفتح قنوات اتصال مباشرة بين الغرف فى الجانبين لمصلحة منتسبيهم من الشركات الصغيرة والمتوسطة، كما تم الاتفاق على تشكيل أربع لجان فنية متخصصة فى مجالات الصناعة والزراعة واستصلاح الأراضى والتشييد والإعمار والسياحة بين المملكة ومصر. ونتيجة لتلك المعطيات، فقد تزايد حجم التبادل التجارى بين البلدين فى السنوات الأخيرة، وحقق أرقامًا تصاعدية، كما حافظت المملكة على موقعها بين أكبر الدول التى لها استثمارات فى مصر، وهو الأمر الذى حقق منافع مشتركة لكلا البلدين.


الانقلاب فى اليمن
> تعانى المنطقة من تدخلات إقليمية فى ساحات مهمة مما يؤثر على الامن القومى ولنبدأ بالتدخل الايرانى فى اليمن والذى يمثل السبب الرئيسى فى استمرار الحرب من خلال دعم جماعة الحوثي.. كيف ترى تأثير هذا التدخل وسبل إيجاد حل للازمة وتبعاتها الإنسانية؟

لابد من الإشارة أولًا إلى أن الجهود الدبلوماسية سبقت بمراحل كبيرة الأعمال العسكرية فى اليمن؛ حيث تحركت المملكة مع أشقائها فى الخليج بشكل مكثف مع بدء الاضطرابات فى اليمن عام 2011م. وتمكنت الجهود - بفضل الله تعالى- من التوصل لنتائج إيجابية وبناءة، متمثلة فى ضمان الانتقال السلمى للسلطة، وتعزيز الحوار الوطنى اليمني، وما نتج عنه من مخرجات بناءة، فضلا عن محافظة الجهود الدبلوماسية على مؤسسات الدولة. وقد كان للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، دورًا كبيرًا فى دعم هذه الجهود الدبلوماسية، ودعم وحدة واستقرار اليمن ومسيرته التنموية.


إلا أنه ما إن بدأت الأمور فى اليمن تؤتى ثمارها نحو تحقيق الاستقرار فى ظل هذه الروحية الإيجابية، والشروع نحو بدء التنمية باليمن، حتى جاء التدخل الإيرانى عبر جماعة الحوثى الموالية لطهران، ليضرب بعرض الحائط كل هذه الجهود بالانقلاب على الشرعية بهدف اختطاف القرار اليمني، وتدمير مؤسسات الدولة، والاستيلاء على مقدرات اليمن لخدمة أغراض إيران العسكرية والسياسية، الأمر الذى أعاد الحالة اليمنية إلى النقطة صفر، وأدى إلى المعاناة التى يعيشها الشعب اليمني، ومن هنا فقد تحتم على تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة العربية السعودية، الاستجابة لدعوة الحكومة اليمنية الشرعية، بالتحرك نحو الدفاع عن الشرعية، والحفاظ على سيادة اليمن واستقلاله فى ظل وحدته الوطنية وسلامته الإقليمية.


والمتابع للأزمة اليمنية سوف يلحظ بوضوح أن التدخل الإيرانى الغاشم فى اليمن لم يقتصر على الإضرار باليمن، بل امتد ليشمل الاعتداء الصارخ على أراضى المملكة العربية السعودية، عبر صواريخ الغدر الباليستية المصنعة فى إيران، والتى بلغت أكثر من 300 صاروخ، طالت مدن المملكة، بما فيها العاصمة الرياض ومكة المكرمة، منبع الرسالة وقبلة المسلمين. ولا تزال المملكة، ودول التحالف ترى بأهمية الحل الدبلوماسى فى اليمن الذى ينبغى أن يكون يمنيا خالصًا، وفق مخرجات الحوار اليمنى الوطني، والمبادرة الخليجية، وآلياتها التنفيذية، وقرار مجلس الأمن رقم 2216.


جهود إغاثية
> اتخذ الموقف السعودى خلال السنوات الخمس الماضية من الحرب فى اليمن مسارين هما العمل على عودة الشرعية وتقديم العون الاغاثى والدعم الاقتصادى للشعب اليمني. وقد ظهر هذا من المؤتمر الدولى الاخير بالتعاون بين المملكة والامم المتحدة. إلى أى حد نجحت مسارات السياسية السعودية فى تخفيف معاناة الشعب اليمني؟

مع بداية تحرك تحالف دعم الشرعية فى اليمن، وضع نصب عينه الجانب الإنسانى للشعب اليمنى الشقيق، وبادر بتقديم مساعدات فورية وعاجلة شملت المواد الغذائية والطبية، والوقود، إلى جانب دعم البنك المركزى اليمنى للحفاظ على قيمة العملة الوطنية. ولم تقتصر جهود التحالف على تقديم المساعدات، بل امتدت إلى دعم وتسهيل جهود منظمات الإغاثة الدولية فى اليمن، وفتح الممرات لتوصيل المساعدات الإنسانية. وقد كان لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدور الأساسى فى تقديم المعونات الإغاثية، وتنسيق جهود المنظمات والهيئات فى تقديم المساعدات، وتوصيلها لمستحقيها. يضاف إلى ذلك دوره فى تنفيذ المشروعات التنموية التى بلغت حتى شهر أغسطس الماضى أكثر من 502 مشروعا (منجزة- وقيد التنفيذ)، بتكلفة تجاوزت ثلاثة مليارات دولار.


وحدة اللبنانيين 
> لبنان ساحة ثالثة للتدخل الايرانى فى الشأن العربي. هل غاب الدور السعودى عن الأزمة اللبنانية وكان لها باع طويل فى التعاون لحل أزماته؟

لبنان دولة عربية شقيقة يستحق أن ينعم بالأمن والاستقرار والازدهار. وتاريخيا، بذلت المملكة جهودًا كبيرة فى تسوية الأزمة اللبنانية منذ بداية الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، عبر محطات رئيسة فى تاريخ الدبلوماسية السعودية بدأت بمؤتمر القمة السداسى فى الرياض عام 1976، وصولاً لتطبيق اتفاق الطائف عام 1990، الذى أدى لوقف الحرب وتسوية الأزمة اللبنانية. واقتصاديا، لم تدخر المملكة جهدا فى سبيل دعم لبنان عبر استثمارات ومساعدات ومنح وهبات، وقروض ميسّرة وودائع فى البنوك والمصارف اللبنانية.وقامت المملكة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتنفيذ 32 برنامجا للمساعدات الإغاثية والإنسانية فى لبنان شملت قطاعات متعددة كالصحة والتعليم والأمن الزراعى والغذائى والإيواء والمواد الغذائية.ومؤخرًا، فى أعقاب انفجار مرفأ بيروت، كانت المملكة من أوائل الدول التى استجابت للبنان بعد الحادث الأليم، حيث وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - - بتسيير جسر جوى لتقديم المساعدات الأساسية من مواد طبية وغذائية وإيوائية للشعب اللبنانى الشقيق.


ومن نافلة القول أن جميع هذه الجهود السعودية والعربية والدولية، لن تؤتى ثمارها إلا فى ظل وحدة لبنان الوطنية وتغليب مصلحة لبنان العليا على ما عداها من مصالح فئوية بمعزل عن التدخلات الخارجية. وقد أكد سمو وزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان مؤخرًا «أن الإصلاح المطلوب لضمان مستقبل لبنان السياسى والاقتصادى يعتمد على مؤسسات الدولة القوية التى تعمل من أجل المصلحة الحقيقية للشعب اللبناني، حيث أن استمرار الهيمنة المدمرة لتنظيم حزب الله الإرهابى تثير قلقنا جميعًا.. ففى مقابل مبادرات الخير السعودية لم تقدم إيران سوى الخراب والموت عبر تسليح وتوجيه حزب الله لخوض الحروب المدمرة للبنان».


> هناك أيضا ثلاث ساحات تتأثر سلبا بالتدخلات التركية فى ليبيا والعراق وسوريا.. كيف ترى مخاطر هذا التدخل؟
التدخلات الإقليمية فى شئون الدول العربية مرفوضة رفضاً باتاً أياً كان مصدرها، كونها تشكل تهديدًا لاستقلال وسيادة الأراضى العربية وتفكيكا لوحدتها الوطنية.. هذا هو موقف المملكة كما هو موقف جامعة الدول العربية الواضح والصريح من هذه التدخلات الإقليمية. لاحظنا تحركا سعوديا باتجاه الملف الليبى بعد تفاقم الوضع هناك من خلال الجولة التى قام بها وزير الخارجية إلى القاهرة وتونس والجزائر..


> ماهو موقف ملف حقوق الإنسان بالمملكة ؟
المملكة العربية السعودية تسير بخطى واثقة فى تعزيز مسائل حقوق الإنسان دون النظر إلى الحملات المضللة، وينطلق ذلك من مبادئ عقيدتها وثقافتها. وقد حققت المملكة قفزات غير مسبوقة على كافة المحاور المرتبطة بتعزيز حقوق الإنسان، كما انجزت خطوات إصلاحية رائدة، محورها الانسان والتنمية، كما صدرت العديد من التشريعات التى تعزز الإطار القانونى لحماية حقوق الإنسان. من جانب آخر تحرص المملكة على الانفتاح والتفاعل مع الهيئات الإقليمية والدولية فى مجال حقوق الإنسان، وأبرزها المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومجلس حقوق الإنسان وآلياته ذات العلاقة. كما تستعرض المملكة جميع تقاريرها الخاصة باتفاقيات حقوق الإنسان التى أصبحت طرفا فيها للجان الخاصة بهذه الاتفاقيات، وتستعرض 3 تقارير مفصلة فى إطار آلية الاستعراض الدورى الشامل، فضلا عن تعاطيها الإيجابى مع جميع الاستفسارات التى ترد فى هذا الشأن.


البرنامج الاصلاحى
> ما الثمار التى تحققت من البرنامج الاصلاحى الذى يقوده ولى العهد الامير محمد بن سلمان؟

بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يتبنى، ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان رؤية طموحة شاملة تعبر عن أهدافنا وآمالنا الحاضرة والمستقبلية، تستند فى ذلك إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة للمملكة، وترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة فى اقتصاد وطنى مزدهر يرتقى إلى مستوى أحلام وآمال وطموحات المواطن السعودي. تستند الرؤية إلى 13 برنامجا تنفيذيا لتحقيق أهدافها الاستراتيجية الـ 96، شاملة برامج جودة الحياة، والتحول الوطني، وتطوير الصناعات الوطنية، والشركات الاستراتيجية، وريادة الشركات الوطنية، وتطوير القطاع المالي، وتحقيق التوازن المالي، وصندوق الاستثمارات العامة، وتعزيز الشخصية الوطنية، وتنمية القدرات البشرية، وخدمة ضيوف الرحمن، وبرنامج التخصيص، والإسكان، وهى البرامج التى تتكامل معا لتحقيق محاور الرؤية الثلاث.. وطن طموح، ومجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر. يدعم الرؤية برنامج التحول الوطنى 2020 الذى يهدف إلى تحقيق التميز فى الإدعاء الحكومي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشاريع البنية التحتية الأساسية والرقمية. وبعون الله وتوفيقه، بدأت معالم الرؤية تتضح وبشكل كبير بما تحقق من منجزات ملموسة فى التحول من الاعتماد على الاقتصاد النفطى إلى اقتصاد المعرفة المبنى على التنمية المستدامة، وتحسين منظومة العمل الإدارى وتطوير بنية التعليم والصحة والمؤسسات الصناعية، وغيرها من المجالات التنموية. وتمثلت هذه المنجزات فى إطلاق حزمة من المشاريع التنموية والاستثمارية العملاقة فى مختلف أرجاء المملكة، وتعزيز توطين قطاعى الطاقة المتجددة والصناعات العسكرية، وتحديد مئات المواقع الغنية بالمعادن، وغيرها من المنجزات التى تتواصل بفضل الله تعالي. كما ساهم برنامج التوازن المالى فى إصلاح هيكل المالية العامة، وتخفيض مستويات العجز، وضبط الإنفاق العام، وإصلاح بيئة التشريعات.


> فى ظل تسارع الاحداث فى المنطقة والاستعداد لعقد اتفاقية سلام بين الامارات وإسرائيل.. هل مازالت مبادرة السلام العربية التى أقرتها قمة بيروت فى عام ٢٠٠٢ وهى بالأساس مقترح سعودى مطروحة كأساس للحل؟
القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات السياسة الخارجية السعودية، ومواقف المملكة تجاه الشعب الفلسطينى ثابتة وراسخة ولن تتغير. وعلى مدار عقود مضت، لم تتوان المملكة عن دعم الشعب الفلسطينى الشقيق بجميع الطرق والوسائل لاستعادة حقوقه المشروعة، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة بكامل السيادة على الأراضى الفلسطينية بحدود عام 1967م، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. وهو الأمر الذى جدد التأكيد عليه سمو وزير الخارجية فى اجتماع المجلس الوزارى للجامعة العربية الذى انعقد مؤخرا.


قمة العشرين
> ما الاستعدادات السعودية لاستضافة قمة قادة الدول العشرين فى نهاية هذا العام وهو حدث دولى غير مسبوق وهو استضافة دولة عربية لقمة العشرين ؟

تعتبر استضافة المملكة العربية السعودية لقمة مجموعة العشرين فرصة رائدة على مستوى العالم العربي، خاصة أن المجموعة تقود دفة العمل فى أهم القضايا المحورية حول العالم، والتى تتعلق بشكل أساسى بالقضايا الاقتصادية وتمتد إلى القضايا البيئية والإنسانية. وقد بدأت الاستعدادات والتحضيرات، منذ الإعلان عن ترؤس المملكة لقمة 2020، بإنشاء «الأمانة السعودية لمجموعة العشرين» التى أشرفت على تجهيز جدول أعمال القمة، وبرنامج رئاسة المملكة للمجموعة، والذى جاء تحت شعار «اغتنام فرص القرن الحادى والعشرين للجميع»، وركز على ثلاثة محاور أساسية، هي: 1/ تمكين الإنسان، لا سيما المرأة والشباب، من العيش الكريم والعمل والازدهار. 2/ الحفاظ على كوكب الأرض فيما يتعلق بالأمن الغذائى والمائى والمناخ والطاقة والبيئة. 3/ تشكيل آفاق جديدة، من خلال تبنى استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني.. وفى إطار التحضيرات الفنية، استضافت المملكة منذ توليها رئاسة المجموعة فى الأول من ديسمبر 2019م، عشرات الاجتماعات والمؤتمرات على مستوى الوزراء ووكلاء الوزراء وممثلى المجتمع المدنى ومجموعات العمل، وذلك فى المجالات التى تعنى بها المجموعة، .


> نجحت السعودية فى ادارة موسم حج ناجح فى ظل أزمة كورونا هل هناك توقيتات لاستقبال رحلات من الخارج واستئناف موسم العمرة؟
انعقد الحج هذا العام فى ظل ظروف استثنائية نتيجة جائحة كورونا التى أدت إلى اتخاذ إجراءات استثنائية مشددة فى جميع دول العالم فى ظل المخاطر التى تكتنف الانتشار السريع للفيروس، وعدم الوصول إلى لقاح واق له أو علاج ناجز.. وحيث إن الحج يعتبر أحد أكبر التجمعات البشرية فى العالم، الذى يجتمع فيه أكثر من 2 مليون مسلم من دول العالم، يتحركون فى أفواج بشرية فى مواقيت معينة وداخل مناطق محددة، فإن من شأن ذلك أن يجعل الحج بيئة مثالية لانتشار فيروس كورونا بين الحجاج، وانتشاره تبعا فى بقية دول العالم الوافد منها الحجيج. استنادا إلى هذه الحقائق، وحرصا من المملكة على عدم تعطيل شعيرة الحج فى ظل هذه الظروف، فقد تمت إقامتها، بفضل الله تعالي، بأعداد محدودة من المقيمين داخل المملكة من مختلف الجنسيات، وبما يمكن من أداء الشعيرة فى ظل الاجراءات الاحترازية المشددة، تحقيقا لمقاصد الشريعة الإسلامية فى حفظ النفس البشرية. ولله الحمد تم الحج بصورة ميسرة ومنظمة وفق ما تم التخطيط له، دون تسجيل أي إصابة بفيروس كورونا.


> أعتقد أن القاهرة محطة مهمة لك فى مسيرة حافلة من العمل الدبلوماسى كيف ترى العمل من القاهرة كمسئول عن تطويرالعلاقات الثنائية ومن خلال العمل فى الجامعة العربية كمندوب دائم فى الجامعة؟
مصر دولة عربية شقيقة، وذات موروث حضارى وثقافى كبير، وثقل إقليمى ودولي، كما أن العلاقات بين المملكة ومصر تحظى بزخم كبير على المستويين الحكومى والشعبى فى آن. وتعيينى سفيرًا لخادم الحرمين الشريفين فى جمهورية مصر العربية الشقيقة، ما هو ألا تشريف وتكليف ومسؤولية تتطلب مضاعفة الجهود للحفاظ على ما وصلت إليه هذه العلاقة، والدفع بها نحو مزيد من التطور فى خدمة المصالح المشتركة، وتعزيز الأواصر والروابط القائمة بين البلدين الشقيقين. ولا يفوتنى فى هذا الشأن أن أنوه بمستوى الترحيب والتعاون الكبيرين اللذين وجدتهما منذ اليوم الأول لمباشرتى للعمل فى مصر وعلى كافة المستويات، وهو الأمر غير المستغرب من شعب مصر الشقيق.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة