جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

لبنان.. إلى المجهول!

جلال عارف

السبت، 26 سبتمبر 2020 - 08:06 م

 

تحذير الرئيس اللبنانى «عون» من خطر أخذ لبنان إلى «الجحيم»، كما قال، لم يلق آذانا صاغية. فشلت محاولة تشكيل حكومة جديدة، واعتذر المكلف بتشكيلها «مصطفى أديب»، وأصبح على لبنان أن يواجه كل المخاطر مع نخبة سياسية أوصلت البلاد إلى حافة الكارثة وترفض - حتى الآن - أى فرصة للإنقاذ!!
هذه النخبة السياسية هى التى وافقت الرئيس الفرنسى ماكرون على مقترحاته لإنقاذ الوضع بعد كارثة ميناء بيروت، وهى التى تعهدت بتسهيل تشكيل حكومة مستقلة تتولى مهمة عبور هذه الأوقات الصعبة بعيدا عن المشاكسات السياسية، حتى يمكن الحصول على المساعدات الدولية التى تمنع إفلاس لبنان، وحتى يتم التمهيد لانتخابات برلمانية مبكرة بعد تعديلات دستورية تفتح الطريق أمام التغيير والإصلاح.
لكن ذلك كله ذهب هباء بفعل تمترس النخب السياسية المهيمنة فى الدفاع عن مصالحها حتى وهى ترى النتائج الكارثية لذلك على وجود لبنان، وبفعل حروب القوى الخارجية على أرض لبنان وعلى مكانه فى الصراع على مستقبل المنطقة.
فالظاهر كان الخلاف حول تمسك الثنائى الشيعى «حزب الله وحركة أمل» بأن تكون وزارة المالية من نصيب وزير شيعى يقوم «الثنائى»، باختياره مع كل الوزراء الشيعة.. وهو ما يعنى تغيير الدستور ونظام الحكم ليصبح اختيار الوزراء حقا لكل طائفة، وليتحول رئيس الحكومة إلى «شاهد ما شافش حاجة»، ولتتحول الحكومة إلى عنوان لنهاية «لبنان الموحد»!!
هذا هو الوجه الظاهر للمعركة التى أجهضت فرصة تشكيل حكومة عبور هذه الفترة الاستثنائية، أما الواقع فأعقد بكثير فالنخبة السياسية بمجملها فقدت صلاحيتها. والقرار حول لبنان فى يد عواصم أخرى لم ينجح تفجير بيروت ولا شبح الافلاس ولا معاناة شعب لبنان فى تغيير مواقفها. كان واضحا أن هناك قرارا بانتظار نتائج انتخابات أمريكا!
القوى المتصارعة تستطيع الانتظار، والنخب الفاسدة قد تراه فى صالحها.. بينما يبقى السؤال الحقيقى هو: إلى متى يستطيع لبنان الصمود وهو يعيش على حافة الهاوية؟!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة