معركة المنصات الإعلامية| «الوعي» سلاح المصريين لدحر «مرتزقة الأكاذيب»
معركة المنصات الإعلامية| «الوعي» سلاح المصريين لدحر «مرتزقة الأكاذيب»


معركة المنصات الإعلامية| «الوعي» سلاح المصريين لدحر «مرتزقة الأكاذيب»

بوابة أخبار اليوم

السبت، 03 أكتوبر 2020 - 04:19 ص

 

أحمد مراد

على مدى الست سنوات الماضية، وبالتحديد منذ اندلاع ثوة 30 يونيو التى أطاحت بنظام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، تعرضت مصر ومازالت لحملات تشكيك وتشويه من أجل نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدولة، الأمر الذى جعلها تخوض معركة شرسة لاستعادة الوعى الوطنى والقومى وتقويته لدى المواطنين لمواجهة سموم الأكاذيب والشائعات التى يروجها أعداء مصر فى الداخل والخارج.


ومنذ اللحظات الأولى لبدء الحملات المغرضة المعادية لمصر، أدرك الرئيس عبدالفتاح السيسى أهمية وخطورة معركة الوعي، وقد نبه لها كثيراً فى خطاباته ولقاءاته عبر منابر مختلفة، لاسيما بعدما أصبحت الأكاذيب والشائعات تستهدف عقل ومشاعر المصريين.


تحذيرات الرئيس


وجاء التأكيد الأول للرئيس السيسى على أهمية استعادة الوعى فى مايو من العام 2014، وكان وقتها مرشحاً لرئاسة الجمهورية، ففى إطار حملته الدعائية للانتخابات الرئاسية، استقبل وفداً من الإعلاميين، وخلال هذا اللقاء أكد أن منظومة وعى المواطنين تحتاج إلى تطوير كبير، واستراتيجية إعلامية ضخمة تعاون الدولة على النهوض.

وفى فبراير من العام 2017، وخلال الندوة التثقيفية التى نظمتها القوات المسلحة، أكد الرئيس أن وعى المصريين هو حائط الصد الحقيقي، وأن التحدى الذى تمر به مصر أكبر من الرئيس والحكومة ومؤسسات الدولة، ولكن ليس أكبر من إرادة الشعب.


وفى أكتوبر من العام 2018، وخلال الندوة التثقيفية الـ 29 للقوات المسلحة، قال الرئيس السيسي: «الوعى المزيف أو المنقوص هو العدو الحقيقي». وتابع قائلاً: «المعركة منتهتش، مازالت موجودة بمفردات مختلفة، العدو دلوقتى بقى معانا وجوانا، واستطاعوا بالفكر إنشاء عدو داخلنا، يعيش بقتلنا ويبنى نفسه بهدمنا».


وفى أكتوبر من العام 2019، وخلال الندوة التثقيفية الـ 31 للقوات المسلحة، أكد السيسى أن مكامن القوة الحقيقية تتركز فى وعى المصريين، لأنهم وحدهم القادرون على حماية وطنهم وبأيديهم قد يتسببون فى ضياعه إذا هزموا فى معركة الوعى. وفى نوفمبر من نفس العام، وخلال افتتاح مشروعات قومية بنطاق محافظتى جنوب سيناء والسويس، قال السيسي: «الدولة لازم تبقى الحامى والمدافع عن وعى المصريين، عشان ملاحظ إن بقالنا شهور بيحاولوا كل يوم ينشروا 1000 و2000 شائعة وتكذيب وتحريف وإفك، والناس بسيطة ومعذورة ومشغولة فى حياتها اليومية».


وقبل أيام قليلة، وبالتحديد يوم الأحد الماضي، وخلال افتتاح مشروعات بترولية فى مسطرد، عاود الرئيس السيسى التأكيد على ضرورة زيادة وعى المصريين، مؤكداً أن وعى المواطنين هو السلاح الأقوى لمواجهة الأفكار الهدامة وحملات التشكيك، ودعا إلى الوعى بمخاطر ما يحاط بمصر من مخططات نشر الفوضى وزعزعة الاستقرار.


سموم الأكاذيب والشائعات


وتوضح الخبيرة الإعلامية، الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن معركة الوعى لا تقل شراسة عن الحرب التقليدية، غير أنه لا يُستخدم فيها دبابات ومدافع وصواريخ وطائرات، وإنما تُستخدم أسلحة أخرى تتمثل فى أدوات الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي، وغيرها من المنصات الرقمية التى توفرها التكنولوجيا الحديثة، وذلك عبر بث وترويج سموم الأكاذيب والشائعات بهدف نشر الفوضى والفتن بين أوساط المجتمع المصرى من خلال تزييف وعى المواطنين.


وشددت الدكتورة ليلى، على ضرورة أن تكون مؤسسات الدولة الإعلامية والتعليمية والثقافية والدينية والشبابية على أتم الاستعداد لخوض هذه المعركة، وهى مزودة بأسلحة تكنولوجيا الاتصال والتواصل والإعلام الحديثة، ومن خلال توفير الأدوات والمنصات الإعلامية والرقمية المطلوبة، فضلاً عن تجهيز كادر بشرى محترف يُحسن قيادة هذه المعركة بكفاءة واقتدار.


وطالبت عميدة كلية الإعلام، بأن تتبنى الدولة المصرية استراتيجية إعلامية محددة المعالم والأهداف، وتعمل على تنفيذها مؤسسات الدولة كافة سواء الإعلامية أو السياسية أو الاقتصادية أو التشريعية، على أن تقوم هذه الاستراتيجية بمهمة توعية المواطنين بحقيقة ما يحاط بمصر من مخططات مشبوهة، فضلاً عن العمل على دحض الحملات الدعائية المعادية وتفنيد ما تنشره من أكاذيب وشائعات مغرضة، وذلك بالرد عليها بالحقائق الموثقة والمصورة، مع الاعتماد على وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعى التى تجذب ملايين الشباب فى أعمار سنية مختلفة.


جبهات المعركة


من ناحية أخرى، أوضحت الدكتورة هدى راغب عوض، أستاذة الإعلام السياسى بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أن هناك عدة جبهات لمعركة استعادة الوعى تأتى فى مقدمتها جبهة الإعلام ثم تأتى جبهات الأزهر والكنيسة والمؤسسات التعليمية ومراكز الشباب وقصور الثقافة والأحزاب السياسية، والمطلوب الآن العمل على توحيد جهود كل هذه الجبهات لتحقيق هدف قومى ووطنى يتمثل فى ردع حملات الأكاذيب والشائعات عبر تشكيل وعى جمعى قوى لدى المواطنين يدرك حقيقة ما يُدبر ضد مصر من قبل أهل الشر الذين لا مانع لديهم من تدمير الوطن وتخريب مؤسساته فى سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية ومصالح من يمولوهم.


وأشارت أستاذة الإعلام السياسى، إلى أن التنظيمات والدول المعادية لمصر حاولت طوال الست سنوات الماضية استنزاف قدرات المصريين على الصمود فى وجه سيناريوهات الفوضى عبر نشر الأكاذيب والشائعات لا سيما التى تمس عصب حياة المواطنين، سواء فيما يتعلق بالأسعار أو الخدمات أو المرافق أو فيما يتعلق بإجراءات الإصلاح الاقتصادى، ولكن وعى المصريين نجح فى صد هذه المحاولات، وبالتالى لا بد من العمل على تحصين هذا الوعى فى ظل استمرار حملات التشكيك والتشويه التى تتعرض لها مصر.


وشددت على ضرورة وجود أحزاب معارضة واعية تستطيع أن تجذب جيل الشباب ببرامجها ومشروعاتها السياسية، وتستطيع أن تصل إلى طبقات المجتمع المختلفة، وتكون بمثابة الصوت المعارض البناء، فضلاً عن ضرورة وجود إعلام محترف وقوى يرصد الحقائق ويوثقها، ويدحض الأكاذيب بالمنطق والأدلة وبصور من الواقع.


أسلحة المعركة


أما الخبير العسكرى والاستراتيجي، اللواء حسام سويلم، فأوضح أن وسائل التواصل الاجتماعى والفضائيات المأجورة تعد أبرز الأسلحة والوسائل المعادية التى تخوض حرباً شرسة لتزييف وعى المصريين، وهو الأمر الذى يتطلب تجنيد وسائل وأسلحة الدولة الإعلامية والسياسية والدينية لتعزيز وتقوية الوعى لدى المواطنين، وتحصين عقولهم ضد الأكاذيب والشائعات التى تبثها هذه الوسائل المعادية لا سيما بين فئة الشباب الذين تقل أعمارهم عن 20 عاماً، والذين يعتبرون أكثر الفئات المستهدفة من حرب تزييف الوعى، حيث يدمنون استخدام الهواتف الذكية لساعات طويلة على مدار اليوم، ويتابعون كل ما يجرى فى وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة، ويتأثرون بما تحويه هذه الوسائل من معلومات مغلوطة وأكاذيب وشائعات تهدف فى المقام الأول إلى هدم مؤسسات الدولة المصرية وفى مقدمتها الجيش والشرطة.


وحدد اللواء سويلم، مجموعة من عوامل النصر فى معركة الوعي، يتمثل أبرزها فى العمل الجاد لفضح ودحض الأكاذيب والشائعات التى يروجها أعداء مصر فى الداخل والخارج، والرد عليها بكل حزم وقوة ومصداقية، فضلاً عن ضرورة أن نكون مهنيين ومحترفين، ونعرف جيداً حدود الأمن القومى المصرى ومتطلبات تحقيقه، ونسخر كل الجهود لتأمينه وحمايته. إضافة إلى ضرورة الاهتمام بتفعيل وتعزيز دور علماء الدين ورجال الفكر والثقافة لتنمية الوعى الوطنى لدى الشباب.

اقرأ المزيد:

رئيس جمعية مجاهدي سيناء: بطولاتنا لن ينساها التاريخ.. والإرهاب إلى زوال

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة