حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

فصول عديدة.. للحرب المجيدة

حمدي الكنيسي

السبت، 03 أكتوبر 2020 - 07:39 م

نجح فى كشف مظاهر سقوط أساطير اسرائيل وفى مقدمتها انهيار جيشها وسقوط جنوده وضباطه وقياداته فى الأسر الذليل.

لم تكن حربنا الأكتوبرية المجيدة مجرد فصل واحد فى سجلات التاريخ العسكرى والسياسى إذ إنها تشكلت وتكونت من عدة فصول أدى التكامل بينها إلى تحقيق الإنجاز الذى بلغ حد الإعجاز.
١- فصل «حرب الاستنزاف» التى وجه خلالها جيشنا أكبر صفعة وصدمة للعدو الذى كان قد وضع فى بطنه «مليون بطيخة صيفي» اطمئنانا إلى أننا بعد نكسة يونيو ٦٧ لن تقوم لنا قائمة حتى إن وزير دفاعهم «موشيه دايان» قال للإعلاميين وهو يضع «رجل على رجل» بمنتهى الثقة إنه ينتظر مكالمة تليفونية من عبدالناصر حتى يُملى عليه شروطه بعد أن احتل سيناء ويقال إن من بين تلك الشروط التى أعدها وضع قناة السويس تحت السيادة المصرية - الاسرائيلية المشتركة وتكون إيراداتها «مناصفة» بين الدولتين.. وبدلا من المكالمة المنتظرة جاءه الرد الصاعق بعد حديثه بيومين فقط حيث اشتعلت «حرب الاستنزاف» من خلال «معركة رأس العش»، و «معركة لسان بورتوفيق»، و «انطلاق غارات جوية مفاجئة على مواقع ومخازن العدو»، و«إغراق المدمرة إيلات»، و«الغواصة داكار»، و«تسلل الضفادع البشرية من أبطال الصاعقة إلى ميناء إيلات حيث دمروا قطعا بحرية»، وذلك إلى جانب الحشد النيرانى الكثيف فوق نقاط وحصون خط بارليف، والمعروف أن خسائر اسرائيل فى هذه الحرب «٤٠ طيارا بطائراتهم المقاتلة والقاذفة»، و«عشرات الدبابات بأطقمها، و«٨٢٧» جنديا وضابطا فقدوا حياتهم، و«٣١٤١» جرىحا وأسىرا، والمحصلة هى أيضا «تحطيم أسطورة جيش الدفاع الذى قالوا إنه لا يقهر، وارتفاع الروح المعنوية لقواتنا المسلحة إلى أقصى حد.
٢- فصل «الإعلام» الذى نجح فى حشد الجماهير وراء هدف استعادة الأرض والكرامة بما فى ذلك توجيه معظم ميزانية الدولة لشراء الأسلحة والمعدات، وكان ذلك بالتأكيد على حساب متطلبات الحياة اليومية كما ظهر فى طوابير المواطنين أمام الجمعيات التعاونية لشراء أقل القليل المتاح من أكل وشرب، كذلك نجح الإعلام فى إبراز تفاصيل وأبعاد بطولات مقاتلينا، وبنفس القدر نجح فى كشف مظاهر سقوط أساطير اسرائيل وفى مقدمتها انهيار جيشها وسقوط جنوده وضباطه وقياداته فى الأسر الذليل، حتى إن لجنة إجرانات التى تم تشكيلها لبحث أسباب هزيمتهم، بحثت أيضا أسباب تفوق الإعلام المصرى كما تجلى فى برنامج «صوت المعركة» الذى كنت أقدمه فى إطار عملى كمراسل حربى.
٣- فصل «الخداع والتمويه» الذى برع فيه قادة قواتنا المسلحة: المشير أحمد اسماعيل، والفريق سعد الشاذلى والفريق محمد عبدالغنى الجمسى والفريق محمد على فهمى والفريق حسنى مبارك والفريق فؤاد ذكرى واللواء فؤاد نصار، الذين سجل التاريخ العسكرى أسماءهم بمداد من ذهب مثلما سجل قبل ذلك أسماء الفريق أول محمد فوزى والفريق عبدالمنعم رياض والقادة الذين شاركوا فى إعادة بناء الجيش وإدارة حرب الاستنزاف.
٤- فصل: الإعداد والتدريب الشاق والتحديد الواضح لأهداف الحرب وخطة التنفيذ بأدق التفاصيل.
٥- فصول: «البطولات الفردية والجماعية» التى أجبرت قادة اسرائيل على الاعتراف بأن المقاتل المصرى كان «مفاجأة الحرب».
٦- فصل: استنجاد رئيسة وزراء إسرائيل «جولدا مائير» بالولايات المتحدة وهى تصرخ قائلة: «إننا نتآكل.. إننا نضيع»، فكانت عملية «نيكل جراس» متمثلة «فى أكبر جسر جوى وجسر بحرى نقل لإسرائيل «٢٢ ألف»طن من الإمدادات العسكرية الحديثة جدا و «٦٥ ألف طن» دبابات وصواريخ «أرض جو» وصواريخ تليفزيونية فى أول ظهور لها دوليا، وأجهزة إشارة، ومعدات حرب اليكترونية.
ويعترف قادة اسرائيل ويؤكد الخبراء العالميون أن هذا الدعم الأمريكى الهائل أنقذ إسرائيل من الانهيار الشامل.
 الرئيس وروح أكتوبر
> فى أعقاب حربنا الأكتوبرية المجيدة «المعجزة بكل المقاييس كما قال الرئيس أنور السادات» قلنا وكررنا القول بأننا لو اقتحمنا كل مجالات العمل والإنتاج، وواجهنا ما تراكم لدينا من مشكلات وأزمات اقتصادية واجتماعية بروح اكتوبر الرائعة فإننا سننقل بلدنا إلى مصاف الدول الكبرى بمعنى الكلمة. لكننا -للأسف- اكتفينا بالكلام والشعارات وظلت «روح أكتوبر» بصورها ومعانيها حبيسة الأدراج لدى القيادات المتتالية، حيث لم يسعف الوقت رجل الحرب والسلام أنور السادات لينفذ ما وعد به وتمناه، ونسيها أو تجاهلها من خلفه ومن تبعه حتى إن أول أهدافها «سيناء» التى شهدت أروع البطولات والتضحيات لم تشهد ما يترجم ويجسد شعار «تنمية وتعمير أرض الفيروز» وكادت تتحول إلى صحراء قاحلة مهجورة، إلى أن كانت «ثورة ٣٠ يونيو» وجاءالذى بعث وأحيا «روح أكتوبر الحقيقية» من خلال أكبر الانجازات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بما فيها ما عرفته سيناء أخيرا من مشروعات زراعية وصناعية وتعدينية، وأنفاق عدة تربطها مباشرة بالوادى، حتى بدأت تضيف الكثير بخيراتها وأراضيها التى يجرى استصلاحها كما تفتح الأبواب لملايين الشباب الباحثين عن فرص العمل والابتكار فى المدن والقرى الجديدة وذلك إلى جانب ما تمثله فى إطار الأمن القومى بصورتها الحديثة.
والمؤكد أن «روح اكتوبر المتوهجة الآن فكرا وعملا» تناشد الرئيس السيسى أن يضيف إلى بصماته التاريخية قرارات وتوجيهات بأن يكون الاحتفال بحربنا المجيدة على مدار العام وليس مرة أو مرتين عندما تحل ذكراها، ويكون ذلك بأعمال درامية سينمائية ومسرحية وتليفزيونية بمستوى فيلم «الممر»، وبرامج تليفزيونية واذاعية وتحقيقات ودراسات صحفية ومناهج دراسية لمختلف المراحل التعليمية، وتماثيل لأبطال الحرب، وجداريات تحكى تفاصيل وتطورات الحرب، بذلك يا فخامة الرئيس تدرك وتستوعب الأجيال الجديدة - خاصة التى تحتويها أجهزة الموبايل والآى باد، وأشكال مواقع التواصل - قيمة وحجم ما حققته الأجيال السابق، ومن ثم يتم تعميق وترسيخ مشاعر «الانتماء» لديهم كما تستحقه مصر.
عبدالناصر والقوة الناعمة
ونحن نحتفل بالذكرى الخمسين لرحيله نتوقف اليوم أمام أحد جوانب إنجازاته، ونتذكر كيف شهدت مصر فى عهده ازدهارا فنيا وأدبيا رائعا، ولم يكن ذلك بالأمر المفاجئ، إذ إنه كان مثقفا بمعنى الكلمة، وبالتالى كان مدركا لقيمة الفن والأدب، ويكفى أن نتأمل موقفه عندما جاءه وزير المعارف «إسماعيل القبانى» ليعرض عليه قائمة بأسماء من يريد تطهير وزارى منهم، ولاحظ «عبدالناصر» أن أول اسم فى القائمة هو «توفيق الحكيم» فسأل الوزير مندهشا «هل تقصد الكاتب الكبير توفيق الحكيم؟» فقال: نعم، هنا فوجئ الوزير بأن الرئيس عبدالناصر قام بتمزيق الكشوف التى ضمت تلك القائمة، قائلا له: «هل تتجاهل قيمة الكاتب الكبير وإبداعه الثقافي؟! ألا تعرف أنه عاد بالأمس من المانيا حيث تمت ترجمة إحدى مسرحياته للألمانية وستقدم هناك؟!.. هل تريد أن يقال عنا إننا جهلاء؟!. هذا وكان القرار الثانى لعبدالناصر بعد تمزيق كشوف القائمة أنه أخرج الوزير القبانى فى أسرع تعديل وزارى.
> كذلك سجل التاريخ موقفه عندما قرر المسئول العسكرى المكلف بإدارة الإذاعة فى أعقاب نجاح الثورة منع أغانى «أم كلثوم» و«محمد عبدالوهاب» بدعوى أنهما كانا يمارسان الغناء أثناء الحكم الملكى الذى تم إسقاطه، فكان الغضب العارم من عبدالناصر قائلا: إذن نلغى الأهرامات وكل من تواجد أثناء ذلك الحكم البائد، (وتم طبعا إلغاء القرار الأهوج). والمعروف أنه كان يساند ويدعم الفنانين والأدباء فى كل مناسبة خاصة فى عيد العلم الذى كرم فيه كوكبة من رموز الفن والأدب مثل «طه حسين والعقاد ويوسف وهبى ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وفكرى أباظة ومحمد التابعى ومحمد حسنين هيكل، وبيرم التونسى وأحمد رامى وعبدالحليم حافظ ومحمد القصبى وزكريا أحمد وكمال الطويل، وغيرهم. إلى جانب علاقاته الشخصية الودود مع بعضهم حتى إنه مثلا استجاب لطلب «فريد الأطرش» بأنه يحضر حفل افتتاح أحد أفلامه حتى يرد على هتاف وتصفيق المتفرجين لبطل الفيلم «فريد» الذى كان يعانى من ألم فى حنجرته يمنعه من مجرد التحدث مع أحد، لكل ذلك كان من الطبيعى ازدهار الفن والثقافة أى «انطلاق القوة الناعمة» التى ساهمت فى اكتساب مصر وزعيمها للمكانة القيادية المتميزة على الساحة الإقليمية والدولية.
«كلمة.. ورد غطاها»
> رحيل «أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد» صدم مشاعر كل من تابع جهوده وطنيا وعربيا وإسلاميا ودوليا. «رحمه الله بقدر ما أعطى، وما أعطاه هو كثير.. كثير».
> الشيخ «نواف الأحمد» حمل المسئولية التى تضاعفت أهميتها وفقا لما شهدته فى عهد الراحل الكبير «وفقك الله يا شيخ نواف بقدر ما تعطى فى أصعب الظروف».
> خطايا و «بلاوى» إردوغان تمتد إلى «أرمينيا وأذربيجان» ليستأنف الجرائم العثمانية ضد «الأرمن» وكأنه لم يخرج بعد من منزلق تصرفاته فى سوريا وليبيا والعراق وقبرص واليونان.
> «الدكتورة هدى عبدالناصر» أبدت إعجابها وتقديرها لما تحققه الدولة الآن فى مجال إنقاذ الأراضى الزراعية، ومواجهة مخالفات البناء بصفة عامة، وذلك فى إطار أهم الانجازات التى تشيد بها.
> كلما زادت إنجازاتنا، زادت حملاتهم الدعائية من قطر وتركيا وكتائبهم الإليكترونية، وكلما زادت حملاتهم نباحا وسعارا زاد اصرار الشعب الواعى على تحقيق مزيد من الانجازات، ساخرا ومستهزئا بهم ومتوقعا قرب نهاياتهم.
> مليار تحية للفتاة «ميار الشريف» أول مصرية تصل إلى تصفيات «بطولة رولان جاروس للتنس وكان أداؤها رائعا ومشرفا أمام التشيكية كارولينا» المصنفة الثانية فى البطولة والتى  قالت بالحرف الواحد ان الفتاة المصرية أرهقتها كثيرا. ويحسب للعزيرة «ميار» انها أعادت مصر إلى بطولة التنس العالمية بعد غياب «٤٥ سنة» عندما فاز اسماعيل الشافعى برقم ٣٤ فى التصنيف العالمى.
> مليار تحية لنجمنا الكروى المتألق «محمد صلاح» الذى ساند البطلة «ميار» بتغريداته، وقالت هى ان نجاحه العالمى ومساندته لها منحاها طاقة إيجابية.
> «باتشيكو البرتغالى» يخلف «كارتيرون الهارب» و«موسيمانى الجنوب افريقى» يخلف «فايلر الهارب»، والفشل ثم الهروب هو المصير المنتظر لهما.. بينما يضع المدير الفنى الوطنى يده على خده حزيناً متحسرا على حرمانه من حقه الشرعى الذى لو ناله وحظى بالدعم الهائل من الادارات والجماهير لحقق نتائج أفضل بكثير «ما رأيكم دام فضلكم يا قادة الأهلى والزمالك والإسماعيلى وغيرهم؟»
> الرّدْح الأمريكانى «على ودنه» فالمرشحان المتنتافسات على منصب رئيس أكبر دول العالم يتبادلان السباب والإهانات فيقول «بايدن» لمنافسه «ترامب» انت مهرج وعنصرى وجرو بوتين.. أنت أسوأ رئيس عرفته أمريكا» ويقاطعه «ترامب» بسخرية متعمدا حتى يفقده تركيزه وصوابه. المهم ان المناظرة لم تقنع  أحدا بجدارة مطلقة لأحدهما، وربما تكون المناظرة القادمة بين النائبين أكثر نضجا وتأثيرا إلا اذا تواصل «الردح».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة