صناعة الفخار بقنا
صناعة الفخار بقنا


ثلاجات الفراعنة في خطر

صور وفيديو| القلل القناوي.. سلسبيل الفراعنة يقاوم الحر والاندثار

أبو المعارف الحفناوي

السبت، 03 أكتوبر 2020 - 02:05 م


غنى لها سيد درويش، في أغنيته التي طالب فيها،المصريين مواجهة الإنجليز وقتها، ومقاطعة المنتجات الأجنبية، وشراء المنتجات المصرية، فهي في أذهان المواطنين، حينما قال "مليحة قوي القلل القناوي" وهي بمثابة الثلاجات عند القدماء المصريين قبل صناعة الثلاجات والمبردات الحالية.

مهنة صناعة الفخار التي تشتهر بها محافظة قنا، ويصنع منها منتجات فخارية ، قاربت على الاندثار، بسبب ارتفاع أجرة العمالة، والمواد، فضلًا عن المطالبات بسرعة الانتهاء من تسليم الأرض المخصصة للفخرانية، للحفاظ على هذه الصناعة، التي اكتسبت شهرتها من محليتها التي امتدت للعالمية.

يقول تاج عبد الرسول، من صانعي الفخار بقرية الشيخ علي بنقادة، إنه يعمل في صناعة الفخار منذ صغره، وتوارث هذه المهنة عن أبائه، لافتًا أن مراحل تصنيع الفخار تبدأ من تجهيز الطينة، عن طريق التربة السوداء بعد خلطها في المعجنة، ويتم إضافة مادة الرماد لها، ويتم خلطها ويمكث يوميان للتخمير، وبعدها يتم وضع الطينة على الحجر، ثم يجف ويكون جاهزًا للحرق، بعد الانتهاء من المكونات الرئيسية للطين الذى يستعمله في صناعة " الزير، وماجور اللبن، والزبدية، والبلاص، وماسورة الزرع، وماسورة الحمام البلدي، وقطرة الارانب.

ويشير إلى أن هناك تجار يشترون منتجاتهم ويقومون بتسويقها في المحافظة أو خارجها، مطالبًا بضورة سرعة الانتهاء من تسليم الأرض المخصصة لهم، لأن العمل داخل القرية مضر بالبيئة بسبب الحريق والأدخنة، لافتًا الى أنه من 20 عامًا تلقوا وعودًا بالاستلام، وحتى الآن لم يتم التنفيذ.

اقرأ أيضا| محافظ قنا: ‪ الكشف على 1060 في قافلة طبية بقرية العمرة

ويضيف فنجري محمد حامد، فخراني، أنه يعمل في صناعة الفخار منذ قرابة 60 سنة، أنه مع بناء المنازل في القرية وضيق مكان صناعة الفخار، أصبح هناك قلة في الانتاج لما كان عليه من قبل، مطالبًا بحماية هذه الصناعة من الاندثار، لأنها صناعة تاريخية تشتهر بها المحافظة.


ويلمح، أن التأخير من تسليم الأرض المخصصة لهم من المحافظة،ناتج عن  تراخي المسؤولين في سرعة تسليم هذه الأرض الكائنة في الجبل، بمساحة 500 متر لكل فخراني، قائلًا " مستعدين نروح الجبل بس الصناعة تستمر" .

ويشير كمال أبو اليزيد، فخراني، أننا نعمل في صناعة الفخار في منازلنا، وهذا يهدد حياة المواطنين، ويؤثر على البيئة في القرية، لافتًا الى أن وعود المسؤولين بتسليم أراضي للفخرانية، تبخرت، مما يهدد صناعة الفخار بقنا.

ويوضح أحمد علي، فخراني، أن صناعة الفخار،  تتعرض للانقراض، بسبب قلة مكاسبها وكسادها، الذى تسببت فيه موجة الغلاء من جانب، والتطور الذى طال كل شيء من جانب آخر، لافتًا أن ارتفاع أسعار الرماد، الذى كان يشتريه بـ 50 جنيها، أصبح بـ 300 جنيه، بالإضافة إلى مطاردة مسؤولي الري له، حين يريد أن يجمع التربة من على جانبي الترع، جعل حرفة صناعة الفخار، غير مجدية، ولا تحفظ للقائمين عليها لقمة العيش الكريم.


وأكد أن التطور الذى صنع الثلاجة أثر على صناعة الزير، والوعاء البلاستيكي طغى على ماجور اللبن القديم، وغير ذلك من التطور والحداثة، مما أدى إلى قلة الانتاجية، وبالتالي قلة المكسب، بعد أن هجر رواد الفخار تجارته، فضلًا عن ارتفاع أجرة الأيدي العاملة، التي قاربت حاجز الـ 100 جنيه للعامل الواحد يوميا ، وندرة وجود من يقبل أن يعمل في الطين والفخار.

وكان اللواء اشرف الداودي محافظ قنا، قد عقد اجتماعا ، بديوان عام المحافظة لمناقشة أوضاع صناع الفخار بمركز نقادة، وذلك بحضور  كمال شلبي سكرتير عام المحافظة، والمهندسة فاطمة ابراهيم رئيس مدينة نقادة، والدكتورة هدى سعدي، مقرر المجلس القومي للمرأة بقنا،  و محمود العماري مدير مكتب جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، ومسئولي المتابعة والتخطيط العمراني والاستثمار  بالمحافظة وعدد من أصحاب صناعة الفخار بمدينة نقادة .

ناقش محافظ قنا خلال الاجتماع مطالب أصحاب صناعة الفخار والتي يلتمسون فيها توفيق أوضاعهم قانونيا لممارسة صناعتهم بشكل صحيح، وذلك على مساحة 21 فدان بالظهير الصحراوي لمدينة نقادة.

  ووجه المحافظ خلال الاجتماع التنفيذيين بمخاطبة الهيئة العامة للتنمية الصناعية للحصول على موافقة مبدئية لإقامة مشروع لصناعة الفخار ووضع الاشتراطات المطلوبة للمشروع كما وجه بمخاطبة جهاز شئون البيئة لدراسة الاثر البيئي للمشروع .

كما كلف المحافظ مسئولي الوحدة المحلية لمركز ومدينة نقادة بعمل حصر لعدد العاملين بهذه الصناعة بتلك المنطقة وكذا التنسيق مع شركات المرافق (مياه – كهرباء - غاز) لعمل مقاياسات تقديرية لإمكانية توصيل تلك المرافق للحدود الخارجية للمنطقة.

وأضاف انه بمجرد وصول الموافقات المبدئية من الجهات المعنية سوف يتم عمل دراسات تخطيطية وتصميمية للمشروع .

وأشار المحافظ إلى أن الدولة تولي اهتماما كبيرا بالصناعات الحرفية وتعمل على تنميتها وتطويرها، مؤكدا على أن محافظة قنا تمتلك العديد من الصناعات الحرفية واليدوية، وأن أصحاب تلك الصناعات يتقنون صناعة المنتجات بجودة عالية ولذلك فان المحافظة لا تدخر جهدا في تلبية احتياجات تلك الصناعات بما يساهم في تحسين المستوي الاقتصادي لهم وتوفير فرص عمل جديدة ودفع عجلة التنمية بالمحافظة بشكل عام .

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة