علاء عبد الوهاب
علاء عبد الوهاب


انتباه

تهافت الـ «عن بعد» !

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 - 05:56 م

 

كل شئ يمكن أن يتم عن بْعد!
لم يعد البشر بحاجة للقاء المباشر فى أى مجال أو نشاط، هكذا بشروا وروجوا.
العمل، التعليم، التسوق، التواصل،العلاقات الانسانية، لا أفهم كيف يكون التواصل فعالاً، أو تكون العلاقات الإنسانية صحية عبر تقنيات تكرس التباعد!
لكن مادام الخواجة قال، فقوله لايحتمل التشكيك، إلا أن الخواجة ذات نفسه تراجع، فما رأيكم دام فضلكم؟!
تقرير منسوب لأحد اكبر المصارف الامريكية اكد العكس تماماً، فيما يتعلق بأسطورة الـ «عن بعد»، ومن ثم تهافتها، ووجوب اعادة النظر فى كل ما صاحبها من حماس بلاحدود.
التقرير يؤكد- باختصار- ان الإنتاج والإبداع ضحيتان للعمل عن بعد، ويضيف بسخرية ان كفاءة العامل وهو يتخذ من المطبخ مقراً لعمله تتضاءل إذاما قورنت بإنجازه فى مقر عمله الأصلي!
فارق شاسع بين حالة الاضطرار الذى يفرض اجراءات تسعى سريعاً الى «التكيف» مع وضع طارئ، وإعادة صياغة الحياة، وشكل العالم ليصبح الطارئ هو الأصل الذى يدوم ويستمر.
ماذا يعنى ألا تجتمع مع زملائك رؤساء ومرءوسين إلا غياب الحوار الحيوى، وتعزيز طغيان الرأى الواحد، كما حذر جوتيربش امين عام الأمم المتحدة، لم يسعده أن تتم انشطة المنظمة الأممية عن بعد، فدق الناقوس محذراً.
متى يكف المبهورون بأسطورة انجاز كل شئ عن بعد عن انبهارهم الذى يقودهم -قبل غيرهم- إلى العزلة، بل ربما يكون سبباً فى إصابتهم بمرض التوحد «على كبر»؟!
لا أظن الشاشات تغنى عن لقاء الوجوه، سواء فى العمل أو أى علاقة انسانية من المفترض أن تغلفها مشاعر تعجز الأزرار عن ترجمتها.
فكرة الـ «عن بعد» بتطبيقاتها المختلفة، لا تقود إلا إلى العزلة، وبدورها تفضى إلى تكالب العلل النفسية على أى انسان يفقد محيطه الحيوى، من أهل وجيران وزملاء، وحتى مناوئين أو منافسين!
يبدو أن الأمر برمته بحاجة لإعادة نظر، وبمنتهى الجدية، وقبل فوات الأوان.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة