جلال عارف
جلال عارف


فى الصميم

الكمامة.. وليس «الشيح»!!

جلال عارف

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 - 06:27 م

 

هام جداً أن نلتفت إلى ما قاله عالمنا الكبير الدكتور عوض تاج الدين تعقيباً على سماح هيئة الصحة العالمية بإجراء التجارب السريرية حول علاجات أفريقية تستخدم الأعشاب فى التعامل مع «كورونا»، حتى لا ينقلب الأمر الى فوضى تضر بالجميع.
الدكتور تاج الدين أوضح أن السماح باجراء التجارب لا يعنى مطلقاً اعتماد هذه الأعشاب للعلاج من الفيروس الشرس. وأن التجارب سوف تحتاج لفترة طويلة للدراسة. والأهم أن ندرك أن الأعشاب - بصورة عامة- تعالج الأعراض لا الأمراض!
هناك أعشاب ونباتات كثيرة تدخل فى صناعة الأدوية، لكن بالعلم الذى يحدد المقادير ويضعها الى جانب مواد أخرى ليصل إلى التركيبة التى تعطى الأثر الإيجابي. وهذا أمر يختلف بالطبع عن تناول الأعشاب أو النباتات بدون ضابط وبلا دراسة وبعيداً عن رقابة العلم، فتكون النتائج وبيلة فى معظم الأحيان.
الظروف الاقتصادية فى أنحاء كثيرة من العالم تحرم الناس من العلاج السليم فلا يجدون إلا ما هو متاح. وغياب عقار  لعلاج وباء مثل «كورونا» يفتح الباب لتجارب عديدة بعضها يخضع للعلم وبعضها لا يلتزم بذلك.والخطر يزداد حين تلجأ قيادات - لأسباب سياسية أو اقتصادية - إلى تجاهل العلم والمساهمة فى نشر الخرافة!!
فى ظل «كورونا» رأينا رئيس إحدى الدول يروج للعلاج بنبات «الشيح»!! ورأينا من يروجون للعلاج بالقرنفل بدلا ًمن الشيح!! ومن يبيعون «خلطات» قد تصلح للتخفيف من «الكحة» لكن  «الفيروس» يفتك بصدور المرضى!!
ولا يختلف الأمر كثيرا فى الدول المتقدمة فى محاولة الهروب من العلم.  فقد رأينا الرئيس ترامب ينصح بأدوية ثبت أنها لا تفيد، ويشير إلى شرب المطهرات مثل الكولور كعلاج من «كورونا» قبل أن يصحح العلم الموقف ويبطل مفعول النصائح الترامبية!!
دعاؤنا أن يصل العلم الى اللقاح المطلوب والعلاج الناجع فى أسرع وقت، وأن يتم توفيره للبشر أجمعين على قدم المساواة. وإلى أن يتم ذلك فإجراءات الوقاية هى الأجدي، والكمامة والنظافة والتباعد قدر الإمكان هى السلاح الأقوى فى وجه «كورونا» حتى ينزاح خطرها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة