مكافحة سرية للتنمر.. أب ينقذ طفلته من معلمتها بـ«عملية استخباراتية»
مكافحة سرية للتنمر.. أب ينقذ طفلته من معلمتها بـ«عملية استخباراتية»


حكايات| مكافحة سرية للتنمر.. أب ينقذ طفلته من معلمتها بـ«عملية استخباراتية»

محمد رمضان

الأربعاء، 30 سبتمبر 2020 - 07:42 م

وقف الأب أمام ابنته الصغيرة عاجزًا عن فهم ما يدور بداخلها، وسر تحول شخصيتها بعد أيام قليلة من ذهابها إلى مدرستها، لكنه قرر كسر حاجز الصمت لاستعادة ابتسامة طفلته.


 
عندما أدرك توماس أن شيئًا ما لم يكن على ما يرام مع ابنته، بعد أن كانت الطفلة سعيدة ومنفتحة حتى بدأت الدراسة، فكان بحاجة إلى معرفة ما لا تستطيع ابنته إخباره به. 

 

يدرك الآباء أن اليوم الأول في المدرسة ليس بالأمر الهين على الأطفال، وتنقلب عوالمهم رأسًا على عقب، ويحتاجون وقتها دعمًا غير محدود، لكن حين يصبح المعلم نفسه سيئًا فإن هذا ما صعب الأمر كثيرًا.

 

 

لكن وصلت الأمور إلى نقطة الانهيار بالنسبة للأب توماس عندما بدأت ابنته في البكاء كل صباح ورفضت الذهاب إلى المدرسة، وبعد أن كان الأمر يتعلق بإمكانية مداوة الأيام لأزمة طفلته، أصبح يعلم أن خطأ كبيرًا يوجد في الكواليس.

 

رفضت ابنة توماس إخبار والدها وأمها بما أزعجها، غير أن ذلك لم ينتقص من حقيقة أن والديها يعلمان أن هناك شيئًا خاطئًا، خاصة أن سعادة أطفالهم كانت تقف عند التغذية الجيدة والإيجابية في الحديث والتعامل فقط كي يصبحوا بالغين ناجحين.

 

 

كلما تعمق توماس في الأمر، كلما بدأ يدرك أن شيئًا ما يجب أن يحدث في المدرسة، ومع ذلك فقد كافح لإيجاد طريقة لمعرفة ما الذي كان يؤثر على ابنته بشدة، وهنا بدأ في وضع خطة، مع الوضع في الاعتبار أنه لا يستطيع الذهاب إلى مدرستها للتحقق من الأمر لأن المعلمين أو الطلاب سيتصرفون بشكل مختلف.

 

أخيرًا، خطرت لتوماس فكرة تتركز على الاستماع لما يدور داخل فصل ابنته، فصنع جهازًا صوتيًا صغيرًا يسمح له بالاستماع إلى كل ما تتعرض له ابنته.

 

 

كان توماس مبدعًا جدًا في خطته لمعرفة ما هو الخطأ الذي يحدث مع ابنته، ووضع جهاز تنصت بعناية في شعر الطفلة، سمح له ذلك بسماع كل ما يدور حولها دون الكشف عما كان يفعله دون إخبار صغيرته أو يشتت انتباهها على مدار اليوم.

 

وعندما عادت الطفلة استمع الأب إلى كل ما دار بين المعلمة والأطفال، ونزلت كلمات المعلمة دنكان على أذني توماس كالصاعقة وسيطر الغضب على كل أعضاء جسده، وشعر بخيانة الأمانة من المعلمة للأسر، فبدلا من رعاية الأطفال كانت تتعمد إيذاءهم. 

 


 
ظل الأب يردد سؤالا: كيف يمكن لهذا المعلم أن يقول مثل هذه الأشياء المسيئة بنبرة كريهة؟، ورغم شحنة الغضب التي بداخله كان يعلم أنه لا يجب أن يفقد أعصابه بسبب ذلك، لكنه قرر عدم التواصل مع المعلمة ولجأ إلى الإدارة المعنية بالمدارس العامة في الولايات المتحدة، لكنها لم تنصفه. 

 

حاولت المدرسة بالفعل تسوية الأمور من خلال عرض تحويل ابنته إلى فصل آخر، ومع ذلك لم يكن توماس راضيًا لأنه كان يعلم أن هناك أطفالًا آخرين عاجزين لا يزالون يعانون من سوء معاملة المعلمة.

 

 

 تمكن الأب من توصيل قضية ابنته إلى الرأي العام عبر وسائل الإعلام وحصل صحفيون كثر على معلومات عن التنمر الذي ارتكبته المعلمة دنكان.


 
أصبحت القصة شائعة بسرعة وانتشرت في جميع أنحاء البلاد، ورغم أن السيدة دنكان لم يتم طردها بعد، إلا أن القدر الهائل من الدعم الذي تلقاه منحه الأمل في أن الأمور ستتحسن قريبًا، وأصبح توماس معروفًا بعمله في مجال مكافحة التنمر ضد الأطفال بالمدارس.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة