جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

سلاما لبنان من طريق جهنم!!

جلال عارف

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020 - 06:04 م

لخص الرئيس اللبنانى ميشيل عون الموقف هناك بأن البلدة «رايحة الى جهنم» إذا استمر تعطيل تشكيل الحكومة بسبب الصراع الطائفى وتمسك بعض الطوائف بتولى وزارات معينة.
لبنان كدولة قام على أساس طائفى، لكنه كان لسنوات طويلة يمثل تجربة إيجابية فى التعايش بين هذه الطوائف.. لم يكن هناك حزب يدعى احتكار تمثيل هذه الطائفة أو تلك كان التنافس يجرى على أسس سياسية وانحيازات اجتماعية.. كانت هناك حكومة ومعارضة، وكان كل منهما يمثل الطيف الواسع الذى يضم ممثلين لكل الطوائف فى تيار عريض يلتف حول برنامج سياسى واحد. وكانت هناك الاحزاب الشابة القوية والتقدمية التى تجاوزت التقسيم الطائفى والتى كانت تمثل فى هذا الوقت وعدا بمستقبل لبنان.
مع اندلاع الحرب الأهلية بدأت المأساة التى وصلت بلبنان بعد نصف قرن الى أن يكون «فى الطريق الى جهنم» كما يقول رئيسه. لم يفلح انفجار ميناء بيروت ولا وصول الدولة لحافة الافلاس المالى، ولا انكشاف الحجم المربع للفساد.. لم يفلح كل ذلك فى جعل الطبقة السياسية الحاكمة تدرك خطورة الموقف وتفهم أنها أمام فرصة قد تكون الاخيرة لانقاذ الموقف.
رغم المأساة التى يواجهها لبنان، ورغم الانتفاضة الشعبية العابرة للطوائف والمطالبة بضرب الفساد مازالت الطبقة السياسية ترفض التسليم بالحاجة للتغيير والاصلاح سبيلا لانقاذ لبنان، وما زالت هذه الطبقة التى أوصلت لبنان الى ماهو فيه تعتمد الطائفية وسيلة فى صراعها السياسى.
يعرف الجميع أن الحكومة التى يجرى تشكيلها هى حكومة مؤقتة لمهام عاجلة لفتح طريق الاصلاح المطلوب. ومع هذا تناسى زعماء الطوائف وعدهم بتسهيل مهمتها، وبدأ استخدام السلاح الطائفى لتعطيل تشكيلها.. فى الظاهر تبدو القضية هى إصرار الثنائى الشيعى «حزب الله وحركة أمل» على أن تظل وزارة المالية فى قبضتهم. فى الحقيقة الصراع هو صراع ارادات محلية واقليمية وعالمية على مستقبل لبنان. ويبدو أن هناك من رأى تجميد الموقف لما بعد الانتخابات الأمريكية.. وربما لأبعد من ذلك!!
والسؤال : هل يتحمل لبنان فواتير الانتظار والصراع المرير بين طريقين طريق الاصلاح والتغيير لانقاذ لبنان، والطريق الذى يقول الرئيس اللبنانى إنه يقود البلاد الى جهنم؟!
حفظ الله لبنان وأعان شعبه العربى على تجاوز المحنة وبلوغ شاطئ الأمان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة