كانت زيارتي الاولي للمملكة منذ ما يزيد علي ٢٠ عاما.. وبالتحديد في يوليو ١٩٩٥.. كنت وقتها بمهمة عمل لتغطية أول تدريب بحري مشترك «مرجان- ١».. وقد أزال الاشقاء السعوديون بالترحيب البالغ والاستقبال الحافل من قائد الاسطول الغربي للصحفيين المصريين كل مشاق الرحلة.
لم تكن هذه هي المرة الأولي التي التقي بها بالسعوديين.. فعندما كنت محررا في قسم «لست وحدك» مع أستاذ الأساتذة مصطفي بك أمين.. كلفت مرة بأصطحاب احد الأمراء لمساعدة الاسر الفقيرة في مصر.. وأتذكر انه كان شابا ذا خلق وأدب جم.. متعلم في انجلترا.. ركبنا معا سيارة صديق له «فولكس بيتلز» رغم أنه يقيم في الشيراتون.. ويركب أحدث الماركات من السيارات وتجولنا في أزقة «القلعة».. وقدم المساعدة للاسر التي اخترناها بكل حب وتواضع رافضا ان ننشر أي شيء عن هذا.
في رحلتي الاولي للمملكة.. أديت «العمرة» ولا أنسي احساسي بالضآلة بمجرد دخولي الحرم المكي ومشاهدتي «الكعبة».. لقد قضيت ثلاث ساعات ونصف داخل الحرم ما بين طواف وصلاة وسعي بين الصفا والمروة.. ولمست أستار الكعبة وقبلت «الحجر الاسود» أكثر من مرة.. وارتويت كثيرا من ماء زمزم.. وفي العام التالي كانت «مرجان ـ ٢» في سفاجا للتدريب علي عمليات مشتركة لتأمين البحر الاحمر والبحث والانقاذ.. وأتذكر أن ترحيب وحفاوة قائد الاسطول الغربي لم تقل في مصر عن المملكة فقد دعانا الي حفل التوديع علي إحدي القطع السعودية.. وكانت المفاجأة قيامه بتكريم الصحفيين المصريين تعبيرا عن حبه وحب المملكة لنا.
تكررت زيارتي للسعودية منذ ثلاث سنوات ونصف لتغطية التدريبات المشتركة «مرجان».. ووجدت أن حب السعوديين لنا وعشقهم لكل شيء مصري كما هو بل يزداد.. كان الترحيب الشديد.. وتوفير كل متطلباتنا قبل أن نطلبها حتي أن أحد الضباط اصطحبني بسيارته داخل ميناء جدة لاستخراج تصريح «حج وعمرة» لأتمكن من دخول المملكة.. وخصصوا لكل واحد منا جناحا في المدينة العسكرية بالاسطول الغربي.. سيارة نتحرك بها في أي وقت الي أي مكان نريده.. حتي انني قمت بثلاث «عمرات» خلال تواجدي لتغطية التدريبات المشتركة التي أظهرت مدي الانسجام والتعاون والكفاءة العالية للقوات البحرية والخاصة المصرية والسعودية.
بصراحة لم أشعر للحظة في المملكة اني خارج مصر.. فكل من قابلتهم من الضباط السعوديين يتحدث عن مصر بشغف.. وبعظمة أن عائلته ترتبط بمصري أو مصرية او تواجدهم لفترة في مصر.
زيارة الملك سلمان أخرست الألسنة.. وقالت للقاصي والداني أن المصريين والسعوديين شعب وكيان واحد.. وأن كل ما تتناوله القنوات التليفزيونية ووكالات الانباء الموجهة عن العلاقات «كذب في كذب».