ظاهرة الكلاب الضالة 
ظاهرة الكلاب الضالة 


«البيطريين» تكشف طرق انتقال «السعار» وكيفية مواجهة ظاهرة الكلاب الضالة 

حاتم حسني

الجمعة، 25 سبتمبر 2020 - 01:34 م

يحتفل العالم يوم 28 سبتمبر من كل عام بيوم «السُعار العالمي» أو "داء الكلب" وهو فيروس يهاجم الجهاز العصبي المركزي للحيوانات، ويتنقل من الكلب إلى البشر أو الحيوانات الحقلية عن طريق عقر الكلب المصاب للحالة.

ويعرف عن «السعار» أنه مرض خطير يؤدي إلى الوفاة إذا كانت الإصابة قريبة من الجهاز العصبي للبشر، كما أن له تأثير كبير على الاقتصاد القومي والثروة الحيوانية، لذا يحتفل العالم بهذا اليوم للقضاء على هذا المرض اللعين، وتقوم نقابة الأطباء  البيطريين المصرية بدور وطني لنشر الوعي والتحذير ووضع الحلول لهذا المرض.

صرح عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، ومقرر لجنة حماية الحيوان والحياة البرية د.الحسيني محمد عوض، أنه حرصا من النقابة العامة للأطباء البيطريين برئاسة د.خالد سليم وأعضاء مجلس النقابة العامة للحد من انتشار الأمراض الوبائية والمشتركة بين الحيوانات، والتي تؤثر على صحة المواطنين، وحرصًا منها على الاستثمار الوطني والثروة الحيوانية، تتبنى لجنة حماية الحيوان والحياة البرية بالنقابة العامة للأطباء البيطريين حل ظاهرة انتشار الكلاب الضالة والعواقب شديدة الخطورة التي تترتب عليها.
وأوضح أن ظاهرة الكلاب الضالة ظاهرة تؤرق المجتمع والمواطنين نظرا للدور الذي تلعبه الكلاب الضالة في انتشار  العديد من الأمراض الخطيرة مثل البروسيلا "الإجهاض المعدي" ومرض السل والعديد من الطفيلات مثل طفيل الحويصلات الهوائية والمائية، وأخطر الأمراض التي تنقلها الكلاب الضالة هو مرض السُعار، حيث أن الكلاب الضالة في الشوارع هي ركيزة وأساس انتقال مرض السعار، كما أنها تروع المواطنين وتصيب المارة بالذعر، وتعرض الأطفال للخطر أثناء انتقالهم لمدارسهم، وكافة المواطنين أثناء تنقلهم في حياتهم اليومية.

ونوه د.الحسيني محمد عوض، إلى أنه طبقا لإحصائية وزارة الصحة لعام 2019 بأن عدد المعقورين من الكلاب الضالة وصل إلى أكثر من 400 ألف شخصا في عام واحد فقط، مضيفا أن ذلك بخلاف الخسائر في الثروة الحيوانية والتي تموت أو تنتقل إليها الأمراض بواسطة الكلاب الضالة فتقوم بدور العائل الوسيط الذي ينقل المرض لحيوانات الحقل من حيوان لأخر ومن الحيوانات للإنسان، مما كلف الدولة طبقا لإحصائية وزارة الصحة 130 مليونا للأمصال واللقاحات لمقاومة حالات العقر، وهو ما يعد استنزاف للاقتصاد المصري.

وأشار «الحسيني» إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية متمثلة في ديوان عام الهيئة للخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطري على مستوى الجمهورية تستقبل آلاف الشكاوى من المواطنين، وتستخدم الخرطوش في الحالات الخطيرة، ومادة سلفات الاستركنين لمقاومة ومكافحة الكلاب الضالة إلى ما يقرب من نصف مليون كلب ضال سنويا، وهذا الرقم لا يعني انتهاء أو نقص ظاهرة وخطر الكلاب الضالة في الشوارع نهائيا، فالمشكلة ليست مشكلة الطب البيطري وحده ولكنها مشكلة مجتمعية.

وقال إن الدراسات واللجان العلمية التي تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة أثبتت من خلال لجان علمية وتنسيقية مع الجهات المعنية وأساتذة الجامعات والمعاهد البحثية في هذا المجال عدم وجود مادة أخرى بخلاف مادة سلفات الاستركنين تستخدمها الدولة حاليًا لمكافحة ظاهرة العقر والسعار، وتقوم هيئة الخدمات البيطرية بهذا طبقا للقرارات الوزارية وقانون الزراعة رقم 53 سنة 1966 والقرار الوزاري رقم 35 لسنة 1967 ويحمل الأطباء البيطريين المعينين في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، ومديريات الطب البيطري على عاتقهم تفعيل تلك القوانين والقرارات الوزارية.

وأفاد «الحسيني» أنه في حالة عدم إعطاء الشخص المعقور والذي أصيب بالسعار المصل يموت فورا وليس له علاج، وإذا كانت الإصابة وحالة العقر قريبة من الرأس والجهاز العصبي تحدث حالة الوفاة فورا وليس لها علاج، وإذا كان العقر في أنحاء بعيدة عن الجهاز العصبي وتم التوجه بالحالة للمستشفى فورا وأخذت المصل فورا واللقاح لخمس جرعات متتالية تشفى الحالة، موضحا أن المصل مكلف جدا للدولة بخلاف الحيوانات الحقلية التي تموت بحالات العقر، وأيضا الكلاب التي تأكل المشيمة المريضة، وتنتقل من مكان لمكان وتؤدى لخسائر اقتصادية وانتشار الأمراض.

لفت إلى أن الهيئة العامة للخدمات البيطرية تنفق مبالغ كبيرة لحل هذه المشكلة بحسب الإمكانيات المالية المتاحة لها، فتقوم بتحصين الكلاب المملوكة للأشخاص ضد مرض السعار بلقاح الكلب النسيجي المثبط لأعداد لا تتجاوز 50 ألف جرعة سنويا للكلاب المملوكة والحيوانات المعقورة والمخالطة.

ولفت إلى أن النقابة العامة للأطباء البيطريين، قامت بتوحيد الجهود بين الجهات المعنية مثل وزارة الصحة والبيئة والحكم المحلي والتربية والتعليم ووزارة الداخلية وجمعيات الرفق بالحيوان والمجتمع المدني، كل فيما يخصه، للجلوس معا وتوحيد الجهود للوصول لحلول مجدية، حيث لا يتحمل الطب البيطري وحده حل هذه المشكلة الخطيرة التي تواجه المجتمع، حيث تم الخروج بالعديد من التوصيات والتي نتج عنها إعداد استيراتيجية قومية لمكافحة مرض السعار بتطبيق المنهج العلمي السليم في المكافحة، كما هو متبع دوليا والمعد من المنظمات الدولية المعنية OIE,WHO,FAO معربا عن أمله في استكمال ذلك للنهوض بدور الطب البيطري في خدمة المجتمع والوصول بمصر للمكانة التي تستحقها في المجتمع الدولي .

وأكد «الحسيني» أنه حرصا من النقابة العامة للأطباء البيطريين ولجنة حماية الحيوان بالنقابة في تنفيد السياسة العامة للدولة، ناشدت لجنة حماية الحيوان بتضافر أجهزة الدولة لحل هذه المشكلة، حيث يوجد لقاح فموي مستخدم دوليا للحد من هذه الظاهرة ويحتاج توفير سيولة مالية كافية وإنتاج هذا اللقاح محليا من خلال معهد المصل واللقاح بالعباسية، ويتم اعطائه للحيوانات الضالة والحيوانات البرية لقطع دورة حياة المرض، واستكمالا لهذا تنظم النقابة العامة بالتعاون مع جمعية حماية الحيوان والبيئة وجميع الجهات المعنية أحتفالية هذا العام غداً السبت  26 سبتمبر، بدار الحكمة في شارع قصر العيني تحت شعار "معا ضد السعار".
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة