حتى لو كانت النوايا حسنة فلا نستطيع فصلها عن الوسيلة، وتسريبات «أوراق بنما» بلا أى رتوش هى حادث سرقة معلومات غير مسبوق، فقد تمت سرقة حوالى 11٫5 مليون وثيقة وتسريبها من مكتب محاماة ببنما إلى صحيفة ألمانية ومن ثم سربتها الصحيفة للاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين بواشنطن، هذه الأوراق تدعى أن العديد من قادة العالم ومشاهيرها قد سربوا أموالا بعيدا لملاذ آمن عن الضرائب، لكن ألست معى أن من سربها يعد سارقا أيضا ومخالفا للقانون وإن كان حسن النية؟!.
وما جرى من تسريبات هو فعل يعاقب عليه القانون، مثلها مثل جرائم الإرهاب مهما ادعت من أهداف وغايات نبيلة لا نستطيع أن نغفر لها جرائمها فى محاولة تقويض دعائم الدول وقتل الأبرياء ونشر الرعب والفزع، أى أهداف نبيلة هذه، وأى وسائل نبيلة هذه التى يراق من أجلها دماء الأبرياء ونصدر الفزع والرعب لكل الإنسانية؟!.
وما تود فعله تسريبات «أوراق بنما» هو نفس ما تفعله التنظيمات الإرهابية من استخدام وسائل الإعلام لتسريب وبث صور الرعب عبر القنوات الفضائية وتكرر الصورة عدة مرات حتى ينتشر الفزع والرعب ويحققون بذلك أهدافهم أى بالحصول على أعلى نسبة من المشاهدين وليس من عدد القتلى، فالمقصود الفضيحة لأجهزة الأمن وبث الرعب بين الجماهير، ومن سرب الأوراق لا يريد سوى الفضيحة والتشهير ونشر الكراهية ضد من نسبت الوثائق لهم، ومن سرب الوثائق يدرك تماما أن ما جاء بالأوراق وإن كان صحيحا فمن رابع المستحيلات إثباته والوصول لنقطة بدايته ونهايته.
ويتبقى أن نتساءل هل أوراق بنما هى أحد أفلام المخابرات العالمية ضد أشخاص بعينهم مثل بوتين على سبيل المثال؟، لأن المفارقة صحيفة ألمانية هى التى سُربت إليها الأوراق ثم سربتها للاتحاد الدولى للصحفيين الاستقصائيين بواشنطن ومع ذلك لم نلحظ أى أسماء من ألمانيا ولا أمريكا فى التسريبات، مع أن كل بلاد الدنيا مليئة بالحرامية كما جاء بالأوراق..! فلماذا تم استثناء ألمانيا وأمريكا..؟!