خالد رزق
خالد رزق


مشوار

اللاتين ما الذى يجمعهم بنا؟!

خالد رزق

السبت، 03 أكتوبر 2020 - 07:53 م

عند بعضنا من المؤمنين بحرية الإنسان وباستقلال الأوطان وخصوصيتها كأصول مبدئية عابرة للحدود والقوميات ميل ودى يكاد يكون فطرياً لشعوب أمريكا اللاتينية والجنوبية، وكأنما هناك رباط متين خفى يجمعنا وهذه الشعوب البعيدة مكانياً لأقصى حدود الأرض، وعادة ما كانت لدى الأحرار المناصرين لقضايانا العروبية فى مواجهة الاستعمار والاحتلال واغتصاب الأرض ثقة تقليدية فى أن لدينا فى هذه البلاد الحرة البديعة أنصاراً ومناصرين يعتمد عليهم عند طرح قضايانا فى المحافل الدولية وقبلها فى تعاطيهم معنا كأصحاب حق ينادون بالحرية ويطلبون الاستقلال ولا يتخاذلون ساعة المواجهة.
هل فقط المعاناة من الاستعمار والرغبة فى الخلاص منه والتحرر بالثورة، سعياُ لامتلاك استقلال القرار والسيادة على الأرض والثروات وغيرها من القضايا المصيرية المرتبطة بالحرية الإنسانية، ووقوعنا نحن وإياهم ضحايا لوحشية ومطامع الإمبراطوريات الإمبريالية القديمة والحديثة نفسها ـ هو ـ كل ما يجمعنا وشعوب هذه القارة القديمة؟
الإجابة لا ليس هذا فقط تجمعنا وبلاد اللاتين حقيقة كوننا أصحاب حضارات عتيقة صنعت البنيان الرفيع وامتلكت الفن الأصلى الأصيل ولأن لنا كما لهم ذائقتنا الوجدانية الخاصة للأشياء، وهذه أمور جبلنا عليها لا يفهمها ويعرفها أحفاد الرعاة الأوربيين ولا ورثة الغزاة المستعبدين لأمريكا.
باختصار فإن حبنا للحياة هنا وهناك عبر المحيط جنوباً يختلف فى مفاهيمه وطرق التعبير عنه عن مفاهيم وطرائق كل شعوب الأرض الأخرى شرقاً وغرباً وشمالاً، فعندنا تكفى تلبية حاجات الحياة البسيطة مع الكرامة وامتلاك الحرية واستقلال القرار لأن تحيا شعوبنا فخورة سعيدة.
فى عالم يشهد تجبر القوى العظمى واستلاب حقوق الشعوب وهدرها إلى حد ينذر بعودة الإمبريالية القديمة وعلى نحو أشد فجراً وسوءاً يكون واجباً على كل الأحرار والطامحين لاستقلال القرار العمل على قهر هذا التجبر ومواجهة صعود الإمبريالية الجديدة متعددة الأوجه، وما من سبيل للمواجهة وفرض ميزان الحق إلا بتوحيد جهود كل الأمم الحرة.
المجد للأحرار فى هافانا وكراكاس وكل بلاد الحلم الجنوبى الجميل.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة