الكاتب الصحفي محمد قناوي
الكاتب الصحفي محمد قناوي


محمد قناوي يكتب: مهرجان الجونة ..9 أيام داخل سجن السينما

محمد قناوي

الجمعة، 02 أكتوبر 2020 - 07:08 م

قبل ثلاث سنوات وتحديدا عام 2017؛ انطلق مهرجان الجونة السينمائي ليكوم بمثابة الحجر الضخم الذي ألقي في الماء الراكد لمهرجانات السينما في مصر؛ والتي كان بعضها يكاد يكتب شهادة وفاته؛ بسبب سوء تنظيمها أو ضعف مستوى أفلامها وبرامجها؛ فأوجد «الجونة» ببدايته القوية حالة من الغيرة دبت في أوصال بعض المهرجانات لتطوير نفسها رغم ضعف الامكانيات مقارنة بالجونة والبعض الاخر ظل "محلك سر" متعللا بضعف موارده؛ رغم أن المال وحده ليس السبب في النجاح وكم من مهرجانات في محيطنا اغلقت رغم توافر ميزانيات ضخمة لها؛ لأن الازمة أزمة افكاروعقول؛ وقد كان مهرجان القاهرة السينمائي؛ أول من استفاد من إطلاق مهرجان الجونة؛ فقد هبت كل مؤسسات الدولة من أجل انقاذه والوقوف بجانبه في مواجهة المهرجان الوليد وتم دعمه ماليا ولوجستيا بعد سنوات من التجاهل والنسيان؛ وتم الاستعانة بادارة شابة له تملك القدرة علي المنافسة في الافكار والتطوير؛ ليعود القاهرة السينمائي ليتألق من جديد؛ ودخل المهرجانان في منافسة محمودة لجذب الافلام الكبيرة والفنية لصالح عشاق السينما .
لقد كان ومايزال مهرجان الجونة محفزا للمهرجانات الأخري نحو الإجادة واصبح مع "القاهرة" قبلة للسينمائيين والمهتمين بالفن السابع لمشاهدة أفلام ومتابعة برامج لم يتسن لهم متابعتها في المهرجانات الكبري مثل «كان وبرلين وفنيسيا .. وغيرها من المهرجانات الكبرى»؛ فيشاهدوها في قاعات سواء في القاهرة والجونة.
وبعد ثلاث دورات؛ ومع قرب انطلاق الدورة الرابعة يشاء القدر أن يكون مرة أخري مهرجان الجونة والذي سينطلق 23 أكتوبر الجاري ولمدة تسعة أيام؛ بمثابة الحجر ايضا الذي يلقى في بحيرة المهرجانات الراكدة والتي توقفت طوال الست شهور الماضية بسبب أزمة جائحة "كورونا" ويأخذ علي عاتقه مهمة الإعلان عن عودة الحياة للانشطة الثقافية والفنية؛ فبإنطلاقه يفتتح موسم المهرجانات بعد هذا التوقف الطويل لكل الفعاليات والمهرجانات في مصر؛ ويأخذ مسئولو هذا المهرجان وحدهم علي عاتقهم مهمة المغامرة بتنظيم مهرجان في ظل ظروف أزمة وبائية هددت العالم.
صناع الجونة يدركون جيدا أنهم أمام مهمة صعبة للغاية من اجل خروج المهرجان بصورة جديدة من اجل ذلك كانوا حريصون علي الاطلاع علي تجارب المهرجانات الكبري في اوروبا مثل "فنيسيا"في ايطاليا؛ و"سان سيباستيان"في اسبانيا وهما المهرجانان الكبيران الذي تمت اقامة دوراتها الاخيرة في ظل اجراءات احترازية شديدة؛فحضرهما"الفنانة بشري"رئيس العمليات في الجونة وانتشال التميمي - مدير المهرجان - ليعودا من هناك ولديهما يقين انهما يملكان القدرة علي صناعة الدورة الرابعة من مهرجانهما بصورة افضل وباجراءات أكثر صرامة وفي نفس الوقت مرنة وبافكار أكثر تطورا من المهرجانين الاوربيين وتحقيق أعلي معايير السلامة والأمان سواء للضيوف الاجانب والمصريين أو لإدارة المهرجان نفسها واضعين في اعتبارهما أن نجاحهم بالخروج بأمان في هذه الدورة سيفتح الباب أمام المهرجانات المصرية والعربية الأخري لإقامة دوراتها علي التوالي وسيكون الجونة نموذجا في الاجراءات الصحية والوقائية يمكن الاستفادة منه في تنظيم المهرجانات خلال الفترة القادمة؛ ولتصبح الدورة الرابعة من عمر المهرجان بمثابة دورة استثنائية تكتب في تاريخ صناعة المهرجانات في العالم . 
لقد اتخذت ادارة مهرجان الجونة اجراءات صارمة حيث تقوم وزارة الصحة بالإشراف الكامل على المهرجان؛ وسيتم فحص جميع الضيوف قبل دخول الجونة بداية من البوابات وسيمنع دخول الأشخاص الذين تزيد درجات حرارتهم عن المستوى الطبيعي؛وسيتم توفير مستشفى عزل للضيوف في حالة حدوث أي طوارئ؛ وسيطلب من جميع الأجانب إجراء مسحة قبل الوصول، كما سيتم منحهم شهادة اختبار مسحة مجانًا عند المغادرة إذا طلبت بلادهم ذلك؛ ويمنع ضيوف المهرجان سواء من المصريين او الاجانب من الخروج إلى أي مدينة مجاورة طوال فترة المهرجان ليعيشوا"سجنا" اختيارا مع السينما لمدة تسعة ايام ؛ كما تم اجراء تعديلات علي عدد الافلام والبرامج والفعاليات من أجل مواجهة الظروف الصحية الذي يمر بها العالم وليس مصر فقط ؛ فقامت بتقليص عدد الافلام من 80 فيلما في الدورة الماضية الي 60 فيلما؛ كما قامت بزيادة عدد قاعات العروض من خمس قاعات الي ثماني قاعات لتحقيق التباعد الاجتماعي المطلوب بين الضيوف؛ كما سيتم اقامة حفلي الافتتاح والختام بقاعة المؤتمرات الجديدة والتي يصل عدد مقاعدها إلي 2000  كرسي لتستقبل 700 ضيف فقط مراعاة للتباعد الاجتماعي ايضا؛ كما يتم بث عدد من الفعاليات والندوات والماستر كلاس اون لاين عبر موقع المهرجان .
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة