بالطبع فقد جاء بيان الحكومة خالياً من أي رؤي أو أفكار تخص ١٠ وزراء جدد دخلوا الحكومة في اللحظات الأخيرة ورغم ان ذلك يمثل سابقة لم تحدث من قبل إلا أن تدارك آثارها سوف يتم خلال الفترة القادمة وبعد إبداء اعضاء مجلس النواب ملاحظاتهم ومطالبهم.
وأيا كانت انطباعاتنا عن البيان أو عن اعضاء الحكومة الجدد إلا أن الفيصل سيظل دائماً هو ما سيقدمه هؤلاء الوزراء من افكار جديدة تأخذ في اعتبارها التحديات والعقبات التي يواجهها الاقتصاد المصري والشح الكبير في الموارد.
ويخطيء من يعتقد ان البيان يمثل خطوطاً جامدة يصعب تبديل اولوياتها ووفقاً لما سيسفر عنه العمل الفعلي والظروف الكثيرة المتغيرة التي تحيط بنا.
عند تصفحي للبيان وجدت انه لا يتوقف امام التفاصيل وانما شكل خطوطاً عريضة يمكن العمل من خلالها.
وإذا كنت بحكم عملي اشعر بالشفقة علي رئيس الوزراء شريف اسماعيل والذي يحاول جاهداً التفوق في لعبة التباديل والتوافيق فإنني اتمني ان يسارع رئيس الوزراء في وضع برنامج مصغر لتحقيق بعض متطلبات العدالة الاجتماعية.
برنامج يتجه مباشرة للفقراء ومحدودي الدخل واصحاب المعاشات سواء من موظفي الحكومة او العمال او اصحاب معاشات الضمان.
أعرف ان هناك قانوناً للتأمين الصحي وهو قانون فشلت حكومات كثيرة في تحقيقه لانه يحتاج لموارد حقيقية وبعيداً عن الديكور الصحي الذي تعمل في اطاره وزارة الصحة لابد من ايجاد حلول عاجلة وسريعة للعلاج علي نفقة الدولة ولو لفترة محددة وكذلك ترشيد اعداد المستفيدين ببطاقات التموين وتوجيه الفارق فوراً لبقية المستفيدين وبما يضمن زيادة الدعم.
برنامج انعاش يعمل علي تدرج اي رفع لاسعار الخدمات سوف يفوز برنامج الحكومة ويكتسب ثقة البرلمان لكن ما يهمنا هو اكتساب ثقة ملايين المصريين الذين يعانون الأمرين وهي ثقة تتعرض الآن لهزات عنيفة آمل الا يغفل المسئولون أسبابها وأن يسارعوا في الحد منها.