كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

السادة علماء الدين الأفاضل !

كرم جبر

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 - 06:47 م

 

اجعلوا خطبة الجمعة وكل جمعة وكل الأيام بعنوان «حب الأوطان من الإيمان».. وعلموا أولادنا فى البرامج والمدارس والأندية، أن حب الوطن فريضة وعبادة.
لا تظنوا أن النار انطفأت تحت الرماد، فأفكار التطرف لا تزال تسرى تحت جلد المجتمع، فى التصرفات والسلوكيات والأقوال والأفعال، ويتم تمريرها بشعارات دينية.
قولوا لهم إن حب الوطن درجة من درجات الإيمان، ومن يقتل دفاعاً عن أرضه وماله وعرضه فهو شهيد، أما القتلة المجرمون فهم فئة ضالة تعبث بحياة شعوبها.
علموهم ما ينفع البلاد والعباد، وأنقذوا فئة من الشباب من براثن الشيطان، ولا تتركوهم نهباً لأصحاب العقول المحشوة بالمتفجرات والألسنة التى تطلق فتاوى دموية.
قولوا لهم إن الاستيلاء على سيارة شرطة فى إحدى قرى البدرشين عمل همجى إجرامى ولا علاقة له بالدين، وامسحوا الأفكار الظلامية من عقولهم بالفكر الدينى الصحيح.
لعبت الجماعة الإرهابية وبطانتها على مقولة أن حب الأوطان يتعارض مع الأديان، فخلقت هواجس من الشك فى نفوس شباب صغار، تمهيداً لأن يؤمنوا بأن أرض مصر لدولة الخلاقة المزعومة وأن البلاد يمكن أن يحكمها من غير أبنائها مادام مسلماً، حتى لو جاء من الفلبين أو ماليزيا أو جزر القمر.
قولوا لهم إن الأديان لا تتعارض مع الأرض والعلم والنشيد، وأن الحدود خطوط تحمى الأوطان والاستقلال والهوية، وليست تستوجب قتل من يحميها.
قولوا من يقتل أخاه المسلم الذى يدافع عن وطنه، مجرم وإرهابى ولا علاقة للإسلام بجريمته النكراء، لأن الضحية مسلم أو مسيحى من أبناء وطنه، ويؤدى واجبه المقدس فى حماية بلاده.
لا نريدها صحوة ثم غفوة، نستيقظ حين تتعرض البلاد لحادث إرهابى، وندخل فى بلهنية بعده، فالأفكار المتطرفة تظل تعشعش فى العقول، حتى يجىء وقت انطلاقها.
اعرضوا على شبابنا حكايات أولاد وبنات وآباء وأمهات الشهداء، هم منا ونحن منهم، أمهات وزوجات محجبات يبكين بدل الدموع دماً على فقد أعز ما لديهم، يؤدون الصلاة والصوم ويحجون بيت الله الحرام، ويشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
الشهداء ليسوا كفاراً ولا رويبضة، وإنما شباب من خيرة أبناء الوطن، يضحون بأرواحهم ودمائهم، حتى تعيش بلادهم عزيزة بين الأمم، ويتمتع شعبهم بالأمن والسلام والطمأنينة.
الشياطين قالو لهم أن الأوطان بدعة وضلالة، وأن الجهاد لا يستقيم إلا إذا قتلوا أبناء وطنهم، وجاهدوا ضد دولتهم، وأن من يرفع علم بلاده ويهتف بنشيدها من الكفار؟!
قولوا لهم إن كراهية الأوطان ضد الأديان، وأن مصر لن يرتفع فوقها علم غير علمها، ولن يحكمها إلا مصرى من أبنائها.
السادة علماء الدين الأفاضل، العقول فى أمس الحاجة إلى التطهير، فلا تتكاسلوا أو تمسكوا العصا من الوسط، بلادكم تناديكم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة