بابجي.. تتربع على عرش ألعاب الموت  
بابجي.. تتربع على عرش ألعاب الموت  


تكرار وفاة الأطفال وتحذير الأزهر من خطورة السجود لصنم في احتفالات اللعبة.. جرس إنذار 

بابجي.. تتربع على عرش «ألعاب الموت»

حسام عبدالعليم- ناجي أبو مغنم

الأحد، 04 أكتوبر 2020 - 02:07 م

د.الباسوسى: لها أضرار صحية ونفسية خطيرة.. ومتابعة الأسرة لأطفالها واجب

د. فرويز: تحذير الإعلام ضرورة.. وعودة دور الثقافة الجماهيرية لتعليم الفنون الحل

 

كعادته دخل والد الطفل "محمد" إلى غرفة ابنه صاحب الـ12 عامًا، للاطمئنان عليه والجلوس معه، إلا أنه وجده نائمًا على سريره، وبجانبه هاتفه المحمول مفتوحًا على لعبة "بابجي" الإلكترونية، فظن في بادئ الأمر أنه نائم، وبدأ في إيقاظه إلا أن محاولاته اليائسة باءت بالفشل.اتصل بالإسعاف، التى قامت بنقله إلى مستشفى السلام ببورسعيد إلا أنه فارق الحياة قبل وصوله إليها، وجرى التحفظ على جثة الطفل بالمشرحة تحت تصرف النيابة العامة، قبل أن يُصدر قرار من النيابة بدفن الطفل.

وكان مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، قد حذر من بعض الألعاب الإلكترونية التي تخطف عقول الشباب، موضحًا أن تلك الألعاب لم يتوقف خطرها عند إزكاء الكراهية والعنف والقتل والانتحار، وإنما تجاوزه إلى التأثير بشكل مباشر على العقيدة؛ مستدلًا بذلك على لعبة "بابجي pubg" بعد إصدار تحديث لها يحتوي على سجود اللاعب وركوعه لصنم، بهدف الحصول على امتيازات داخل اللعبة.

وأهاب المركز بأولياء الأمور والجهات التثقيفية والتعليمية والإعلامية ببيان خطر بعض الألعاب، وضررها البدني والنفسي والسلوكي، وقدم نصائح لأولياء الأمور لتحصين أولادهم من خطر تلك الألعاب، مثل الحرص على متابعة الأبناء بصفة مستمرة على مدار الساعة، ومراقبة تطبيقات هواتفهم.

فى البداية يقول الدكتور أحمد الباسوسي، إن مبرمجى ومصممى تلك الألعاب يستغلون ضعف المراهقين كونهم أكثر قابلية لاستقبال المستجدات وبالتالى يسهل استهدافهم والاستيلاء على عقولهم، موضحا أن الألعاب الإلكترونية تخلق خللا في شخصية الأطفال في ظل غياب الرقابة الأسرية وقد تصيبهم بالاكتئاب أو تولد لديهم العنف.

 

وأكد الباسوسى، أن استخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة مثل الهواتف النقالة والآي باد من قبل الأطفال أو حتى الكبار يؤثر سلبا على الترابط الأسري، فضلًا عن الأضرار الصحية مثل التأثيرعلى الأعصاب والعين وضعف التحصيل الدراسي، وبالتالى ينعكس على المستوى التعليمي وفقدان المقدرة على التفكير الحر وانحسار العزيمة والإرادة، فضلا عن عدم الاكتراث لمشاعر الآخرين والعدوانية في السلوك تجاه إخوانه وزملائه، متابعًا، الأطفال الذين اعتادوا ممارسة الألعاب العنيفة التي تشمل الحروب والقتل ينمى لديهم السلوك العدواني ويتسموا بسرعة الغضب، إضافة إلى إصابتهم بمشاكل في النوم وزيادة عدد ضربات القلب.  

 وعن طرق الوقاية من مخاطر تلك الألعاب على الشباب والأطفال، أكد الباسوسى أن الحل الحقيقي لحماية الشباب تكمن فى توعية الأسرة ومراقبة الأبناء سواء على الجانب السلوكى أو المعنوى، وعدم الجلوس لفترة طويلة على الأجهزة الإلكترونية، فضلا عن دورالحكومة التى يقع على عاتقها مسئولية كبيرة لمنع وصول تلك الألعاب للأطفال والمراقبة عليها، خاصة أن هناك العديد من الألعاب الإلكترونية تحث على القتل والعنف وبها مشاهد عرى قد تصل فى بعض الأحيان للجنس وهذا ينعكس على سلوكيات الأطفال والمراهقين بالسلب وتثيرغرائزهم، كما يفضل عدم ترك الهواتف المحمولة مع الأطفال أقل من 4 سنوات من أجل اللعب عليها، ولكن يمكن استبدالها بالأنشطة المفيدة مثل التلوين والقصص والألعاب الحركية والمكعبات والكرة.

ومن جانبه يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي انه رغم إيجابية التكنولوجيا وبعض الالعاب في جوانب عديدة والتى تتمثل فى تنمية  قدرات الأطفال وتحليل المعلومات وتحسين الوعي والإدراك والتفكير بصورة أفضل لديهم، وخلق ثقافة البحث العلمي والإبداعي وفتح مداركهم وتوصيلهم بالعالم من حولهم وتنمية مخيلتهم، إلا أن ثمة انعكاسات سلبية نفسية واجتماعية وصحية على الطفل ما يتطلب مراعاة خاصة من الأسرة خاصة وان العديد من الالعاب تجذب الأطفال الى عالم افتراضي وتأسرهم بسرعة فائقة فى قضاء ساعات طويلة أمام الهواتف الذكية وألعاب الإنترنت دون مراقبة من الأسرة  ما يزيد  من مخاطر الانطوائية والعدوانية والعزلة لديهم وتطورها لأمراض نفسية.وطالب" فرويز" الأسرة بالأقتراب من أبنائهم ومصاحبتهم والحديث معهم خاصة أن المشاعر والأحاسيس بين الاباء والابناء لا تقل أهمية عن تامين مستقبلهم المادى بل تعد أكثر أهمية، متابعا لقد خلقت الالعاب الالكترونية عالما افتراضيا لجذب الاطفال اليها خاصة الشخصيات الخجولة في نفسها والتى ترغب في الاختفاء عن الأضواء وعدم الخروج والاكتفاء بالعزلة، تلك الفئة تمثل نسبة كبيرة من المراهقين. 

وناشد  فرويز الإعلام بضرورة التحذيروالتوعية بخطورة تلك الألعاب، وبضرورة الابتعاد عنها لأنها تمثل خطرا حقيقيا، هذا بجانب عودة دور الثقافة إلى سابق عهدها فى الماضى حيث كانت تستوعب كل الشباب فى سن المراهقه للتمتع بالموسيقى والفن والرسم والألعاب اليدوية ما يودى الى تنمية مهارات الشباب.   

وعن علاج إدمان الألعاب الإلكترونية للاطفال قال فرويز يجب أن يتم تعليم الأطفال كيفية تنظيم الوقت وتنمية حس المسئولية لديهم، كما أنه من المهم تحديد وقت للراحة والترفية لممارسة تلك الألعاب بساعات معينة ومكافاتهم بها، مع الرقابة الدائمة من قبل الأباء للألعاب التي يختارها أبناؤهم بحيث تنناسب مع  أعمارهم وعدم السماح لهم بممارسة الألعاب التي تحمل طابع العنف، كما يجب تعليم الأبناء أن الإنترنت والجلوس أمام الكمبيوتر لا يتلخص في الألعاب فقط ولكن هناك أشياء عديدة مفيدة يمكن أن يقوم بها الشخص من خلال الكمبيوتر القراءة وتعلم لغة أو الرسم وغيرها من الأمور النافعة التي تؤثر بشكل إيجابي في شخصية الطفل، بجانب تنمية حب القراءة لدى الطفل وحثهم على قراءة القصص الهادفة التي تربطهم بتاريخهم، فضلا عن تشجيع الأولاد على ممارسة الهوايات الحركية كالرياضة وعزف الموسيقى والسباحة والرسم. 

وعن المعدل الطبيعى لاستخدام التكنولوجيا وممارسة الألعاب الإلكترونية أكد أن الوضع الأفضل هو ممارسة الرياضة  كما قولنا أوالألعاب الرياضية أو مشاهدة الرسوم المتحركة، ولكن ما نراه اليوم هو العكس تماما فالطفل أصبح متعلقا بأجهزة الحاسوب والألعاب الإلكترونية. متابعا للأسف نجد الأهل أحياناهم المحفز الأساسي لإدمان أطفالهم على الوسائل التكنولوجية الحديثة.

 

د.اسراء: شبكة الإنترنت لعنة القرن..والفراغ وغياب الهدف والبطالة عوامل مساعدة 

حجاج: لا يمكن حجب اللعبة إلا من خلال المالك.. وبرامج المتابعة للقضاء على وجودها

اقرأ أيضا: بالتزامن مع كورونا| تعرف على استعدادت القاهرة لاستقبال العام الدراسي الجديد
 

ومن جانبها أوضحت الدكتورة إسراء السحيمى، معالج نفسى إكلينيكى، أن عالمنا يشهد ثورة اتصالات لا حد لها، ولا أحد يعلم منتهاها، وفرضت شبكة الإنترنت نفسها كوسيلة فائقة السرعة لتبادل المعلومات وللتواصل بين البشر في كافة مجالات الحياة ، ورغم أننا لم نقطع سوى خطوات يسيرة في القرن الحادي والعشرين ، فقد بدا واضحاً أن تطبيقات الإنترنت ستتسع، لتشمل استخدامات جديدة ربما لا نتخيلها حالياً ، كما يبدو جلياً أن عدد المشتركين والمستخدمين لتلك الخدمة يتنامى ، ومن المتوقع أن يتسع نفوذ الشبكة العالمية إلى الحد الذي يجعلها تهيمن على ما عداها من وسائل أخري للإعلام والاتصال

 وأوضحت السحيمي، أن شبكة الإنترنت ستصبح لعنة القرن حيث إن عدد المدمنين لها يتزايد بشكل خطير، وثبت أن هذا الإدمان له آثار تدميرية تشبه آثار إدمان المخدرات، ويجب أن نكون على وعي بأن الأفراد يكوﱢنون صوراً من صور الاعتماد على التطبيقات المتاحة على الشبكة وليس للشبكة في حد ذاتها. ومن هذه التطبيقات مواقع الألعاب.

 

وأشارت المعالجة النفسية، إلى أن أكثر الألعاب شيوعاً بابجى وذلك بناءً على نتائج دراسات مركز الأبحاث "بيو" للعلوم والتكنولوجيا الخاص بتطبيقات الشبكة؛ فيستخدم 84% من الذكور و59% من الإناث مواقع الألعاب سواء على الهاتف المحمول أو على الشبكة ويمكن تفسير نسب الانتشار السابقة في ضوء أن فئة الشباب أكثر الفئات العمرية استخداماً لشبكة المعلومات، ولذا فهم أكثر عرضة للمشكلات المرتبطة بها.  

وأرجعت السحيمي السبب في ذلك إلى ثمة عوامل عديدة، من أهمها توافر خدمة الشبكة خاصة في ظل انخفاض تكلفتها بالإضافة إلى أنه كلما قل عمر المستخدم زادت احتمالية اعتماده عليها بسبب ضعف قدرتهم على السيطرة على حماسهم في التعرف على ما يحرك اهتماماتهم فيلجأوا الى مثل تلك الألعاب الإلكترونية ونتيجة لغياب الهدف، والفراغ، واتساع القاعدة العاطلة عن العمل كما يعتبر الطلاب المتفرغون أكثر احتمالية للاعتماد عليها بسبب توافر الشبكة بشكل غير محدد ومجاني، وامتلاكهم جدولاً يومياً مرناً. 

 ولفتت إلى أن هناك آثار عديدة للاعتماد على مواقع الألعاب(بابجى) تتمثل في مشكلات نفسية وسلوكية عديدة، كالاكتئاب، والانطواء، وفقدان المساندة الاجتماعية، وانخفاض التحصيل الدراسي أو الأكاديمي ، كما يترتب عليها عديد من العواقب الجسمية والنفسية والاجتماعية لكل من الفرد والمحيطين به، حيث تتمثل المشكلات الجسمانية في التعب المرتبط بالحرمان من النوم، ومتلازمة آلام الظهر وآلام الرسغ، وضعف الرؤية، أما العواقب الاجتماعية فتتمثل في تدهور العلاقات الاجتماعية، وانهيار الحياة الأسرية، وإهمال شريك الحياة، وإهمال التفاعل الاجتماعي وانخفاض الاهتمام به.  

علماً بأن هناك عدة طرق لمعالجة إدمان الأطفال للألعاب ومنها مراقبة سلوك الأطفال أو المراهقين أو الشباب ومتابعة الوقت المستخدم للعب، ومراجعة المدرسة وسؤال المدرسين عن تحصيله الدراسى والاكاديمى وإلى أى مدى ملتزم بالمهام والواجبات المنزلية، إلى جانب هل الشخص يقول الحقيقة بشأن الوقت الذي يقضيه في ساعات الليل المتأخرة (العديد من اللاعبين عبر الإنترنت، وخاصة اللعب مع الأطفال في الخارج ، يتم بعد منتصف الليل).

كما يقول الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن الألعاب الإلكترونية مثل بابجي وغيرها تم تدشينها من أجل إلهاء الأطفال وجعلهم يقضون أكبر وقت ممكن مع تلك الألعاب، لافتا إلى أن الشركات المصممة لتلك الألعاب تستعين بخبراء نفسيين من أجل هذا الغرض. وتابع حجاج، أن تلك الألعاب تنمي غريزة العنف عند مستخدميها ومنها ما يستهدف المفاهيم والمعتقدات ويسعى لزعزعتها، فقد أصدر الأزهر الشريف بيانًا قبل بضعة أشهر حذر فيه من إحدى الألعاب لما فيها من تناقض مع الثوابت الدينية.  

  

ولفت الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إلى أن تلك الألعاب لا يمكن التحكم فيها أو إيقافها إلا من خلال الشركة المالكة لها ولا تستطيع أي جهة أو دولة حجبها أو منعها.  

وأكد خبير أمن المعلومات، على أن السبيل الوحيد لحماية الأطفال من تلك الألعاب الخطيرة أو القاتلة هو متابعة الوالدين من خلال بعض البرامج المتاحة على الإنترنت والتي يكون منها مدفوع أو مجانا مثل جوجل فاميلي، محذرا من بعض الألعاب التي قد تستهوى المستخدمين لما تتيحه من إمكانية التربح منها.

ويعلق الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب السابق قائلاًإن السبب قد يرجع إلى اختلال كهرباء القلب أو متلازمة القلب حيث إن تلك الألعاب تتسبب في قدر عال من الشد العصبي والحالة ليست الأولي من نوعها فقد تم رصد بعض الحالات من قبل باحثين استراليين منهم اثنان تم انقاذهما وزراعة جهاز الصدمات والثالث فاضت روحه وقد تم اكتشاف خلل كهربي وراثي كامن أظهره التوتر الشديد لإحدي الحالات علماً بأن هناك طفلا يبلغ من العمر ١٦ عاما مات فجأة بعد ٦ ساعات مستمرة مندمجا في تلك اللعبة مع صراخ وصياح انتهي بسقوطه سريعا، ما يعني أن السبب المباشر هو التوتر واختلال كهربي وراثي في الأطفال. 

وأكمل : «بدون وجود متلازمة خلل كهربي وراثي .. الزعل بيكسر القلب فعلا دي حقيقة علمية وحالات إكلينيكية واقعية بنشوفها مش كناية بلاغية ولا تعبير مجازي»، مردفا الزعل والصدمات العاطفية.. والفشل في الحب وفقدان الأحبة بيكسر القلب وممكن ينتهي بموت مفاجيء، حيث إن الزعل بينشط الادرينالين والنور أدرينالين .. ويحبط إفراز هورمونات السعادة زي السيروتونين.

 

اقرأ أيضا: الشائعات.. «سلاح خايب» للجماعة الإرهابية

 

اقرأ أيضا: اللائحة التنفيذية لقانون العربات المتنقلة «تاهت» بين مكاتب التنمية المحلية
 

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

 احتفالات اللعبة

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة