كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وللانتصار وجوه أخرى

كرم جبر

السبت، 03 أكتوبر 2020 - 07:15 م

 

يمكن يكون بعض الناس «زعلانين» أو «واخدين على خاطرهم» من الظروف المعيشية وإجراءات الحكومة القاسية، لكنهم ليسوا غاضبين من الدولة، وكان خروجهم الجمعة الماضية احتفالاً بذكرى انتصار أكتوبر تفويضا جديدا للرئيس.
الخروج الكبير أثلج صدور المحبين لبلدهم، وأصاب الكارهين بالإحباط، فالمصريون الذين أداروا ظهورهم لنداءات الفوضى، هم الذين احتشدوا لتأييد الدولة والرئيس.
الرسائل كثيرة لأفراح يوم الجمعة وأهمها أن روح أكتوبر لا تزال حاضرة، فالوطن الذى ضحى بخيرة شبابه دفاعاً عن التراب الوطني، لن يسمح أبداً بالسطو على كبريائه وكرامته واستقلاله مهما كان الثمن.
لم تكن حرب أكتوبر تحريراً لسيناء فقط، ولكن أيضاً رفضاً للهزيمة بكل صورها وأشكالها، وأصبحت «روح التحدي» تسرى فى وجدان الوطن، وتستنهض عزيمته فى الأزمات والملمات، وللانتصار وجوه أخرى.
سقطت أكاذيب الإخوان وأهل الشر بقدرتهم على الحشد، وفى الوقت الذى لم يستجب لهم أحد إلا بعض أتباعهم، خرج المصريون فى مظاهرات احتفالية رائعة، يرفعون الأعلام وصور الرئيس وترديد الأغانى الوطنية.
لا يهمنى كيف خرجوا، وهل دعاهم أحد أم كان خروجاً تلقائياً، والفرحة والابتسامات فى الوجوه تحطم أية أكاذيب أو ادعاءات، فالمثل الصينى يقول: يمكن أن أحشد الناس فى الشوارع ولكن لا أستطيع أن أرسم الابتسامة على وجوههم.
ويهمنى المظهر الحضارى الرائع، الذى يقترب من الصور التى أعجبتنا فى مظاهرات لبنان، للنساء والشباب والأطفال وهم يرفعون أعلام مصر، ولم يقع حادث واحد يعكر الصفو، بعكس الفوضى والهمجية التى تظهر فى مظاهرات الإخوان، وشتان بين شعب متحضر، وجماعة تثير الفزع والخوف.
الخروج العظيم يجعلنى أقول للحكومة «حطى الناس فى عنيكي» فهم رصيد الذهب والسند والظهر، وافتحوا عقولكم وقلوبكم وآذانكم لهم، ومن يشكو نستمع لشكواه.
شيء رائع أن يُبطل مفعول الألغام التى حاول البعض غرسها فى موضوع التعديات، وأن تتسع المصالحات لتشمل الجميع ولا ترهق كاهل غير القادرين، لأن المصريين جميعاً يؤيدون دولة قوية تحفظ النظام، وتعاونوا وأفسدوا مخططات التحريض والفتنة ويستحقون المكافأة.
الرائعون هم المصريون الذين شاهدناهم يوم الجمعة، وجسدوا كل المعانى الجميلة لحب وطنهم، من روح أكتوبر التى لا تزال تسرى فى الوجدان، حتى إرادة التحدى فى 30 يونيو، والوقوف فى ظهر الدولة ورفض دعاوى التحريض، والرد على قنوات الشر والكراهية.
الجمعة لم يكن يوماً سعيداً للأشرار فى تركيا وقطر، وأصابتهم الصدمة فراحوا يفتشون فى عقولهم السوداء عن أكاذيب أخرى، لتشويه الحدث الكبير والتقليل من أهميته.
خرج المصريون يوم الجمعة ليقولوا لهم: «أيامكم لن تعود».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة