محمد سعد
محمد سعد


أمنية

محمد سعد يكتب: فجر جديد

محمد سعد

السبت، 26 سبتمبر 2020 - 07:48 م

قال تعالى "قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَآءُ وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَآءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَآءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَآءُ ۖ بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ ﴿سورة آل عمران آية ٢٦﴾".


تغيير طال انتظاره، ربما لعامين أو اقل بقليل ، ولكن على أى حال اتى في النهاية، اتحدث هنا عن التغيرات الصحفية التى صدرت مساء امس وانتظرتها الجماعة الصحفية باسرها والعاملين فى المؤسسات القومية الذى تجاوز عددهم 20 الف شخص، وبالمناسبة هذا الرقم ربما كان النصف فقط منذ سنوات قليلة تستطيع عدها على أصابع اليد الواحدة!.


وقبل الشروع فى الحديث عن التغيير وفلسفته، أريد فقط ان اسرد بعض الحقائق عن المؤسسات القومية الثمانية، والملفات التى وضعتها الهيئة الوطنية للصحافة نصب اعينها وهى تجرى التغيير المنشود، وهى ايضا الملفات التى ستبدا العمل بها فورا، فديون المؤسسات الصحفية قاربت من الـ 14 مليار جنيه وهو رقم مرعب للغاية، وسط تراجع سوق الاعلانات التحريرية التى تعد المصدر الرئيسي للدخل فى اى مؤسسة صحفية، وكذلك تراجع توزيع الصحف وانحصار الموارد.

كلى أمل مثل باقى اقرانى فى المؤسسات القومية ان تكون الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى لديها خطة سريعة للنهوض بهذة الثروة الهائلة رغم تعثر بعضها الا ان الامل لايزال موجود، وربما قد تاخرت الحلول واصبح الوقت ضيق لكن لا سبيل الا الاصلاح.

وكانت نواة التغيير ما جاء فى اعلان اسماء رؤساء مجالس الادارات ورؤساء التحرير والذي يعكس رؤية الهيئة للنهوض بالمؤسسات الصحفية لتواجه التحديات الكبيرة التي تشهدها الصحافة القومية لان التغير استهدف الدفع بعدد من الوجوه الشابة لتولي المواقع القيادية وإعطاء الفرصة للقيادات التي اثبتت كفاءة خلال الفترة الماضية، فتجد تواجدا قويا للشباب على مقاعد رؤساء تحرير الإصدارات الصحفية وكذلك رئيس مجلس الادارة ، فمن ضمن الحركة أكثر من 20 قيادة لم تتجاوز أعمارهم ال35 عامًا، كما أن معظم القيادات لم تتخط الـ50 من عمرها.

امر اخر وهو الجمع بين رئاسة تحرير الصحف المسائية والبوابات الالكترونية والذى يهدف فى الاساس الى ترشيد النفقات ومواجهة التغييرات الكبيرة والمتلاحقة التي تقتضي التواجد الالكتروني القوي للمؤسسات الصحفية وتحقيق روابط فعالة ومؤثرة بين الصحافة المطبوعة والإلكترونية لمواجهة المنافسة القوية مع تطوير المحتوي بما يحقق سرعة التفاعل مع الاحداث المتلاحقة على الساحتين الداخلية والخارجية، كما أن معظم رؤساء تحرير الإصدارات الإلكترونية السابقة عاشوا خلال السنوات الثلاث السابقة في جزر منعزلة وكأنهم استقلوا بالبوابات الإلكترونية بعيدا عن مؤسساتهم، فكانت النتيجة أنهم جنحوا عن آمال وتطلعات الصحافة القومية وقارئها.

التغيير سنة الحياة كما هو معلوم للجميع، وما من منصب يدوم لصاحبة دهرا ولم يخلد احدا على كرسيه، وقد هبت رياح التغيير بفجر جديد على المؤسسات الصحفية، واتمنى على الله ان يكون فجرا نديا تخرج فية الصحافة من عنق الزجاجة وتعود الى سابق عهدها تجذب القارئ وتكون احدى القوى الناعمة التى تعتمد عليها الدولة ، والاهم من ذلك ان تعود الثقة بينها وبين القارئ العزيز وان تكسب ثقة الجميع وتستحوذ على رضائهم، ونحن قادرون باذن الله على ان نعود الى سابق عهدنا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة