السبت، 03 أكتوبر 2020 - 07:07 م

لم تكن الولايات المتحدة فى حاجة للمزيد من الصدمات وهى على بعد بضعة أسابيع من انتخابات رئاسية وتشريعية قد تكون الأخطر والأسوأ معا فى تاريخها!١ لكن فيروس «كورونا» كان له رأى آخر. لم يكتف بأنه قد يكون المتحكم فى هذه الانتخابات مع أكثر من ٢٠٠ ألف ضحية وسبعة ملايين مصاب داخل أمريكا حتى الآن، ومع آثار اقتصادية واجتماعية هائلة تفرض نفسها على المشهد الانتخابى بقوة.. وإنما وجه الفيروس ضربته الجديدة بإصابة الرئيس الأمريكى «ترامب»، وزوجته مع الآثار بالغة الخطورة داخليا وخارجيا، ومع التأثيرات المحتملة على انتخابات تجسد كل مظاهر الأزمة التى تعيشها أمريكا المنقسمة على نفسها بصورة مفزعة!!
بعيدا عن مناكفات حزبية ضيقة، فإن المشهد يصاحبه القلق الطبيعى من تطورات الموقف فى الدولة الأقوى فى العالم، كما تصاحبه الخشية من تأثير ما يحدث على صراع انتخابى تحيطه الشكوك والمخاوف من أن تنتهى الانتخابات بلا رئيس أو برئيس متنازع على شرعيته!!
ورغم القلق والمخاوف التى تزداد مع إصابة «ترامب» بفيروس كورونا والاحتمالات الأسوأ لها.. فإن هناك- على الجانب الآخر- ما قد ينبه الجميع فى أمريكا بضرورة تجاوز الأزمة والعبور بالانتخابات إلى بر الأمان.
هناك اليقين الذى يتأكد للجميع بخطورة أى فراغ فى السلطة يمكن أن تشهده الدولة الأقوى تحت أى ظرف.
وهناك هذا الاجماع على ضرورة التمسك بأحكام القانون واحترام دولة المؤسسات، والاطمئنان إلى وجود قواعد دستورية للتعامل مع كل الظروف، وأن احترام هذه القواعد هو السبيل للحفاظ على الدولة.
هذا يعنى أنه- فى كل الأحوال- فإننا أمام توجه عام بضرورة احترام الجميع لقواعد اللعبة، وبضرورة الابتعاد عن أى تلاعب بالقانون أو اساءة لاستخدام السلطة، وبأن الانتخابات ينبغى أن تضع نهاية للموقف المضطرب لا أن تدخل أمريكا فى المزيد من الأزمات.