عاش المصريون والعالم أجمع، ساعات عصيبة أول أمس الثلاثاء، بعد الإعلان عن اختطاف طائرة ركاب مصرية، كانت في طريقها من مطار برج العرب إلي القاهرة. لم يترك وزير الطيران الجديد شريف فتحي إدارة الأزمة للصدفة، كما كان يحدث سابقا. وإنما بادر بعقد مؤتمر صحفي، لإمداد وسائل الإعلام بما لديه من معلومات حتي لا يترك الفرصة لهواة دس الأكاذيب، وإن كنت أتصور أن الامر كان يستوجب أكثر من مؤتمر مع كل معلومة جديدة تتوافر. لكن يحسب للوزير الذي تولي منصبه قبل أيام قليلة، المبادرة بعقد المؤتمر، كما كان حريصا ودقيقا فيما يدلي به من معلومات . لم تتوقف إدارة الوزير للأزمة بكل حرفي، عند هذا الحد، بل بادر بتجهيز طائرة للسفر إلي قبرص. وأعقب ذلك بث فيلم لإجراءات تفتيش ركاب الطائرة المختطفة، في مطار برج العرب ومن بينهم المختطف، أكد للقاصي والداني، أن مطارات مصر تطبق إجراءات مشددة لا يمكن أن يخترقها أي مغامر أو مختل أو إرهابي. وواكب ذلك تحركات متناغمة واتصالات من كبار المسئولين مع الجانب القبرصي. ونجحت مجموعة إدارة الأزمة في تحديد هوية الخاطف، ونشر معلومات كاملة عنه خاصة سجله الجنائي الملطخ بجرائم التزوير والشيكات بدون رصيد والمخدرات... الخ الخ
كلي أمل أن تتحقق مقولة « رب ضارة نافعة « في حادث الطائرة، بأن يكون العالم أجمع، خاصة روسيا وبريطانيا، قد تلقي رسالة طمأنة حقيقية، مفادها التزام المطارات المصرية الكامل بالمعاييرالدولية ، وأن يتبع ذلك استئناف رحلات الطيران إلي مصر، لتدب الحياة من جديد في قطاع السياحة، ويتخلص الاقتصاد المصري من أزمة الدولار التي تخنقنا جميعا.