عهدية السيد - رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية
عهدية السيد - رئيسة جمعية الصحفيين البحرينية


العلاقات البحرينية المصرية والتحديات الراهنة

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 23 سبتمبر 2020 - 07:00 م

اتسمت علاقات البلدين الشقيقين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية على الدوام بالتطور والرقى والتحضر فى جميع المجالات، مما جعلها أنموذجا للعلاقات الحميمة المثمرة بين الأشقاء، ولعل السبب فى ذلك هو التجذر الحضارى فى انسان البلدين الذى ينطلق من حضارات ضاربة فى عمق التاريخ لآلاف السنين، ووشائج من علاقات القربى والمحبة ترجع لحضارة دلمون فى البحرين، والعصر الفرعونى فى مصر القديمة.

على مدى التاريخ الإنسانى كانت هذه العلاقات حاضرة بكل ما فيها من عناصر التجديد والإبداع والتعاون والتكاتف والتواصل، كذلك فى العصر الحديث فقد توطدت علاقة البلدين كثيرا، فالدور الذى لعبته مصر فى استهلالية التعليم العام فى البحرين بارسال المعلمين أبرز قوة هذه العلاقات من خلال دبلوماسية رسمية وشعبية وثقافية تنتظم ساحات البلدين منذ بدايات العقدالثالث للقرن العشرين، ومن خلال انتداب الكفاءات المصرية فى عدد من المجالات ومن أهمها المجال القانونى والعدلى إلى البحرين، وتبادل زيارات قيادة الشعبين الشقيقين وما تم ترجمته إلى اتفاقيات تعاون فى شتى مناحى الحياة، ويمكننا القول بأن مصر أسهمت فى ما وصلت إليه البحرين من تطور.

عمق استراتيجي
إننّا فى مملكة البحرين ننظر إلى مصر على أنها عمق استراتيجى لبلادنا، لا بل عمق استراتيجى للأمة العربية والإسلامية، مصر مركز الأشعاع فى العمل العربى المشترك، بكل أنواعه السياسى والإعلامى والثقافى الإبداعي، حيث تحتضن مصر أهم مؤسسات الأمة، الدينية والسياسية والإعلامية، مصر الأزهر الشريف، مصر جامعة الدول العربية، مصر إدارة بث المنصات الفضائية، مصر الاتحادات العربية فى العديد من المجالات، مصر مدن الانتاح الإعلامي، مصر الأوبرا، مصر الأهرامات، مصر مراكز الدراسات الاستراتيجية المهمة فى عالمنا العربى التى تشكل الرأى العام الذى تستند إليه أمتنا العربية فى مواجهة تحدياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية..إلخ، مصر الموقع الاستراتيجى الرابط بين القارات، هكذا ننظر لأهمية مصر ودورها الكبير فى حفظ واستقرار المنطقة بكاملها، وما يشكله موقع مصر من أبعاد ذات صلة مباشرة بأمن الشرق الأوسط الاستراتيجي.

عندما نتابع تصريحات قادة مصر فى عهد المرحوم الرئيس محمد حسنى مبارك، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى حفظه الله ندرك الحرص الشديد والقوى لقادة مصر تجاه أشقائهم فى البحرين»أن أمن الخليج وخاصة البحرين جزءلايتجزأ من أمن مصرالقومي»، وفى أحد تصريحاته التاريخية التى نعتز بها جميعا فى البحرين وفى مصر تأكيد فخامة الرئيس السيسى بأنه»إذالزم الأمرفإن الجيش المصرى سيتحرك للدفاع عن أمن البحرين والخليج فى حال أى اعتداءعليها»، هذه جميعها انعكاسات لعلاقات المحبة والمودة بين الشعبين الشقيقين ليس ذلك فحسب بل علاقات المصير المشترك، والتى تعبر فى ذات الوقت عن مدى التلاحم بين الشعبين والتنسيق والتعاون بين القيادتين.

اختطاف الدولة
عندما ننظر للبلدين من زاوية قريبة نجد أن هناك تشابها كبيرا فى مواقف البلدين حتى فى التحديات الكبيرة التى واجهتهما فى الماضى القريب، وما تواجهانه فى الحاضر وما سيواجهانه مستقبلا، ففى العام 2011 واجهت مملكة البحرين تحديا تاريخيا كبيرا هو الأول من نوعه فى مسيرتها الطويلة، حينما حاول المتربصون بنا اختطاف البلاد وجرها إلى مستنقع الفتنة، وضياع مكتسباتها التى تحققت من خلال أول مشروع إصلاحى فى العصر الحديث قاده جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين المفدى وحقق به طفرة غير مسبوقة للبحرين فى المجالات كافة شهد عليها كل العالم، حيث تصدرت بلادنا العزيزة قائمة الدول المتقدمة فى العديد من التقارير الأممية، كانوا بمحاولتهم الفاشلة يريدون بنا المصير الذى حدث للأشقاء فى كل من العراق واليمن ولبنان، لكن بفضل الله تعالى ورحمته، وحكمة وحنكة الملك المفدى نجت بلادنا من هذا المصير.

وفى عام 2012م تعرضت الشقيقة مصر أيضا لمحاولة اختطاف الدولة بكل تاريخها وحضارتها ومكتسباتها ودورها العظيم والمحورى فى تقوية بنيان الأمة، لكن رحمة الله بشعب مصر وحكمة قيادتها أفشلت المخطط التآمرى التدميري، الذى كان يمثل حلما كبيرا طالما تمنته قوى الشر، لأن مصر ليس ككل الدول العربية والإسلامية من حيث تأثيرها فى المحيط العربى والاسلامي، فى الحقيقة هو ذات النهج الذى تم من خلاله محاولة اختطاف البحرين وفشل فشلا ذريعا.

التحديات الراهنة
إنّ مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية خرجتا من هذه المحاولات أكثر قوة واكثر منعة ولم يضرهما ما يحاك ضدهما حاليا من حروب إعلامية خارجية جندت فيها الذين باعوا اوطانهم لقوى الشر التى لا تريد ببلادنا خيرا ابدا، إن شعب البحرين وشعب مصر بعد فشل محاولات الاختطاف قد أدركوا بفطرتهم السليمة أن قوى الشر إذا نجحت فى تحقيق مآربها فى بعض الدول العربية فإن الآخرين قد وعوا الدرس واصبح من السهولة بمكان معرفة النتائج من واقع ما يحدث الآن فى هذه الدول من غياب للأمن والاستقرار والأوضاع المعيشية الخانقة والمتردية، والانتشار الكثيف للبطالة بين شرائح المجتمع المختلفة وليس الشباب فحسب، وأن البنوك خاوية على عروشها من العٌملات الحُرة، وأن إمكانيات البلاد الاقتصادية منهوبة من قبل من يتحكم فى القرار من الخارج وعملائه فى الداخل، وبطبيعة الحال إنّ القرار السيادى لهذه البلاد يصدر من الخارج.

كانوا يريدون للبحرين ومصر هذا الواقع المؤلم والمزري..

ان التحديات التى تواجه البحرين ومصر فى كل الأحوال هى تحديات مصيرية، ترتبط فى كل مراحلها وأدواتها واللاعبين فيها بالحرب الإعلامية والنفسية التى تقاد من الخارج ومن نفس الدول التى تمثل قوى الشر، بأساليب قذرة لا تعرف أخلاقا ولا دينا ولا مصلحة لوطن، الأمر الذى يحتم على البلدين العمل سويا لمجابهة هذا التحدى الكبير، بزيادة التعاون والتواصل والتنسيق بين إعلاميى البلدين، وفى ذات السياق لابد من وضع رؤية مشتركة فى العمل الصحفى لمجابهة التحديات المشتركة من زاويا إعلامية مختلفة، تسهم فى إفشال الحملات الموجهة ضد البلدين الشقيقين.

"حفظ الله بلدينا من كل شر ومن كل مكروه"..

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة