عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

فرحون إلى الأبد!

عمرو الديب

الخميس، 24 سبتمبر 2020 - 06:17 م

ما أحط الغادرين، وما أسفل طرقهم، وما أقبح أساليبهم، فهم يتسللون كالأفاعى، التى تزحف فى خسة كى تلدغ الفرسان النبلاء المرابطين على الثغور، والرابضين عند خطوط الأهوال، ويالنذالة هؤلاء الإرهابيين الجبناء الذين يقبعون فى الشقوق، ويسكنون الجحور كالثعابين الملتوية التى تنفث السموم، وتبث الأحقاد وتنثر الكراهية، وكأنها هواء ملوث يجب أن يتنفسه الجميع، وهم دائما ما يهربون من النزال وجها لوجه، كما تعود المقاتلون البواسل، الذين يخوضون المعارك دفاعا عن الحق، وانتصارا للقيم العليا والمثل الفضلى، وذودا عن الأوطان، وفداء للأرض، كانوا عددا من الشباب الغض، يؤدون واجبهم المقدس، على الخطوط المشتعلة، وفى صدر كل منهم أحلام عذبة تداعب كل من هم فى مثل أعمارهم الفتية، وربما اقتصر حلم بعضهم على أن ينال إجازة فى عيد الفطر يقضيها مع الأهل فى تلك البقعة الطيبة من صعيد مصر، أو فى هذه القرية الوادعة من دلتاها الخصبة، ولكن الأنذال السفلة استكثروا على أبطال جيشنا المظفر دائما بإذن الله هذا الحلم البسيط.. أن «يعيدوا»، وسط ناسهم وبين أهلهم، فغدروا بهم فى دناءة يستبشعها كل ذى شعور، ويستهجنها جميع من يملك إدراكا وضميرا أو حسا أخلاقيا، ولم يدرك هؤلاء القتلة الخونة أنهم من دون أن يقصدوا عجلوا بارتقاء الأبطال إلى أسمى معارج المجد، فها هم المحلقون فى سماء الشهادة، يلقون العيد فى الأعالى قبل أن يحل على الأرض، بل يستقبلون أعيادا لا تنقطع فرحتها أبدا، ولا تتوقف مسراتها لحظة، لقد ارتقوا إلى أفق الأعياد الدائمة الأبدية، والنعيم المذهل المقيم دوما، فرحين بما أتاهم رب الأكوان الذى يشهد ذلك الموقف العظيم، حين يجود الأبطال بمهجهم، ويهدون أرواحهم لأجل قيمهم النبيلة ومثلهم الجليلة، ليستمتع الشهداء بالمنن التى لا تعرفها دنيانا الفانية، ونحن نقدم إليهم التهنئة بالفرح الذى هم فيه، والذى يبقى إلى الأبد.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة