د. هدى محمد
د. هدى محمد


نقطة تحول

الصراع الأذرى الأرمنى

د.هدى محمد

الخميس، 01 أكتوبر 2020 - 06:25 م

ترجع جذور الصراع والحرب الدائرة بين أذربيجان وأرمينيا إلى اسباب عدة اهمها تاريخى وعرقى وآخر جيوسياسى واقتصادى، بل قد يكون دعم دول الجوار الداعمة لهم من ضمن الأسباب، بينما تقف إيران على الحياد رغم ميلها إلى أرمينيا على حساب أذربيجان الشيعية فى حين يشكل حوالى 20 مليون نسمة من سكان إيران من الأذر، وتدعم تركيا وتشارك فى الحرب مع أذربيجان نظراً للعرق الأذرى المشترك بينهم، وسط مخاوف روسيا من السيطرة على بحر قزوين وأنابيب النفط، كما تقع كلا البلدين فى منطقة القوقاز ملتقى قارتى غرب آسيا وشرق أوروبا ويتشاركان الحدود مع إيران وتركيا وجورجيا وروسيا، كلاهما تأسس عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفييتى، ويبلغ سكان أرمينيا خمسة ملايين نسمة وأذربيجان عشرة ملايين نسمة تقريباً ذات أغلبية عرقية تركية، ويتنازع البلدان على إقليم ناجورنو كاراباخ الذى يقع جنوب غرب أذربيجان منذ نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1919 بعد ما أعلنت كل من جورجيا وأرمينيا وأذربيجان الاستقلال عن الاتحاد السوفيتى وكونوا اتحاد الجمهوريات واستمر سنتين ثم غزاهم الجيش الأحمر السوفييتى وأسس جمهوريات اشتراكية سوفيتية وفى عام 1923 أعطت روسيا الإقليم لأذربيجان، ثم اندلعت حرب عرقية بينهم عام 1988 وانتهت عام 1994 بانتصار أرمينيا على أذربيجان بعد نزوح آلاف الأذريين من إقليم ناجورنو كاراباخ ونزوح آلاف الأرمن من أذربيجان.
وتظل أذربيجان هى حصان طروادة الأهم فى هذا الصراع بحكم موقعها الجغرافى على بحر قزوين وأهميتها لسوق النفط العالمى والأوروبى ومرور أنابيب النفط فى أراضيها، كما أنها لعبت دوراً مهماً خلال الحرب العالمية الثانية فى إمداد الاتحاد السوفيتى بالطاقة، حيث قدمت باكو معظم نفط الاتحاد السوفيتى على الجبهة الشرقية، وهى غنية بالنفط والغاز الطبيعى والمواد الخام وتعتبر مركز اقتصادى هام لنقل النفط ومن أهم المواقع فى العالم للتنقيب عن النفط، بالأضافة إلى تشغيل خط انابيب باكو تبليس جيهان والذى يمتد لأكثر من 1774 كيلو متر عبر أراض أذربيجان وجورجيا وتركيا وينقل النفط من حقول بحر قزوين إلى الأسواق العالمية.
وحتى تضع الحرب أوزارها هل سوف تمتد وتشارك دول الجوار فى هذه الحرب لأسباب اقتصادية أكثر منها عرقية أو تاريخية أو جيوسياسية.

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة