بتكلفة 2.8 مليار جنيه| «تبطين الترع» مشروع قومي للحفاظ على الثروة المائية
بتكلفة 2.8 مليار جنيه| «تبطين الترع» مشروع قومي للحفاظ على الثروة المائية


«تبطين الترع».. مشروع قومي للحفاظ على الثروة المائية

حمدي كامل

الخميس، 01 أكتوبر 2020 - 01:27 م

«تبطين الترع».. مشروع قومي جديد ينقل مصر نقلة حضارية كبيرة في مجال المحافظة على مياه الري وترشيد الاستهلاك والمحافظة على جودة المنتجات الزراعية، فضلا عن كونه يساعد على الحفاظ على البيئة من التلوث، فالمشروع الذى تنفذه وزارة الرى والموارد المائية بتكلفة تبلغ 2.8 مليار جنيه، يساعد على نمو الاقتصاد فى محافظات مصر بشكل خاص وجميع أرجاء الدولة بشكل عام.

خبراء المياه والري اتفقوا على أهمية تبطين الترع والمصارف بمختلف محافظات الجمهورية لترشيد مياه نهر النيل وتقليل الفاقد منها.

«عدالة توزيع المياه»

من جانبه قال د.رجب عبد العظيم وكيل وزارة الري، إن مشروع تأهيل وتبطين الترع يستهدف حل جزء من مشاكل نقص المياه وتقليل شكاوى المزارعين من خلال توصيل المياه إلى نهايات الترع بالكمية والنوعية والتوقيت المناسب بالإضافة لكونه من المشروعات كثيفة العمالة التي توفر فرص عمل وتساهم في القضاء على البطالة.

وأضاف أن التبطين من الطرق الناجحة لضمان وصول المياه لنهاية الترع دون عوائق، وتضمن عدم تبخر المياه وتحقيق العدالة في التوزيع، ووصول المياه دون شوائب إلى نهاية الترع.

وأشار عبد العظيم، إلى أن هناك العديد من طرق التبطين، منها الدبش على الناشف والخراسنة وهو يعتبر الأطول عمرا لجودته، مشيرا إلى أن هناك ترحيب كبير من عدد من المزارعين بالمشروع، مؤكدين أنه ساهم فى توفير المياه بعدما كانت تجف الأراضي.

وأضاف أن تبطين الترع يجري من خلال وضع ألواح أسمنتية على جدران الترع والقاع، بدلا من الطمي الموجود حاليا لأنه يمتلأ بالثقوب التي تتسرب من خلالها المياه، كما أن الأسمنت أصم لا يسمح بهروب المياه من الترع، أما الترع الصغيرة فستتحول إلى مواسير.

وقال إنه تم التأكيد على الانتهاء من أعمال تطهير الترع والمصارف بشكل كلى لتكون جاهزة أثناء فترة موسم الاحتياجات الصيفية حتى يتيسر توصيل المياه لنهايات الترع بالكمية والنوعية والتوقيت المناسب لتلبية احتياجات المزارعين وضرورة تكثيف المرور على الترع والمصارف والمحطات من خلال لجان مرور وتفتيش مركزية وأيضًا لجان على مستوى كل محافظة.

وشدد على أن وزارة الري كثفت من استعداداتها لتنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتبطين الترع في الوادي والدلتا، ويعتبر هذا التكليف على رأس أولويات الوزارة خلال الفترة المقبل، مشيرا إلى انه من المشروعات التي تحتاج إلى عمالة كثيفة وهو ما يحقق أهداف الدولة في القضاء على البطالة.

وأضاف أنه من فوائد التأهيل بالتبطين لتلك الترع، ضمان وصول المياه لنهايات الترع في أسرع وقت، وضمان عدالة توزيع المياه وزيادة الإنتاجية الزراعية، وتقليل تكاليف الصيانة، وجار الانتهاء من الترتيب والدراسات المطلوبة للبدء في التنفيذ.

«33 ألف كيلو»

وكشف المهندس محمود السعدي، مساعد وزير الري، والمشرف على مشروع تبطين الترع، أن أطوال الترع في مصر تبلغ 33 ألف كيلو، والترع المتعبة تصل إلى 7000 كيلو، مضيفًا أننا نعمل الآن في 14 محافظة، وتبدأ من أسوان حتى نصل إلى الإسكندرية، مؤكدا أن هناك ترعا يصل مساحة القاع الخاص بها إلى 3 و4 أمتار بدلا من متر، موضحا أن الفترة الماضية تم الانتهاء من 190 كيلو في الترع بمحافظات الشرقية وبني سويف وأسوان، لافتًا إلى أن العمل الآن جارٍ في 14 محافظة بطول 870 كيلو، منوهًا إلى أن هناك اعتمادات مالية لتأهيل وتبطين 3250 كيلو ترع بتكلفة 9 مليارات جنيه، خصوصًا أن تبطين الترع يعظم الاستفادة من المياه، وهذا لأنه سيكون هناك سهولة في حركتها.

وأكد على أهمية مشروع تبطين الترع والمصارف في مختلف محافظات الجمهورية في ترشيد مياه نهر النيل وتقليل الفاقد منها، مؤيدًا تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة بضرورة الانتهاء من مشروع خدمة تبطين الترع والمصارف لحوالي 20 ألف كيلومتر، ويستهدف المشروع توفير حوالي 5 مليارات متر مكعب من المياه التي يتم هدرها وفقدها في الشبكة المائية على طول مجرى النيل.

«تقليل البخر»

قال المهندس عبد اللطيف خالد، رئيس مصلحة الري، إن مشروع التبطين يعد من الطرق الناجحة لتأهيل الترع والمصارف لضمان وصول المياه لنهاياتها دون عوائق وتقليل البخر وتحقيق عدالة التوزيع بين الأراضي الزراعية».

وأضاف: أنواع التبطين متعددة، بدءا من الدبش على الناشف وصولا إلى التبطين على الدبش المكثف بالخرسانة، وهى الوسيلة التي سنستخدمها لأنها أكثر جودة وأطول عمرا، وأوضح أن عمليات التبطين التي يتم تنفذيها تساعد في تقليل المخلفات وإلقاء النفايات، التي تكلفنا أموالا طائلة لتطهير الترع والمصارف وإزالة الحشائش منها.

وأضاف خالد، أن أغلب الترع في شبه جزيرة سيناء مبطنة بالكامل، لأنها من الأراضي الجديدة، مؤكدًا أن التوسع فيه سيطال جميع الأراضي القديمة، لافتًا أن مشروع التبطين يعود بالنفع على كل المزارعين، لأنه سيضمن وصول المياه في موعدها بالكمية المناسبة ما يساعد في تحقيق إنتاجية عالية، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي كلف الحكومة والوزارة بضرورة الانتهاء من هذا المشروع خلال عامين.

وكشف أن المشروع يستهدف الترع المتعبة ذات القطاعات الصغيرة، التي يحتوى عرضها 3 أو 4 أمتار، وسيتم خلالها تبطين ما يقرب من 20 ألف كم في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن هذا يأتي ضمن خطط الحكومة لترشيد عملية استهلاك المياه، التي ستعود بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري ككل.

وأضاف: نمتلك نحو 30 ألف كيلو متر ترع من أسوان وحتى الدلتا، والتي أنشأها محمد علي من نحو 200 سنة، وبالتالي كلها ترع طينية لا يوجد بها تبطين وتتعرض للفقد.

وأوضح أن المقدر من الفاقد منها نحو 19 مليار متر مكعب، والمعدل العالمي لفقد المياه يتراوح من 25% إلى 35 تبدأ من السد العالي وحتى نهاية الأرض الزراعية في شمال الدلتا، ونحتاج إلى ترشيد استهلاك المياه إما بالري بالتنقيط أو كما يحدث من إعادة استهلاك مياه الصرف الزراعي، وأهمية التبطين توفير كميات كبيرة من المياه، والمساعدة على مواجهة الزيادة السكانية، وأيضا المساعدة في مواجهة أي نقص مؤقت أو دائم نتيجة سدود المنابع، بالإضافة إلى التغلب على تغيرات المناخ، وتوفير مياه نهر النيل العذبة عالية الجودة.

وأشار إلى أنه يرفع كفاءة الري في الحقول من 50% إلى 75 % من الري بالغمر في الحقول ومصر تسير في اتجاهين تقليل الفاقد عن تبطين الترع بأسمنت غير مسمي وهو يوفر جزءا كبيرا جدا، ويجب تغطية الترع حتى يتم القضاء على الهادر من المياه عن طريق البخر، وهناك تجربة للهند مع الترع وهى تغطيتها بوحدات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية، واستطاعت بذلك مد القرى بالكهرباء ومنع فقد المياه بالتبخير ومنح القرى الفقيرة الكهرباء.

ويعد المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع بمثابة «نقلة حضارية» تسعى إليها الحكومة في قرى ونجوع مصر، لتطوير شبكة الترع والمصارف فيها ونقلها إلى شكل حضاري يساعد على تحسين البيئة، والحد من التلوث وصولاً إلى مردود اقتصادي واجتماعي ملموس في تلك المناطق المحرومة، مشيرا إلى أهمية مشروع تبطين الترع والمصارف التي تتفرع من نهر النيل، والذي يهدف إلى تقليل الفاقد من المياه ووصولها إلى نهايات الترع التي كانت تعانى من ضعف المياه، وحل مشاكل المزارعين بالقرى والنجوع.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة