نشأت الديهي
نشأت الديهي


يوميات الأخبار

النحاس لعبدالوهاب.. أنا لا أسلم على مائعين يا أفندم

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 - 05:29 م

 

بقلم/ نشأت الديهي

أدعو إلى فتح حوار وطنى مجرد حول استحداث «وزارة للوعى القومى»، على غرار ما قام به جيل عبد الناصر من استحداث وزارة للثقافة والإعلام والإرشاد القومى.

كان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، صديقًا حميمًا لدولة رئيس الوزراء الوفدى مصطفى النحاس باشا، وكان عبد الوهاب هو الصوت المحبب إلى قلب وعقل النحاس باشا، حيث اختاره للغناء بمناسبة زفافه على زينب هانم الوكيل عام ١٩٤٣، واختاره للغناء بمناسبة توقيع معاهدة ١٩٣٦، لكن فى عام ١٩٤٢، وفى إحدى المناسبات العامة التى كان يحضرها النحاس باشا توجه عبد الوهاب لتحيته أمام الحضور، ومد يده، إلا أن النحاس باشا وضع يديه وراء ظهره رافضًا مصافحته، وقال له «أنا لا أسلم على مائعين يا أفندم»، كانت صدمة موسيقار الأجيال قاسية فرد بسرعة: «ليه يا باشا؟»، فرد الباشا بصوت مرتفع: «ما هذه الميوعة يا أفندى؟ يعنى إيه (مسكين وحالى عدم من كثر هجرانك يا اللى تركت الوطن والأهل علشانك) وطن إيه يا أفندى اللى تتركه وتهجره عشان امرأة؟ الموال ده ممنوع من الإذاعة بقرار منى شخصيًا»، يقول عبد الوهاب: «لقد حزنت حزنًا شديدًا من جراء هذا الموقف العنيف، وكدت أبكى من الكسوف والخجل أمام الناس، وبالفعل تم منع الموال من الإذاعة، ولم يذع إلا بعد خروج النحاس من الوزارة، ولم تكن هذه المرة الوحيدة التى يعترض النحاس على أغنيات لعبد الوهاب، حيث اعترض بشدة على أغنية «مقدرش أنساك مقدرشى» عام ١٩٥١، وقال إنها أغنية خليعة، ولا تليق، وأرجع البعض تصرفات الباشا مع الموسيقار لاحتفاظ الأخير بصداقته مع مكرم عبيد باشا حتى بعد انفصاله عن النحاس وخروجه من الوفد.
«الوعى النازف» والوزارة المقترحة
الوعى..
هى أكثر مفردة حرص على ترديدها الرئيس السيسى على مسامع المصريين فى كل المناسبات الوطنية، بيد أن قضية الوعى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالثقافة، والأخيرة تعتمد على التاريخ، وتاريخنا يحتاج إلى إعادة كتابة قبل احتياجه إلى إعادة قراءة، وفى عصر الحروب الرقمية تحول الإعلام إلى سلاح حقيقى تخوض به الدول معاركها عبر الشاشات والألواح الذكية، فالعالم يحافظ على مصالحه عبر منصات الحروب الافتراضية المتشعبة، ومصر الآن تخوض حروبًا على كافة الجبهات، وبشكل غير مسبوق، على مر التاريخ، من هنا حذر الرئيس السيسى المصريين جميعًا من اهتزاز وعيهم الوطنى، أو غيابه، أو فقدانه، عندما استشعر الخطر الجسيم على بقاء الدولة واتزانها من جراء حروب الجيلين الرابع والخامس، التى تعتمد فى أساسها على ضرب قواعد الوعى لدى المصريين، وتشكيكهم فى ثوابتهم وقيمهم الأصيلة، ومن هنا أدعو إلى فتح حوار وطنى مجرد حول استحداث «وزارة للوعى القومى»، على غرار ما قام به جيل عبد الناصر من استحداث وزارة للثقافة والإعلام والإرشاد القومى، أما اختصاصاتها وفلسفة عملها فمسألة تحتاج إلى يوميات جديدة.
لن أصلى الجمعة!!
لم «يتشيع» المصريون ولم «يتأخونوا»، رغم كل محاولات الفاطميين فيما مضى، ومحاولات «الإخوان» الشياطين حتى هذه اللحظة، فـ«الإخوان» جاءوا بدين جديد، لا يمت لديننا الحنيف بصلة، يكفى أن نعرف أن سيد قطب مفتى «الإخوان» لم يكن يصلى الجمعة، وكان يدعو إخوانه إلى عدم الصلاة!! هذا ليس من عندى، وإنما كشف عنه أحد أهم القادة التاريخيين لـ«الإخوان»، وهو على عشماوى، الذى كان يقود الجناح السرى لـ«الإخوان»، حيث اعترف فى كتابه «التاريخ السرى للإخوان»، قائلًا: «حين ذهبت إلى الأستاذ سيد قطب فى منزله بحلوان دون موعد، دارت بيننا مناقشة ومشادة حامية حول بعض قضايا التنظيم، وأردت أن أهدئ الموقف، وقلت له هيا إلى صلاة الجمعة، لكننى تلقيت صدمة قاسية مزلزلة، حين قال لى إنه يرى فقهيًا أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة، وأنه لا جمعة إلا بخلافة، وكان هذا الرأى غريباً عليّ، ولكنى قبلت على اعتبار أنه أعلم منى».
انتهت شهادة على عشماوى، وبقيت فتاوى «الإخوان» الشيطانية.
برناردشو وتشرشل «ناقر ونقير»
كان الأديب العالمى الساخر برناردشو، صديقًا لرئيس الوزراء البريطانى ونستون تشرشل، وكانت بينهما الكثير من المواقف الطريفة، وكان تشرشل يتعمد الاحتكاك بصديقه شو حتى يستمتع بردوده المباغتة والمضحكة، فبعد أن أنجز شو مسرحية «عربة التفاح»، أرسل إلى تشرشل دعوتين لحضور العرض الأول لمسرحيته، وكتب: «أبعث إليك بطاقتين؛ واحدة لك والأخرى لصديق إذا كان لك أى صديق».
كان رد تشرشل: «آسف لن أستطيع حضور العرض الأول لانشغالى، ولكننى سأحضر الليلة الثانية إذا استمرت مسرحيتك ليوم ثانٍ»، وكانت السجالات الساخرة تفرض نفسها فى كل لقاء يجمع الصديقين.
ذات مرة، قال تشرشل وكان رجلًا سمينًا لبرنارد شو، وكان نحيلًا نحيفًا، إن من يراك يا شو يظن أننا نعيش مجاعة فى بريطانيا، فرد شو سريعًا ومن يراك سيعرف سبب هذه المجاعة فورًا، عندما فاز شو بجائزة «نوبل» عام ١٩٢٥، قال مقولته الشهيرة «إننى أغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت، لكننى لا أغفر له اختراع جائزة نوبل»، وكان يرى أن تلك الجائزة طوق نجاة يلقى به إلى رجل وصل فعلًا إلى بر الأمان، ولم يعد فى حاجة إلى هذا الطوق، لذلك رفض استلام الجائزة، وقال «أقبل التكريم ولن أتسلم الجائزة»، ومن أقواله الشهيرة «المتفائل والمتشائم كلاهما ضرورى فى الحياة، الأول اخترع الطائرة والثانى مظلة الإنقاذ».
سر الفتاة السمراء بين العقاد وكامل الشناوى!!
كان كامل الشناوى صاحب مدرسة متفردة فى الفكاهة والسخرية، وكان أحد أهم مرتادى صالون العقاد، فى أحد الأيام جمع الصالون كلًا من أنيس منصور وصلاح طاهر وعلى أدهم وكامل الشناوى وروحية القلينى وآخرين، وكانت تجلس بجوار العقاد فتاة غاية فى الجمال وصفها أنيس منصور قائلًا: «سمراء ممشوقة شابة حلوة كل شيء فيها مغسول بالنور»، كانت هذه الفتاة إحدى قصص حب الأستاذ العقاد التى أعرض عنها وكتب فيها شعرًا مُنَفِّرًا، ثم عاد ومال إليها من جديد، وها هى تجلس متأنقة بجواره متصدرة الصالون، وبدا للجميع أن تلك الفتاة غير مستريحة لوجود كامل الشناوى، لسبب لا يعرفه إلا هو تقريبًا، كانت هناك مبارزة بالنظرات الحادة وغير المريحة بين الشناوى وتلك الفتاة؛ كانت تلك النظرات تنبئ بحدوث ما لا يحمد عقباه فى هذا اليوم!! يقول أنيس منصور إن كامل الشناوى استدعى كل ذكائه الاحتياطى، وأسلحته السامة، وقال للعقاد: ما هى الأبيات التى تجمع كل فلسفتك فى الحياة يا أستاذنا.. الحب واليأس والتشاؤم والعظمة والكبرياء، واحتقار أجمل ما فى الحياة: المرأة والحب. ويضيف الشناوى: إن أروع وأعظم ما وجدت فى شعرك يا أستاذ تلك الأبيات التى تحكى عن تعبدك لامرأة، ثم ترفعك عنها بعد ذلك، كنت تراها مسجدًا فأصبحت كباريه، ولما عرضت عليك نفسها رفضت أن تعربد فى المكان الذى كنت تعبده..
تقول يا أستاذ وما أروع ما قلت:
تريدين أن أرضى بك اليوم للهوى
وأرتاد فيك اللهو بعد التعبد
وألقاك جسمًا مستباحًا وطالما
لقيتك جم الخوف جم التردد
رويدك إنى لا أراك مليئة
بلذة جسمان ولا طيب مشهد
جمالك سم فى الضلوع وعثرة
ترد مهاد الصفو غير ممهد
إذا لم يكن بد من الحان والطلا
ففى غير بيت كان بالأمس مسجدى.
لم يكد يفرغ كامل الشناوى من هذه الأبيات، حتى وقفت الفتاة السمراء متجهة للخروج من البيت، وخرج وراءها الأستاذ العقاد وصلاح طاهر!! فزعت الشاعرة روحية القلينى، وقالت لكامل الشناوى، ماذا جرى لك يا كامل بك؟ ماذا أصابك؟ ألا تعرف من هذه؟ إنها موضوع هذه الأبيات.. مصيبة سودا.
يقول أنيس منصور، «ولكن كامل الشناوى قد طعنها بسكين ساخنة بأعصاب باردة.. وجعل موتها فخمًا أنيقًا.. كأنما قتلها ثم شيعها بأداء جميل، وعلى مسمع من القاتل والقتيل والشهود.. لم أر فى حياتى انتقامًا أجمل وأعنف وأسرع من ذلك، وإن كنت لم أفهم ما الذى بينهما، ولماذا بهذا العنف».

كلمة من القلب:
- إلى الأزهر الشريف وإمامه الطيب وجامعته العريقة:
أين ردكم على أكاذيب خوارج هذا الزمان وهم يتهمون الدولة المصرية بهدم المساجد، ويدعون الناس للخروج على الحاكم بإشاعة الفوضى والاستقواء بأعداء الأمة؟؟
- إلى منظمات حقوق الإنسان المصرية المحترمة:
كنت أنتظر منكم ومازلت ردودًا فورية وقوية وبيانات ومواجهات جماعية وحقيقية على حملات المنظمات المشبوهة التى تهاجم مصر بشكل ممنهج.
- الكاتب والأديب الكبير يوسف القعيد والكاتب الكبير عبد القادر شهيب:
ألف سلامة ودمتم بخير دائمًا.
- الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب المحترم:
نجحت فى قيادة وإدارة المجلس فى أصعب فترة فى تاريخ مصر، وتحملت الكثير، وأنجزت الكثير، فشكرًا من القلب على ما فات، وبالنجاح فيما هو آت.
- النائب العام المحترم حمادة الصاوى:
يقود مشروعًا عظيمًا عنوانه «الأمن الأسرى»، يظهر ذلك جليًّا من تحليل مفردات وعبارات وأفكار بيانات النيابة العامة فى القضايا المجتمعية ذات الصلة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة