يعتمد تقدم الدول وعبورها لأي أزمة علي تفاعل شعبها وحبه وانتمائه لوطنه ولقد سجل التاريخ للمصريين الكثير من المواقف التي تؤيد هذا القول وكان آخرها وقفته التي أبهرت العالم عندما خرج بالملايين معبرا عن ارادته حتي استطاع النجاح في ازاحة حكما سلطويا دينيا كان هدفه البقاء في السلطة مئات السنين.
رأيت تفاعل المصريين البسطاء واضحا مع مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية «صبح علي مصر بجنيه» وهو موقف يقدر ويحترم ولكني أتساءل أين دور رجال الاعمال وكبار ممولي الضرائب في مصر من المهن الحرة من مهندسين واطباء وتجار ومقاولين والذي يتفنن البعض منهم في التحايل لعدم دفع الضريبة المستحقة عليهم او تخفيضها لأقل قيمة ممكنة في الوقت الصعب الذي تمر به البلاد حاليا وتحتاج إلي مشاركة كل مواطن.. هل يعقل ان تصل المتأخرات الضريبية التي لم يتم تحصيلها إلي ١٠٠ مليار جنيه؟!!
في الوقت الذي تعاني منه الدولة من عجز في موازنتها العامة يحد من قدرتها علي تمويل مشروعات الصحة والتعليم والاسكان للمواطنين.
في نفس الوقت الذي يتقدم فيه ٤٠ مليونيرا من أثرياء امريكا إلي عمدة نيويورك يطالبون بزيادة نسبة الضرائب عليهم حتي تتمكن الولاية من توفير حياة كريمة للفقراء.. والآن أين أنتم يا مليونيرات وأثرياء مصر والذي أعلم أن عددكم كبير جدا.. ماذا لو قمتم بسداد مستحقات الدولة من الضرائب كاملة او اتخذتم قرارا بسداد ضرائب عام مقبل مقدما.. أؤكد انه ستتغير الاحوال تماما ولكن الفرق بين اثريائنا واثرياء امريكا هو أنهم يقدرون المسئولية تجاه أوطانهم وشعوبهم والفقراء في بلادهم.. والي مليونيرات مصر أقول تنبهوا وأعيدوا حساباتكم قبل فوات الأوان فأول من ينعم بالاستقرار والامان هو أنتم