عيسى مرشد
عيسى مرشد


كلمة

استعادة عرش القطن

عيسى مرشد

الخميس، 01 أكتوبر 2020 - 06:32 م

 

 منذ أن أدخل والى مصر محمد على زراعة القطن فى أوئل القرن التاسع عشر وتم إنشاء أول مصنع للنسيج فى عام 1816 شهدت مصر تطورات إيجابية سريعة ومتلاحقة فى هذه الزراعة وفى مرحلة لاحقة الصناعة القائمة عليها حتى أصبح القطن المصرى ذا شهرة عالمية وكانت لافتة (Egyption cotton) على محلات فى لندن أو باريس أو أى مدينة أوروبية تجذب الزبائن خاصة من علية القوم بصورة ملحوظة.
وكانت مصر متخصصة فى زراعة الأقطان فائقة الطول والأقطان طويلة التيلة وهذه النوعية من الأقطان تستخدم فى صناعة الملابس الفاخرة وعلى رأسها اللينوهات أيضا ارتبط القطن فى أذهان الشعب المصرى بأنه مصدر للفرح والثروة معا وكان المزارعون ينتهزون موسم بيع القطن لتزويج بناتهم وأبنائهم أيضا لسداد مديونياتهم سواء للجزارين أو البقالين أيضا لشراء الكسوة السنوية لفصلى الشتاء والصيف وكان موسم حصاد القطن بمثابة العرس السنوى للفلاح المصرى.
 ونجحت مصر فى استخدام القطن المصرى فى العديد من صناعات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة حتى أصبح لها شهرة عالمية وتكونت قلاع لهذه الصناعة فى كل من المحلة وكفر الدوار وحلوان والإسكندرية وزادت صادرات مصر من القطن الخام والصناعات المرتبطة به بصورة كبيرة خاصة فى نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضى الا انه مع سياسة الانفتاح الاقتصادى غير المدروس ونجاح امريكا فى زراعة الأقطان المعروفة بالبيما وتفوقها فى هذه النوعية متوسطة وقصيرة التيلة وتحول المصانع المصرية من الاعتماد على القطن المصرى إلى الاعتماد على القطن الأمريكى أيضا سياسة الخصخصة التى أدت إلى القضاء على العديد من الصناعات وعلى رأسها صناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة وبالتالى توقفت شركات حليج الأقطان هجر المزارعون زراعة القطن وانتشرت مقولة (ملعون أبو سجرته) على لسان الفلاح المصرى نظرا لانصراف الحكومة عن رعاية مزارعى القطن للدرجة التى وصلت بهم إلى تخزينه فى منازلهم وبيعه فى بعض الأحيان للمنجدين واعتمدت مصر على استيراد احتياجاتها من الملابس الجاهزة من الصين وتركيا وبعض دول شرق آسيا وانخفضت الصادرات المصرية حتى وصلت إلى أقل من 200 ألف قنطار بعد أن كانت وصلت إلى اكثر من 2 مليون قنطار فى بداية السبعينيات ودخل القطن المصرى غرفة الإنعاش وأصبحنا نستورد القطن بعد استيرادنا للقمح.
 وفى إطار الجهود الجبارة التى يبذلها الرئيس السيسى لاستعادة قوة الدولة المصرية فى كافة المجالات جاءت توجيهاته الحاسمة خلال الاجتماع الذى عقده مع الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكبار المسؤلين المعنيين بموضوع القطن والصناعات المرتبطة به بأهمية مواصلة ومتابعة تنفيذ خطة الدولة لاستعادة العرش العالمى للقطن المصرى فى أقرب وقت من خلال منظومة متكاملة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة