لم أجد في بيان الحكومة، الذي تلاه المهندس شريف إسماعيل أمام مجلس النواب أي جديد - كما توقعت في مقالي صبيحة الأحد الماضي - لكن الحق يقال، وجدت ما زاد من إصراري علي ضرورة رحيل هذه الحكومة، التي لم تجد شعارا لبرنامجها، سوي عبارة « نعم نستطيع « وهي نفس شعار حملة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الانتخابية «yes we can». كما لم تجد ما تدلل به علي سوء الأوضاع الاقتصادية سوي مقارنة المؤشرات الحالية» المتردية»، بمثيلتها «الوردية» في 2010 آخر سنوات حكم مبارك ! فقد وصل الدين الحكومي عام 2015 إلي 2.3 تريليون جنيه بنسبة 93.7% من الناتج المحلي، مقابل تريليون جنيه فقط بنسبة 79% من الناتج عام 2010 وبلغ عجز الميزان التجاري عام 2015 حوالي 39 مليار دولار مقارنة بـ 25 مليارا في عام 2010 وتراجع الاحتياطي النقدي عام 2015 لنحو 16.5 مليار دولار مقابل 35.2 مليار دولار قبل الثورة. ووصل معدل الادخار المحلي في 2015 إلي 6% بينما كان في 2010 نحو 17%. أما ترتيب مصر في التنافسية العالمية خلال عام 2015 فوصل 116 من أصل 140 دولة، بينما كانت مصر في المرتبة 81 من أصل 139 دولة عام 2010.
وخلص رئيس الحكومة بعد فاصل سوداوي طويل، يجعل البعض يتحسر علي أيام «الهنا» الخادع في عهد مبارك، خلص إلي مفاتيح الحل- كما يراها- وهي الجدية في عملية الإصلاح - بما يعني أن حكومته لم تكن جادة طوال الأشهر الستة الماضية - ليصل إلي مربط الفرس وهو «حتمية اتخاذ قرارات صعبة تم تأجيلها كثيرا». يا نواب البرلمان. الشعب جاب آخره وهذه الحكومة لا ولن تستطيع. فكونوا علي قدر ثقتنا بكم، واعزلوها.